كم من شتاء
حلماً رسـمتُ وكان عشـقكِ ســيِّدا
ملك المفاصل والدماء .. وما هـدا
أيقظتــه كالفجــر والمطــر احتفى
بوليــد حــبٍ في الدمـــاء توقـــدا
ولمحـتُ في عينيــه أجمـل طفلــة
غسـلت بهــا الأمطار عوداً أمردا
مــازجتهـا بـالحلــم حتـى أينعــت
وتفتحتـت في راحتيَّ مــع النــدى
جَمََحت بنـا أفـكار نــزوة عاشــقٍ
فـاهتز في دمي الجنــون وأرعـدا
ودفنــت بــالكـفين كفــــا آيــــة
طــرقت على بـاب الفـؤاد فغــردا
وتراكضت شفتاي تسبق خطوتي
لتلــــمَّ أعنـــاب الشـــفاه تعبُــــدا
وغــدا البنفســج يســتظل بثورتي
متراقصـا, يدنــو وقــد مـــد اليـدا
وسرى ارتعاش ما انتشـيت بمثله
سـتون سـنبلة مررتُ بهــا ســدى
هو أول العمـر الــزكيِّ يســوقني
ثمِــلا أُلامِـــسُ خـدَّهــا المتــوردا
فحضنتهــا والغيــم يرســم قصــة
مزجــت بأنفــاس الشــتاء تـــأوُّدا
وتضاحــك الشـفقان للحــال الـذي
أضفى علـى ألـــق الحيــاة تفــرُّدا
كنـــا معــا والهمس حلــم صـاعد
مطــراً يُهيءُ في أماســينا الغـــدا
وتسـاقط الثلـــج المحلـق نشــوة
وثيابنـا التصقــت تبـارك موعــدا
قمنـا, ركضنا, وامتطينـا صهـوة
الثلج الجموح وقد تراكض منشـدا
والغصن مال على المساء معانقــا
والخافق الصــداح لامــس فرقــدا
الله يـــا فصــل النمــاء حملتنـــا
شــغفــا لنغرقهـــا الحيــاة تـــودُّدا
كـم من شــتاء قــد تولــى شـــامتا
ورجعـتُ بالبـــرْد اللعين مُعمَّـــدا
حتى أتيـتِ فكنـتِ كأســا دافئــــا
ذابت على كفيـــه أخيلــة المــدى
فغرقــت في دنِّ الســلافة ماجنـــا
أهــب الجنــون ســـبيله متمـــردا
لله دركِ ..لــو همســتِ لعـاشــق
لتخدرت في القلب أوردة الهــدى
كان احتفـــالكِ يـا ســماء بريــدنا
لنحيــل أحــلام الصبـــابة موردا