|
بَيْتٌ صَرِيعٌ وَ بَيْتٌ هَالَهُ الذِّيعُ |
وَ حَارِسٌ سَرَّهُ لِلْجُرْحِ تَلْمِيعُ |
وَ عَاشِقَانِ تَلَظَّى فِي حُرُوفِهِمَا |
فَرْطُ الحَنِينِ فَلَمْ يُقْنِعْهُ تَشْبِيعُ |
جُرْحَانِ حَطَّا عَلَى رَسْلٍ وَ لَيْتَهُمَا |
لَمْ يَأْكُلاَ مِنْ رَغِيفٍ سَاءَهُ الجُوعُ |
يُغَرِّدَانِ بِحَرْفٍ صَارَ فِي مُدُنٍ |
تَوْقًا..فَخَانَهُمَا لَحْنٌ وَ تَوزِيعُ |
لَوْ كَانَ فِي سِجْنِ مَا تُبْقِينَ مِنْ أَمَلٍ |
شِعْرٌ.. لَطَالَهُمَا ذَبْحٌ وَ تَقْطِيعُ |
أَكُلَّمَا ضَاقَ فِي عَيْنَيْكِ سِجْنُهُمَا |
شَوْقًا.. تَمَلَّكَهُ فِي الجَفْنِ تَوْسِيعُ ؟ |
يُكَابِدَانِ نَوَايَا مَنْ يَكِيدُهمَا |
حُبًّا.. فَتَكْتُمُهُ الغِيدُ المَصَارِيعُ |
كِلاَهُمَا كَانَ فِي عَيْنَيْكِ مَحْضَ هَوًى |
يَصْبُو..فَهَلْ لِهَوَى عَيْنَيْكِ تَطْبِيعُ؟ |
حَرْفٌ تَثَنَّى وَ حَرْفٌ صَارَ دُونَهُمَا |
وَ أُمَّةٌ طَالَهَا فِي الثُّلْثِ تَرْبِيعُ |
تَدُورُ لاَ كَالمَرَايَا حَوْلَ عَاشِقِهَا |
تِلْكَ الحُرُوفُ لَهَا فِي العِشْقِ تَنْوِيعُ |
مِثْلُ الأَرَاجِيحِ فِي عَيْنَيْكِ نَائِمَةٌ |
جَذْلَى.. فَيُزْعِجُهَا فِي الحُلْمِ تَرْوِيعُ |
وَ قِسْمَةُ العَاشِقِينَ الثَّائِرِينَ سُدًى |
مِنْ كُحْلِ جَفْنَيْهِمَا هَجْرٌ وَ تَلْوِيعُ |
كَأَنَّهَا الأَرْضُ تُعْطِي مَنْ يَخُطُّ بِهَا |
سِرًّا.. فَتَفْضَحُهُ مِنْهَا اليَنَابِيعُ |
تَمْشِي الهُوَيْنَى سِنِينًا فِي تَغَنُّجِهَا |
فَلاَ يَلِيقُ بِهَا بُطْءٌ وَ تَسْرِيعُ |
وَ تَوقِظُ النَّائِمَاتِ المُثْقَلاَتِ رُؤًى |
وَ لَوْ تَرَسَّبَ فِي أَحْشَائِهَا الرِّيعُ |
تَخِيطُ مِنْ مُفْرَدَاتِ الرِّيحِ أَزْمِنَةً |
حُبْلَى.. فَتَسْتُرُ مَا تُبْدِي المَجَامِيعُ |
وَ نَسْجُهَا فِي خُطَى الدَّارَينِ مَا سَطَرَتْ |
أَفْعَالُ مَنْ عَقَلُوهَا..لاَ المَشَارِيعُ |
حَرْفِي كَسَاكِنِ قَلْبٍ سُلَّ مِنْ وَجَعٍ |
وَ قَاتِلِي بِسَلِيلُ القَلْبِ مَوْجُوعُ |
وَ الحَرْفُ أَطْوَلُ عُمْرًا مِنْ سَنَا لُغَةٍ |
فَلاَ مَجَالَ لِسَفْكٍ فِيهِ تَضْيِيعُ |
مُرَابِطٌ فِي قِلاَعِ الخَوْفِ.. مُنْتَصِرٌ |
وَ فَارِسٌ.. مِنْ فُتَاتِ الرُّوحِ مَصْنُوعُ |
وَ صِيتُهُ فِي ضَجِيجِ الحَرْبِ مُسْتَتِرٌ |
وَ صَمْتُهُ فِي كُهُوفِ الأَسْرِ مَسْمُوعُ |
وَ الحَرْفُ أَحْنَى عَلَى السَّجَّانِ مِنْ وَطَنٍ |
حَتَّى وَ لَوْ خَانَهُ القَوْمُ المَذَايِيعُ |
يُفْتِي السَّلاَطِينَ فِي طَيْرٍ وَ سُنْبُلَةٍ |
وَ يَسْتَجِيرُ بِمَا تُخْفِي الأَسَابِيعُ |
لَهُ بِكُلِّ دُرُوبِ الأَرْضِ مَنْزِلَةٌ |
وَ كُلِّ مَا تَحْمِلُ التِّيجَانُ تَوْقِيعُ |
وَ الحَرفُ طِفْلٌ صَبِيٌّ طَاعِنٌ هَرِمٌ |
حُلْوٌ مَرِيرٌ شَقِيُّ الطُّولِ مَرْبُوعُ |
عَذْبُ الشُّرُوحَاتِ ..مَوْسُومٌ بِفِطْرَتِهِ |
ثَاوٍ..عَلَى سَحَرِ الأَيَامِ مَطْبُوعُ |
غَيْمٌ..يَتِيمٌ..غَرِيبُ الدَّارِ..مُنْقَطِعٌ |
مُهَاجِرٌ..مِنْ جُذُورِ الحَقِّ مَقْطُوعُ |
مُخَادِعٌ..مُسْتَمِيلٌ..غَافِلٌ..يَقِظٌ |
وَ غَائِبٌ فِي مَرَايَا القَلْبِ..مَخْدُوعُ |
تَبْنِي البُنَاةُ عَلَى حَرْفٍ..وَ يَصْدُقُهَا |
فِي فِعْلِهَا مَا تَرَجَّتْهُ المَوَاضِيعُ |
وَ سُنَّةُ الحَرْفِ أَنَّ الصِّدْقَ مَذْهَبُهُ |
وَ لَوْ تَحَدَّاهُ "تَخْرِيجٌ"وَ"تَشْيِيعُ" |
هَيْهَاتَ أَنْ تَبْلُغَ الأَسْوَارُ غَيْمَتَهُ |
أَوْ يَسْتَقِيمَ لِمَاءِ الحَرْفِ تَطْوِيعُ |
فَرْدٌ مُضَافٌ إِلَى مَعْنَاهُ..مُمْتَنِعٌ |
مُشَاكِسٌ..مِنْ دُخُولِ النَّصْبِ مَمْنُوعُ |
وَ هَارِبٌ مِنْ حُتُوفٍ فِي مَصَادِرِهَا |
وَ عَاشِقٌ..بِارْتِشَافِ الفِعْلِ مَوْلُوعُ |
مُضَارِعُ الرَّأْيِ..مَاضٍ فِي تَعَنُّتِهِ |
مُعَارِضٌ..لاَ يُطِيقُ الجَرَّ.. مَرْفُوعُ |
صِرْفُ الرِّوَايَةِ..حُرٌّ فِي تَوَاتُرِهِ |
قَوْلٌ صَحِيحٌ..وَ مَا عَادَاهُ مَوْضُوعُ |
بَاقٍ عَلَى العَهْدِ مُذْ كَانَتْ أَوَاصِرُهُ |
مِتْنًا..وَ كَانَ لِهَذَا المِتْنِ تَفْرِيعُ |