باسقة بأغصانها -----ترفل بثمارها ------كحلل قشيبة ------
شجرة جوز تكاد تناطح السحاب ------أطلت بعيون مكثت في أعلى
أفرع فيها على كل ما يدور من حولها فزاد من غرورها وعتوها.
كانت أنساقها المتعطشة قد انبرت شرقاً باتجاه أمواه الوادي حيث
تقبع بجانبه تتشبع ارتشاحاً من ماءه المخلوط بين وحل الدرب الممطور وماء نبع مقتر يركن بخجل على أحد جوانبه .
عمرها زاد عن المائة لكنه ضحلٌ بالنسبة لعمر الوادي الذي مَعاد يذكر
ولادته ......إلا أن غرورها فاق القدم والأصالة وغيّبهم حسن مظهرها
ومتانة أغصانها .
أما الفصول فكانت عباءة يتلاحيان على ارتداءها..........
فالصيف كان الزهو لتلك الباسقة ...أما الوادي فيرديه أضعف حالاته
نضبت كل الروافد التي تصب فيه وأجدبت العيون التي تقبع على
أطرافه فبدا هزيلاً .... ذبولاً .
كانت الأطيار تحلق من حولها في ذلك الصباح الحار الرطب من أواخر أيام الصيف وبدت وكأنها أم حانية لتلك الأطيار بل أم الجميع.
خيوط الماء بين اقني السواقي المتعرجة أوشكت على الجفاف وهي
تتسلل تنازع الأرض المملوءة بأنساقها...فلا تكاد تمضي قليلاً
حتى تفقد معظم محتواها.
ضاق صدر الوادي ذِرعاً بتلكْ....فهل دائماً يتوجب عليه أن يروي ظمأها وأنانيتها
وفجأة وبدون سابق إنذار اكفهر وجه السماء وأخذت تزمجر وتثور
وتومض وترعد .
المطر غزير، أنه السيل......... العيون تفجرت , السيل قادم, سيجرف كل مسْتَجدّ على أطراف الوادي بل وسيزيد من عمقه دلالة للتاريخ
تنفس الوادي وعاد ت إليه الروح وهاهو يزهو من جديد
الإهداء: إلى العراق الجريح