أُحاولُ
يا بَلدَ الذاهبين إلى الشَمْس ِ -
كَسْرَ المرارة فوق شفاهك َ والوجنَتيْنْ
فلِلحُزْنِ فيكَ وميضُ البروقِ
لأنَّكَ مُذ غادَرتَكَ الأماسي الجَميلَةُ -
لا تعرفَ الغادرينَ بعينيكَ والمُرجَفينْ
أما زِلْتَ تُنكَرُني يا شَقَيَّ الشُّقُاةِ ؟
وَتُنكُر جُرحي
وكُلَّ السُجُونِ التي جُبْتُها -
عَبْرَ تلك السنينْ!
ضفافْكَ يا بَلَدَيْ :
ذكرياتي
وكُلُّ حنينيْ
وكُلُّ عُيْونيْ
شواطِيكَ مملكَتْي
أَيُّها المُتلِّفعُ بالنارِ والأُرجُوَانِ
وعطرْ الجُفُونِ
طويلاً أُحاوِلُ أَنْ أَستْبينَ خُطَاكَ
على الجَمْر غاصَتْ عُيونيَ
في ناظرَيك
وشّبَّ اللظى في سَوادِ العَزَاءْ
أُهذا أنا..؟
أَمْ دَمٌ يتنزى على شَفَةِ الذاكرَينَ ؟
أَهذا مَواتُ المواعيدِ فوقَ رؤاكَ -
وشَهْقة تلكَ التي لا تَراك؟
أنا مِن تُرابَكَ عشْتُ التُرَابَ
ومن كربلائك عَشْتُ الجراحَ –
ولنْ أستريحَ
وفي رئتيك (حُسَينٌ) -
يقاتلُ في كربلاء.
ورَثْتُ انتحَاركَ
مُذ وزعتكَ سيوفُ التكالب ِ بين الغُزاةْ
،ورَثْتُ نزيفكَ
حين يسومك بوش الكذوبُ العذابْ
ورَثْتُ شقاءَكَ -
حين تبيُعكَ (معارصة )1
هّمُّهُا أنْ تراكَ -
بأرصفْة التيهِ تبكي الحياةْ
لماذا يَبيعُكَ هذا الشَتَاتُ
من المغرضين
وأَنْتَ الذيْ علَمتَّكَ التجاربُ
والخيلُ
والمُقبِلاتُ من الريحْ
أن لا تَهوُنْ
لماذا نَخُون..؟
وماذا سيحصُلُ لو كشفَتَنا الدُرُوبُ
وساقَ خطانا زمانٌ خؤوُنْ؟
أعيذكَ من ذنبْنا
وذنوب الذين يبيعون وجهكَ - في كلِ يومٍ
ويستغفرُونكَ في كلِ يومٍ
وأَنْتَ تراهَمُ..
وتَشْهَدُ قتْلَك ْ
أَشهدُ ذَبْحي وقتَلْيَ مثلَكْ
أَعنّي إذَنْ
إنَّ وَجْهي الطَعين يقبِّل وجَهك ْ
ويُسْرِجُ للشَمْسِ قنديلَهُ المتأرجَح -
بين النبي الشَهيدِ وبَينَك ْ
أَعنّي
فَروُحي ستحيا تَموت وتَحيا وتنزف مسكا عطورا لأجلك ْ !
المعارصة: لقبت بها من ما تسمى في حينها بالمعارضة الاجنبية (العراقية) منذ عام 1983 والتي نصبها غزاة المحتلين من جواسيسها ومرتزقتها في حكومات الاحتلالية الذين لم يقل أجرامهم من أجرام النازيين بكل كانوا خير خلف لخير سلف على ما قاموا به من مجازر ومذابح وتدمير دولة , حيث أصبح العراق اليوم ثاني دولة فسادا في العالم.