|
متى يبقى العراق عراقَ أهلي |
أتيت أصـوغ نبضـكِ والقوافـي |
متـى أكسوكِ مـن قلمـي ربيعـاً |
وأقتـل فيـكِ أزمنــة الجفـاف؟ |
متـى يغدو العـراقَ عراقَ أهلي |
وتصطلـح القـوادم والخوافي؟ |
ونشـرب ماءنــا صفـوا وأمنــا |
فلا تعدو الكباش على الخراف! |
وتنطلـق النفـوس علــى هواها |
فـلا تخشى مــن السـم الزعاف |
فحـب الأعظميـة فـي ضلوعي |
وحــب الكاظميـة فــي شغـافـي |
وكــم نحتــاج يــا بغــداد أمناً |
ولو عاش العراق على الكفاف؟ |
يصيح بنـا النخيل الحر مهـلاً |
وقـد نــزف العراقيـون : كاف ِ! |
متـى نجتث هـذا الخوف فينا |
ونختتـم الروايــة فــي المنافـي؟ |
وينطلق الصديق إلـى صديق |
بـلا فـــزع ولا شبــح اختطــاف !! |
وتدرج في شوارعنا الصبايـا |
كمــا كـانت بأوسمــة العفــاف |
ويدعـونـا المسـاء إلــى مساءٍ |
عراقــيٍّ هناك علــى الضفـاف ؟ |
فنغــرق فــي المودة والحكايا |
وتهتــز القلــوب علــى القوافـــي |
وليس سوى"صباح الخير"يا بني |
وفــي تعب الظهيرة "يـا عوافي" |
وحيــن يمسني عطش فجاري |
يبادرنـــي بكــأس منــه صـاف ! |
وطعم الخبز في"بغداد" أشهى |
ورب الناس مـن "طبق الكنافي" |
ويـــا بغداد أنت فراش روحي |
وأنــت ببــرد كانـــون لحـــافــي |
ويحـرجنـا العراقيــون لطفـــاً |
فمــن أيـــن التدابــر والتجافــي؟ |
فكــم علمتنـــا نظـــم القوافــي |
فعلمنـــــا إذن أدب الخــــلاف ! |
فمـــا زلنــا نهــزّ لـواء"بدر(1)" |
ونشرب مـن رحيقك"يا رصافي" |
وإن دم العــراقيــين أغلـــى |
مـــن التـــاج المــزيف والنكــاف |
ومــا زال العــراق لنا إماماً |
"وأم القصــر " خاتمــة المطــاف |