|
لاتسألوني عن مدى أحزاني |
تسري وتنمو فِيّ كالسَرَطانِ |
أيقنتُ أن الفرحَ لحنٌ زائفٌ |
قد صاغهُ المأفونُ في هَذيانِ |
فعلامَ تفرحُ يا حزينُ وتنتشي |
ونهاية الأفراحِ للأكفانِ |
لو كنتَ مثلي ما خُدعتَ بنعمةٍ |
والعيشُ مثلُ العَصْفِ لا الريحانِ |
إنّي حزينٌ وابتسامي كله |
أضْحى مجاملة ً بلا كِتمانِ |
أوَ هكذا تغدو الحياة وسحرُها |
أضغاثَ أحلامٍ بها ألقاني |
ما عدتُ أفرحُ للاصيلِ ولا المسا |
والليلُ بعدهما أسىً يغشاني |
صُبَّ الكؤوسَ وهاتها حتى ترى |
عينيَّ مثلَ الجمرِ في أجفاني |
فاذا فرغتُ فعُدْ إليَّ بضعفها |
فالروحُ ملَّتْ سُكْنةَ الأبدانِ |
خَدِّرْ بها الاعصابَ فهي حبيبتي |
ما عدتُ أحْتمِلُ الشقا بجناني |
كمْ عشتُ أرْسمُ خطةً أهنا بها |
مستقبلاً كالساذجِ الجذلانِ |
فإذا الزمانُ يسومني سوء العذاب |
فما أشدَّ ضراوةَ الازمانِ |
واحسرتا قد ذاب عمري خلسة ً |
فاذا انا كالتينِ في ذوباني |
لم تبقَ الا الذكرياتُ صواقعاً |
في العمقِ تحرقني بلا نيرانِ |
وأعودُ أسألُ يا زماني خُنتَني |
وخدعتني فالى م أنتَ زَماني؟ |
إني كئيبٌ لا كآبة مثلها |
جرَّبتُ أو شاهدتُ في إنسانِ |
إني لأشقى في بلادٍ ملؤُها |
كذِبٌ وَبهتانٌ.. فما أشقاني |
شُرِّدْتُ عن وطني وفي عزِّ الصِّبا |
أحدو فؤاداً مُنهكَ الأركانِ |
والاهلُ والاحبابُ في صحرا الردى |
يتساقطون تساقطَ الظمْآنِ |
وأنا هنا أرثيهمُ بتوجُّعٍ |
ما لي بتخفيفِ العذابِ يدانِ |
ما هذه الدنيا سوى قيثارةٍ |
الحانها من أسوأ الالحانِ |
يا قلب أعياني حنينك للصبا |
يا ليت أنسى القلب أو ينساني |