|
هَـــلَّ الــهِلالُ لِــشَهْرِ الــحَجِّ فَــانْسَابَا |
كُــــلُّ الــحَــجِيْجِ لِــبَــيْتِ اللهِ طُــلاَّبَــا |
وَأَقْــبَــلُوْا بِــالــتُّقَى فِـــي كُـــلِّ قَــافِلَةٍ |
مِــنْ كُــلِّ فَــجٍّ عَــمِيْقٍ ، وَالــعَنَا طَــابَا |
وَأَخْلَصُوا ذِي الخُطَى بِالطُّهْرِ وَانْطَلَقُوْا |
فِـــي مَــوْكِبِ الــنُّوْرِ آحَــادًا وَأَسْــرَابَا |
أَلْــقَوْا ثِــيَابَ غُــرُوْرِ الــعِزِّ فَاجْتَمَعُوا |
بِــيضَ الــقُلُوبِ وَكُــلُّ الــفَخْرِ قَــدْ ذَابَا |
فَــلَــيْسَ يَــرْفَــعُ يَـــوْمُ الــحَجِّ مَــفْخَرَةً |
وَلَــيْــسَ يَــعْــرِفُ أَنْــسَــابًا وَأَحْــسَــابَا |
حَــلُّوْا ضُــيُوْفًا عَلَى الرَّحْمَنِ وَانْتَشَرُوا |
فِـــي الــكَعْبَةِ الــيَوْمَ تَــهْلِيْلاً وَتِــرْحَابَا |
تَــجْرِي الــدُّمُوعُ رَجَــاءً وَهْيَ خَاشِعَةٌ |
وَيَــنْــبِضُ الــقَــلْبُ إِجْـــلالاً وَإِطْــنَابَا |
وَتَــرْتَقِي الــرُّوْحُ فِــي الآفَــاقِ سَــامِيَةً |
عَــنِ الــدَّنَايَا وَعَــنْ دُنْــيَا سَــقَتْ صَابَا |
فــلا هُــمُوْمَ سِــوَى مَــا كَــانَ مِنْ زَلَلٍ |
وَلا رَجَـــاءَ سِـــوَى الــغُفْرَانِ أَثْــوَابَا |
وَلا حَــدِيْــثَ سِـــوَى مَــا كَــانَ تَــلْبِيَةً |
وَلا لِــبَــاسَ سِـــوَى الإِحْــرَامِ جِــلْبَابَا |
وَلَــيْــسَ يُــشْــغِلُ مَـــالٌ رَغْــمَ فِــتْنَتِهِ |
وَلا بَــنُــونَ وَلا زَوْجٌ ، وَمَــنْ حَــابَى |
جَـــاؤُوا بِــدَمْــعَةِ أَيَّــامٍ بِــهِمْ عَــبَرَتْ |
وَالــعُمْرُ وَلَّــي وَشَــعْرُ الرَأْسِ قَد شَابَا |
جَــاؤُوا حَــيَارَى وَهَــمُّ الــوِزْرِ يَدْفَعُهُمْ |
نَــحْــوَ الــغَــفُورِ وَقَــلْبٌ بِــالهُدَى ثَــابَا |
يَــدْعُــونَ رَبًّـــا كَــرِيْمًا قَــادِرًا أَحَــدًا |
بَـــأَنْ يَــعُــودَ تَــقِّــيَ الــنَّــفْسِ أَوَّابَـــا |
وَأَنْ يُــعِــينَ عَــلَــى الــدُّنْــيَا وَزِيْــنَتَهَا |
أَنْ يَــغْــفِرَ الــذَّنْــبَ لا يُــبْقِي لَــهُ بَــابَا |
يَــرْجُــونَ جَــنَّــةَ رُضْــوَانٍ وَمَــرْحَمَةٍ |
فِــيهَا الــكَوَاعِبُ حُــورَ الــعِينِ أَتْــرَابَا |
يَــدْعُونَ فِــي رَغَــبٍ فَالقَلْبُ فِي طَمَعٍ |
أو يَــحْــتَمِي رَهَــبًــا بِــالــدَّمْعِ مُــنْسَابَا |
وَاللهُ فِــي كَــرَمٍ يُــعْطِي الــذِي سَــأَلوْا |
فَــمَنْ يَــلُذْ بِــحِمَى الــرَّحْمَنِ مَــا خَــابَا |
سُــبْحَانَ رَبِّــكَ رَبِّ الــعَرْشِ يَــجْمَعُهُمْ |
عَــــلَــى الــتَّــبَايْنِ إِخْــوَانًــا وَأَحْــبَــابَا |
فِـــي خَــيْــرِ مُــؤْتَــمَرٍ لِــلْخَيْرِ مُــنْعَقِدٍ |
فِــي كُــلِّ عَــامٍ فَــحِزْبُ الكُفْرِ قَدْ هَابَا |
يَــخْشَى الــتَّوَحُّدَ يُــؤْوِي أُمَّــةً ضَعُفَتْ |
بَــعْــدَ الــشَّتَاتِ فَــصَارَتْ فِــيْهِ أَذْنَــابَا |
وَيُــسْتَبَاحُ حِــمَى الإِسْــلامِ فِــي زَمَــنٍ |
ضَـــاعَ الــجِهَادُ وَبَــاتَ الــدِّينُ أَلْــقَابَا |
وَعَـــاشَ فِــيْهِ دُعَــاةُ الــحَقِّ فِــي أَلَــمٍ |
وَهُـــمْ يَـــرَوْنَ نَــصِيرَ الــحَقِّ كَــذَّابَا |
يَــا مَــوْكِبَ النُّورِ فِي أَرْكَانِهِ اتَّضَحَتْ |
رُوحُ الــعَــقِــيدَةِ إِيــمَــانًــا وَإِيــجَــابَــا |
جَـــاؤُوا مُــلَــبِّينَ إِبْــرَاهِــيمَ دَعْــوَتَــهُ |
فِـــي بَــطْــنِ مَــكَّــةَ رُجَّــالاً وَرُكَّــابَا |
إِنَّ الــمَــنَاسِكَ رَمْـــزٌ لَــيْــسَ يُــدْرِكُهُ |
إِلاَّ الــتَّــقِــيُّ وَمَــــنْ يَــرْتَــادُ أَلْــبَــابَا |
فَــلَــيْسَ يُــرْجَــمُ إِبْــلِــيْسٌ بِــحَــضْرَتِهِ |
وَلَــــيْــسَ نَــعْــبُدُ أَوْثَــانًــا وَأَنْــصَــابَا |
لَــكِــنَّــنَــا أُمَّـــــةٌ لـــلـــهِ طَــائِــعَــةٌ |
وَاللهُ يَــــجْــعَــلُ لِــلْــغُــفْرَانِ أَسْــبَــابَــا |
طُــوْبَى لِــمَنْ كَــسَبُوا عَــفْوًا وَمَــغْفِرَةً |
فَــالخُلْدُ مَــسْكَنُ مَــنْ وَفَّــى وَمَــنْ تَابَا |
أَمَّــا لِــمَنْ ظَــلَمُوا فَــالنَّارُ ذَات لَــظَى |
وَالــوَيْــلُ يَــصْهَرُهُمْ وَالــهُونُ أَحْــقَابَا |
وَالــحَــجُّ يَــمْنَحُ لِــلتُّجَارِ مَــا اكْــتَسَبُوا |
وَالــحَــجُّ يَــفْــتَحُ لِــلْــفِرْدَوْسِ أَبْــوَابَــا |
وَاللهُ يَــغْــفِرُ كَــلَّ الــذَّنْبِ إِنْ صَــدَقُوا |
بُــشْــرَى الــحَــجِيْج وَكَــانَ اللهُ تَــوَّابَا |