المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود فرحان حمادي
مقتولةٌ عين المها
المهندس: محمود فرحان حمادي
مُكرهًا جئتُ إليكم
وحديثي ذو شجون
مُكرهًا أمشي الهوينا
وعلى عينيَّ بانت كلُّ آلام الجفون
ثورةٌ في وسط قلبي
وحرابٌ تشتهي ألا أكون
يبس الشريانُ حتى
بتُّ لا أدري بماذا يكتبون
وأنا والشعرُ سيّان
فإن مات قصيدي
فأنا مَن تدفنون
فبماذا أُطرب الأسماعَ منكم
وأُسلّي عطرَ هذا الجمع
والأفكارُ باتت في غيابات السجون
شابت الأحرفُ مني
وعلى وجه قريضي طلعت تلك الغضون
فاسمحوا لي سادتي
أن أُرسل الدمعَ
وأُبدي كلَّ ما تُخفي العيون
وطنٌ كنا نغني لرباه
وعلى سعفة نخلٍ منه قد تاهت لحون
يُطربُ الأسماعَ منه نغمٌ
فيه غنينا الفيافي والقفارا والحجون
فيه تاريخٌ ودين وحضارات
وأبطالٌ غيارى
تنحني الدنيا لهم حدَّ الجنون
فيه سامراء ترنو نحوها الحدباء
إن لاحت من الفيحا قرون
فيه أجدادٌ بهاليل
تغنّت باسمهم كلُّ الفنون
وطن أخفيت في قلبي شعارات
له منذ قرون
كم تسامرنا به والنجم قنديلٌ
يضئ الليلَ منا
والحواشي والمتون
جئتُه أمسِ وقد فارقته شهرًا
لكي أكتبَ شعرًا في ابتسامات العيون
فإذا عينُ المها مقتولةٌ
وإذا الجسرُ حزين
لا كما كان صحابي يدّعون
وإذا الجرحُ عميقٌ
وإذا ما يكتب الناسُ
ويلقى لعبٌ فوق الذقون
فاسمحوا لي مكرهًا
أن أقتلَ الحرفَ
وأُخفي كلَّ شجوٍ
ثمَّ ظنّوا بعدها فيَّ الظنون
كيف يبقى الحرفُ حرفًا
وشموسُ الأرضِ ماتت
والليالي دمعها فينا هتون
الاستاذ محمود فرحان حمادي
حقاً..كيف يبقى الحرف حرفا ً..؟
حين يحتضر للشمس شعاع ..وتحاصر الليالي أحلامنا بين دمع وظنون..
جميل ما سطر يراعك..من رقيّ في الحس والكلم
سلمت..وسلم مدادك..
محبتي