|
يارابطَ الدّينِ من أقصاكَ في الجزرِ |
أجْلاكَ عنّا بطولِ الهجْرِ والسَّفرِ |
قال التّخَلّي عن العاداتِ والقيمِ |
من بدّلوا الفِكْرَ بالأكْواسِ والسّهَرِ |
قومٌ تحَلّوعلى الشُّطْآنِ أقْنِعةً |
مابين عارٍوساهٍ تاهَ كالْحجَرِ |
قدضَمَّدوا الّليْلَ بالأنْغامِ في صخبٍ |
غنّوا القراراتِ بالمزْمارِ والْوتَرِ |
لم يبق ثغْرٌ بأرضِ الْعُرْبِ تُبْصِرُهُ |
إلاّتداوى بأعْشابٍ من الضَّجَرِ |
في كُلِّ يومٍ يُصيبُ الرُّمْحُ ناحِيَةً |
والْخَوْفُ يلْوي على الأعْتابِ في السَّحَرِ |
ماهزّفيهم رياحَ الْعِزِّ أو وثبت |
روحُ الموالاةِ للإقْدامِ والظَّفَرِ |
ذابوا وذابت مع الأهْواءِ هِمَّتَهُم |
قدجمّدوا الدَّمَّ بالَّلذّاتِ كالْغَجَرِ |
ياأُمّةَ العُرْبِ كان النَّصْرُ يَتْبَعُنا |
في كُلِّ شبْرِ لهُ طَرْقٌ من الأثَرِ |
حتّى اخْتَفَيْنا وراء الَّلهْوِ لم يرنا |
إلاَّ حُفاةً بيبْسٍ مُدَّ في الْبصَرِ |
فاشْتقَّ صدْراً وذرَّ الرَّمْلَ في الأفُقِ |
وقالَ هيْهاتَ لِلسَّاداتِ من مُضَرِ |
بالدِّينِ ساروا وجالوا في مواطِنِها |
بل سابقوا الرِّيحَ في الإبْحارِ والْخَفَرِ |
عاشوا غُزاةً ولاقوا اللهَ في شرَفٍ |
ماتوا كِراماً وعزَّوا في ندى السِّيَرِ |
ماغيَّرَ اللهُ درْبَ الْمجْدِ عن قُطُري |
إلاّ لأنّا دسَسْنا الَّلوحَ في الْحُفَرِ |
عودوا خِفافاً غُزاةَ الَّليْلِ وانْتفِضوا |
لاترْكنوا الْعِزَّ في الأطْلالِ والصُّوَرِ |
تحْتاجُنا الْقُدْسُ والأقْصى يُناشِدُنا |
فاسْتَبْدِلوا الرّقْصَ بالإقْدامِ والنَّفَرِ |
شدّوا السَّرايا وسيروافي الْمدى زُمَرا |
واسْتَرْجِعواالْقُدْسَ من جلادِهِ الْقَذِرِ |