ملاحظة: كتبت هذه القصيدة بعد الاطلاع على خمس حالات متشابهة من شتى شرائح المجتمع العربي .
هنا عبروا
يحدثُ عنهمُ الأثرُ
و ما تركوه سَربلَ بالأسى أيامَنا
و تنهدتْ من حرِّ دمعتِنا و سائدُنا
هنا نثروا
خطاياهم
على أطلالِ حرقتِنا
و منهم من يُنصّبُ نفسَهُ ربّاً
و تعبدُهُ رعاياه
و إنْ أمعنتَ في شكّ
و إنْ جادلتَ
يأتِ الصوتُ رعداً خانَهُ المطرُ :
بعثتُكَ من حُطامِ اللّذةِ الكبرى
فأنتَ الآنَ من صُنعي و فيكَ زرعتُ
مني كل مَكرمةٍ , فخذْ منّي اختصاراتي
و يا ولدي ( أنا اللهُ ) .
***
هنا عبروا
و مازالتْ بقاياهم
تكبّلُ أحرفاً في عتْم حَنجرةٍ
و أدعيةً لتدرأ عنهمُ الظلماتِ خلفَ العمرِ
هل خَبِروا ؟
***
لقد عبروا
فهل أمثالُهم شَهِدوا ليعتبروا ؟
و ها رحلوا
و خلُّوا خلفَهمْ إرثاً
لنأخذَ كلَّ ما جمعوا
حقيبةُ إرثهم ملأى بأسئلةٍ
تفتشُ عن إجاباتٍ
و يكفينا سؤالٌ قد ورثناهُ
سؤالٌ مُهْمَلٌ يبكي
بأجوبة بكيناهُ
"لماذا الطيرُ يعطي لحمَهُ للقطِّ
ذوداً عن صغارِ العُشِّ
إنْ ذُعِروا "
***
سنمضي تاركينَ لهمْ
حقائبَنا
مُكَدّسةً بأجوبة ٍ
و فيها ما حُرمناه
سنترك حبَّنا صوراً
لنسمعَ صوتَهم يبكي :
هنا عبروا