و حلّقتُ يا وطني... ركبتُ الطّائرة... مشتِ الهوينى ثمّ حثّت خطاها كأنّها على عجل... ف أ ق ل ع تْ....
الغيمات تبدو كقطيع خرافٍ شاردات... اسفنجيّةٌ حين نعبر خلالها... ك لاشيء يا أمّي...
الأرضُ صغُرت... كلّ شيء من هاهنا صغيرٌ... البنايات العالياتُ بدت بحجم حبّة عدس، و العربات بدت كذرّة...
عبرتُ فلسطين يا أمّي... رأيتُها، تبدو تماما كما في الخريطة لكنّ ترابها أكثر خصوبة، منتظمةٌ أنفاسُها.... و البحر يسندها عن شمال....
الخراف تباعدت يا أمّي حين ارتفعنا غربا... و البحر بعيدٌ لكنّه أزرق... و خالقي يا أمّ أزرق... ممتدٌ بحجم المدى و أكثر ُ يا أمّ... أزرق...
أتَرَين؟
حسنا،
لِنَعُد إلى الخِرافِ يا أمّي...
الخراف تعبر البحر فرادى... تطبعُ خطوتها على وجهه إن كانت ثقيلةً بما يكفي... و إن ارتفعت تترفّع أن تلمس حتّى ذرّاتِ هوائه....
و خالقي يا أمّ لم أَخَف... و لم أغلق عينيّ عن أوّل ما سأرويهِ لنبضِكِ القريب من نبضي... لم أفعل...
.....
ودّعْنا البحر يا أمّي... و غزونا يباسا يكسوه الصّوف الأخضر... لم ألحظ لون الصّحراء و لا صخرا صوّانا، ذاك لأنّ الجبل بدا لي قطعة " ليغو "...
أشعر أنّ النّعاس يشتًّت أنفاسي أمّاه... تدرين بأنّي لم أغفُ شيئا منذ ليالٍ، سأغادر نحو الأحلام هنيهة ثمّ سأكمل فيما بعد...
و سيتبع
عبلة الزّغاميم
23-9-2013