الشدو في مدن الخواء
أيها الشادي الحزين.
هل ملّك الغناء؟
أم أنها المدائن استساغت الموات؟
يا تاجرا للملح في مدينة الخواء؟
*****
يا إلهى ...
ذاك ذنبي نافرا بين العروق.
*****
أيها الشادي الحزين .
هل سئمت ؟
أم هّرِمْتَ؟
أم أنها القصائد استنارت بالهُراء.
أم أنها ...
تلعثمت خطاك ..في عناكب الطريق.
****
يا مدينة الخواء
أسوارك الرماحْ
أعلامك الجماجمْ
وخيرك الجراحْ.
وضوءك الحريق.
***
يا إلهي
كلما طارحت شعري ...
يخنق القيثارَ ذنبي
والخطايا ....
تستطيل
.تستطيل ....
في الدماء كالنخيل بلا تمور..
أقعي وحيدا كالعجائز في المساءْ
إذ يمارسن النواح ....
في انتظار الغائبين ...
أن يلوحوا في الشروقْ.
*****
يا إلهي
موحش في الليل ليلي ....
مـُوغلٌ في الحزن قلبي ...
والبنايات استباحت....
كل أركان الفضاءْ.
والمكائن كالوحوشْ ..
تخنق العُشبَ الطرية،
والأماسيَّ التي كانت عِذابا..
والزوايا ...
والبيوتات القديمة ..
والحكايا ..
والقبور .
*****
يا إلهى ....
ذاك ذنبي في عيوني كالبريق.
*****
أمتطي نحو المشارق كل أجياد الندمْ ..
كي أفر إليك ليلا من سرابيل العدم.
ذاك صمتي يملأ الآفاق رعدا ،والمروجْ.
من مدينة الهوان
والجنون
والدخان،
والأنينْ ،
هل من سبيل للخروج؟
****
يا إلهي
جاءك الشادي المعنَّى بالسكوتْ .
يمرِّغ الجبين في الثرى.
يطهر الفؤاد من طحالب السنين.
ليحضن الشموس َ،
في رحابك،
والغناءْ.