غياب...

.
.
كتبت إثر عملية استشهادية قام بها أحد أبطالنا
في فلسطين المحتلة
.
.
أطرقَ في الأرضِ قليلاً
ثم توجه نحو البابْ

كان لمشيتهِ زخمٌ
مثل شراعٍ وسْطَ عُبابْ

وعلى وقع خطاه تهاوى
كبدٌ .. وثلاثةُ أحبابْ

..
وتوارى في جنحِ الليلِ
كنجمٍ غابْ
.
.
يمشي.. يعبرُ أحداثاً .. صوراً
أحباباً .. ريعانَ شبابْ

أياماً كان المرُّ حلاها
ومنازلَ ستخورُ قواها
تتكئُ على بعضِ خرابْ

يمشي يمشي .. يعبرُ حلما
يلهثُ عمراً خلفَ سرابْ

....

ويفيضُ الدمعُ على شفةٍ
كعذابٍ يقطرُ بعذابْ

..
.
.
بهدوء يدخلُ حافلةً
يتصفّحُ صدراً يتنهّدُ صفحاتِ كتابْ

يقرأُ باسم الله بقلبٍ
ينبضُ شوقا
ينضجُ حبا
يخفقُ غضباً .. حزناً ألماً
وقليلاً من بعضِ عتابْ

ويشدُّ بنفَسٍ ملتاعٍ
كلّ هواء الأرضِ
وكلّ الشجرِ وكلّ البشرِ
وكلَّ دماءٍ سالتْ وانعجنتْ بترابْ

..
لم يزفرْ أبدا
.
ضغطَ زناداً واسترخى
كسؤالٍ من غير جوابْ

.
.
أصبحَ ضوءاً
.
.
ثمَّ سحابْ

لن يفيد الإعتذار عن تأخر ردي هكذا !!

مونامور .. استوقفتني كثيرا تلك النهاية

"ضغطَ زناداً واسترخى
كسؤالٍ من غير جوابْ

.
.
أصبحَ ضوءاً
.
.
ثمَّ سحابْ "

ما رأيت وصفا أرق ولا أقوى من هذا .. لشاعريتك حرف مميز .. مثمر جواد ..

شكرا لأن مثل هذا الحرف قد حلق بجناحيه ها هنا

فمرحبا بحرف جميل
تحياتي واحترامي

الفاضلة / مونامور ..

إذا استوقفت النهايةُ الحبيبَ الأندلسي فأنا ما مرَّ بي تعبيرٌ أو تصوير إلا وقلّبتُهُ استشفُّ براعةَ الأسلوب ,, حقّاً قدْ استلهمتِ نفسيَّةَ البطلِ مما أدى إلى التوفيق في التعبير عنِ الغضبِ والإقدامِ والعزيمة والإصرار , كذلك تمحّصتِ في المشهدِ حتّى نقلتِ لنا ملامحَهُ بدقّةٍ عاليه .. وهذا ليس بغريب , فقدْ لمستَهُ في قصيدةٍ سابقةٍ لكِ حتّى عرفتُكِ كشاعرةٍ بارعةٍ تعلي شأنَها هذه الميزة ..

أحبُّ أنْ أسألكِ في المقطع التالي :
ويشدُّ بنفَسٍ ملتاعٍ

ملتاعٍ .. ما موقعها في الجملة , حسب ما أرى نعت لنفس فتكون " ملتاعةٍ " لتصحَّ لغوياً , وإن كانت حالاً لهُ تكون " ملتاعاً " وأعدهُ أجمل ... إلا إذا خفيَ على أمرٌ فأنا بنتظار إيضاحكِ ..

لك التحية والتقدير
دمتِ بخير
في أمان الله .

أختي

أحسنت التصور و التصوير و الوصف و التوصيف

جميلةٌ بالفعل هذه اللوحة الإبداعية و ننتظر المزيد و المزيد منك دائماً

شاعري المرهف .. الأندلسي
أشكرك على هذا المرور الرقيق
سعيدة بتوقفك عند تلك النهاية
ليس لدي ما أضيفه فكلما حاولت كتابة تعليق ما
أرى نفسي أشطب ماكتبت
لم أستطع التعبير ...
إنها لحظة بغاية الصعوبة والدقة

أما عن حروفي فهي مازالت تحبو هنا
والتحليق بها .. حلمي

أستاذي الكريم .. بندر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرجو أن أكون قد وفقت بملامسة بعض أحاسيسكم
في هذه المحاولة
أما عن سؤالك
ويشدُّ بنفَسٍ ملتاعٍ
ملتاع هي صفة النَّفَس
والنَّفّس هنا هو استنشاق الهواء عن طريق الرئتين
بفتح الفاء
كنت أقصد أنه يحاول عبر الشهيق أن يضم كل ما يستطيع من ذكريات
ومشاهد وأحباب وآلام إلى صدره للمرة الأخيرة في حياته
دون أن يزفر بها
أرجو أن أكون قد وفقت في توضيح تلك الصورة والتعبير عنها

لك مني أطيب تحية وشكر

أخي العزيز .. يتيم الشعر
أيضا ليس لي إلا أن أشكرك
أنت تدفعني لبذل المزيد ومحاولة الأفضل دائما
لك ألف تحية

دمتم لي

والنَّفّس هنا هو استنشاق الهواء عن طريق الرئتين

سامحكِ الله إذْ أرجعتني بهذا إلى الصفوف الأخيرة في الفصول الإبتدائة .. ..

نعم الحقُّ عليَّ إذْ لوْ رأيتُ الفتحة ما ذهبتُ إلى مغايرة المعنى قليلاً .. فسامحينا ..

شكراً لكِ .. وطلباً منكِ أنْ لا تحرمي أعين القرَّاءِ من هذا الألق .

دمتِ بخير

مونامور.

شاعرية وتميز في الشكل والمضمون.

أحسنت وأهلاً بك