السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلا بك مجددا ..
وها أنا عدت أخي الحبيب الطيب الزغبي ..
المشكلة أنك عدت ولكن دون إجابة كما هى العادة ..
مع أنى أكرر لك طلبا بسيطا فى كل مرة ..
أنا ما طلبت منك الإجابة الكاملة على كل سؤال .. بل وضعت مجموعة بسيطة من الأسئلة ..
ثم تغاضيت عن معظمها وطلبت منك فقط أن تجيب على ثلاثة أسئلة ..
ثم جعلناه طلبا واحدا
ثم أعفيناك من هذا كله وقلت لك أشاركك النقاش فيما تشاء بشرط أن تعلن أنك لا تستطيع الإجابة على تلك الأسئلة
فلماذا لم تستجب لأيها .. مع أننا بحوار المفروض فيه أن الأسئلة فى اتجاهين
ولن أظل أنا للأبد أطرح عليك أسئلة بلا إجابة وتظل أنت تطرح أسئلة وفقط ..
ورغم أنى قلت لك أكثر من مرة أننى لن أعقب على أى طرح لك إلا إذا استجبت وكن إيجابيا فى الحوار
إلا أنه لأجل خاطرك سأجيب شبهتك من البسملة والنسخ مع أنى كنت أريدك أن تكمل الشبهة وتجعلها منمقة وكاملة
غير أنى لن أتراجع فى المرة القادمة عن طلب الأجوبة أو موقفك منها أيها الفاضل :
تقول :
أخي الحبيب محمد .. إشكالي لست أنا من اطرحه .. فأنا على أن السنة والشيعة على عدم تحريف القرآن .. وكل ما يفهم منه خلاف ذلك فهو مردود .. وكما قال الشيخ الغزالي رحمة الله عليه : لم نشوش على قرآننا بأنفسنا ؟؟!!
لماذا تضطرنا لتكرار الرد فى كل مرة أيها الكريم ..
قلت لك ألف مرة أن حيلة اتهام السنة بالقول بتحريف القرآن هى بدعة شيعية لكى تتخلص من آثار القول بالتحريف
ولسنا نحن من برأنا أنفسنا بذلك فقط بل برأنا شيخ الطائفة عندكم نفسه
ألم ننقل لك قول المفيد من قبل وهو يصرح علانية أن القول بتحريف القرآن شذت به الإمامية عن سائر فرق المسلمين ؟!
أين ردك على هذا ...
ولم تبرر لنا وجهة نظرك فى أن سائر فرق المسلمين تكفر القائل بالتحريف ما عداكم ؟!
وما الذى يدل عليه هذا ؟!
الأمر الآخر الخطير جدا ..
أنت تعلن أنك لا تعتقد بذلك ولكنك فى كلامك توحى أنك ترفض القول بتكفير القائل بالتحريف ..
فهل هذا صحيح ؟!!
وتقول :
وإلا فيعلم الله اني لا أحاسب السنة على الأقوال الشاذة النادرة والروايات التي يوهم ظاهرها غير ذلك ..
أرجو أن تلتزم بقولك هذا ..
فها أنت تقر أن ما تتهم به الشيعة السنة روايات شاذة يوحى ظاهرها بلك
فلماذا لا تأتى بنا إلى الأقوال المجمع عليها عندكم ـ ليست شاذة بل إجماع ـ وتصرح بلا أدنى لبس بالتحريف
كلامك هذا يعطى الصورة للقارئ على أنك لا تدافع عن القرآن فى مواجهة السنة والشيعة
بل ترمى التهمة الموجهة إليكم لتنجو من تبعاتها وحسب
وتقول :
ولم ادخل هنا لأثبت تحريف القرآن عند السنة .. بل لأقول إن الشيعة لا تقول بالتحريف كالسنة .. وهذه حقيقة قال بها علماء الفريقين !!
كلامك يجب أن يكون بالدليل
مثلما نقلنا لك عشرات الأقوال من كتبكم المعتمدة كنا نطمح أن تنقل روايات أو أقوال بنفس الوضوح من أمهات كتبنا
وأعرض عليك عرضا لطيفا
هل تلتزم معى بتكفير القائل بالتحريف صراحة أيا كان كما هو حكمه فى الإسلام ؟!
وتقول :
على العموم أخي الكريم محمد فلنعد إلى البسملة .. فكما قلت لك : لست أنا من يطرح الإشكال وإنما طرحه علماء السنة أنفسهم .. وهو يتركز في هذين النقلين عن عالميين سنيين الزمخشري والفخر الرازي .. سأنقلهما لك مرة أخرى لتجيب عليهما ..
إشكال البسملة حسمته لك بأبسط عبارة فى السابق وقلت لك أنه ليس خلافا فى الثبوت بل فى الحكم الفقهى ..
وحكم البسملة أنها آية من فاتحة الكتاب وفاصلة بين الآيات فى القرآن الكريم وهى من القرآن لأنها مثبتة بالتواتر القطعى
أما ما تسميه من إشكال فى الرازى والزمخشري فلم تبين بالضبط وجه الإشكال وأين الإنكار
ويقول الفخر الرازي عن هذا : " فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصونا من التغيير ولما كان محفوظا من الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة انهم زادوا لجاز أيضا أن يظن بهم النقصان , وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة "
فهل ترى فى كلامه دلالة على أنه أنكرها
تقول :
بارك الله فيك اخي محمد .. خذ وقتك ثم أجب بما يقنع ..!!
اطمئن نحن لا نحتاج وقتا طويلا والأهم أننا لا نبحث عن إقناعك
فمن لم يقنعه القرآن لا يقنعه ما سواه أيها الفاضل
ولن ندعك تنتظر من ثلاثة أسابيع أو أسبوعين حتى نجيبك ولا نجيب فى النهاية ..
فلعلك تقدر هذا وتجيب أنت أيضا
وتقول :
لننتقل بعدها إلى حيلة نسخ التلاوة لنبين زيفها عند بعض علماء السنة ومن كتب السنة أيضا
حاول أن تنتقي شبهاتك وتطالع من كتبكم أولا ما يعفيك من ردنا ..
لأنك أولا تجازف مجازفة فاحشة بإنكار نسخ التلاوة رغم أن النسخ ثابت بالقرآن الكريم
هذا فضلا على أن الشيعة لم تنكره بل اتفقت عليه مع المسلمين جميعا ..
انظر ماذا يقول عالمكم الكبير المجلسي فى نسخ التلاوة التى تتهمه بالزيف ..
قال المجلسي في "بحار الأنوار" ج20 ص147-149:
( قال الطبرسي قيل: نزلت في شهداء بئر معونة، وكان سبب ذلك ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار بإسناده عن أنس وغيره... قال: فأنزل الله في شهداء بئر معونة قرآناً "بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه" ثم نسخت ورفعت بعد ما قرأناها وأنزل الله "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله" الآية.)
وفى مستدرك الوسائل للنورى ينقل الرواية التالية :
( عن أبي جعفر (ع) أنه قال: كانت آية الرجم في القرآن: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة )
ثم ينهى شيخكم الطوسي شبهتك قبل أن تنقلها فيقر بنسخ التلاوة وأنواعه كما هو الحال عندنا تماما ..
يقول الطوسي في كتابه التبيان في تفسير القرآن ج1 ص13:
"لا يخلو النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة: أحدها – نسخ حكمه دون لفظه – كآية العدة في المتوفى عنها زوجها المتضمنة للسنة في الحكم منسوخ والتلاوة باقية وآية النجوى وآية وجوب ثبات الواحد للعشرة فإن الحكم مرتفع، والتلاوة باقية وهذا يبطل قول من منع جواز النسخ في القرآن لأن الموجود بخلافه. والثاني – ما نسخ لفظه دون حكمه، كآية الرجم فإن وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه، والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي قوله: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، فإنهما قضيا الشهوة جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم). الثالث: ما نسخ لفظه وحكمه، وذلك نحو ما رواه المخالفون من عائشة: أنه كان فيما أنزل الله أن عشر رضعات تحرمن، ونسخ ذلك بخمس عشرة فنسخت التلاوة والحكم.)
فنحن ما اتهمناكم بالقراءات الشاذة ولا بنسخ التلاوة ولا قلنا أن الذى يقول بوجود نسخ التلاوة هو قائل بالتحريف ولا قلنا أن الذى يقول أن القرآن فيه سبعة قراءات متواترة قائل بالتحريف
هذا ما يقوله إلا جاهل ..
بل اتهمناكم أخى الفاضل بالنصوص الصريحة التى ليس بها لف ولا دوران ولا استغلال جهل الناس بعلوم القراءات ؟!
وأول إثبات قاطع حيركم كان فى مطالبتنا لكم أن تنقلوا القرآن باسنادكم .. فلم تفعلوا ولن تفعلوا !!
وطلبنا ما هو أبسط فتوى واحدة بتكفير القائل بالتحريف فلم تستطع لليوم أن تأتى بها رغم أنك عندما طلبتها منا أتينا لك بها فورا .. وليست فتوى واحدة بل إجماع تام وكامل على تكفير القائل بالتحريف
واحتججنا عليكم بآراء صريحة وليست روايات شاذة .. وليست مجرد آراء بل إجماعات ..
فأين تدبرك أيها الزميل الفاضل ..
واتهمناكم بروايات تطعن بالتحريف صراحة .. بلا مواربة .. ومثلها ..
وفي ذلك نقل النوري عن الجزائري صاحب "الأنوار النعمانية" قوله:
( إن الأصحاب قد أطبقوا
على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع
تحريف القرآن.)
وقال الجزائري أيضاً:
( إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث وادّعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقّق الدامادا والعلامة المجلسي وغيرهم، بل الشيخ أيضاً صرّح في التبيان بكثرتها، بل ادّعى تواترها جماعة )
هل رأيت الصراحة والوضوح أيها الأخ الفاضل ..
فهل تملك أن تأتى بمثله من عندنا ؟!
موضوع البسملة :
يقول الشيخ المحدث أحمد شاكر فى كتابه كلمة الحق عن موضوع البسملة :
أن البسملة آية من كل سورة في أولها سوى براءة، على ما ثبت لنا تواتراً صحيحاً قطعياً من رسم المصحف.
أما ما حدث فيها من إختلاف فكان إختلافا فى حدود علم القراءات وحول الحكم إن كانت البسملة إذا لم يصرح بها القارئ فى أول كل سورة تبطل صلاته أم لا
أما إثباتها ومن حيث الثبوت فى المصحف فهذا من ضمن المتواتر القطعى الذى لا خلاف فيه بنفس رسم المصحف المنقول لنا على أنها آية معدودة من الفاتحة وليست معدودة فى باقي السور
وليس شرطا أن تعد البسملة فى الترقيم حتى يمكن اعتبارها من القرآن لأننا تلقينا القرآن بهذا الشكل بين دفتى المصحف مع القطع بأن ما بينهما كله من القرآن
تلقته الأمة بالقبول القطعى بشكله ورسمه سماعا وكتابة
وقد صنف علماء القراءات والمحدثين فى الإختلاف حول البسملة واختلاف القراءات مصنفات مستقلة .. وننقل للقراء رابط من موقع إسلام أون لاين تناول هذه المسألة باختصار
http://www.islamonline.net/servlet/S...AAskTheScholar
نأتى للغرض الذى يسعي إليه أخونا الكريم :
وهو أن يأخذ البسملة والخلاف فيها وما حكى هذا الخلاف كاختلاف القراءات السبعة المتواترة ويعد ذلك من التحريف ..
وهذه الخلافات كلها فى إطار علم القراءات ما جرؤ الشيعة أنفسهم على إنكارها لانعدام الحجة فيها من ناحية
ومن ناحية أهم أن القراءات والنسخ ثابتة فى كتبهم عن كتبنا ومثلها تماما
وليس فى مسألة تحريف القرآن قديما وحديثا قول واحد لأى عالم معتبر أنه اتهم السنة أو القراء السبعة بالتحريف كما فعل العلماء مع الشيعة اعتمادا على موضوع البسملة أو القراءات السبعة
بل حتى المستشرقين والنصاري الذين تحينوا الفرص للرد على تحريف إنجيلهم لم يجرؤ واحد منهم أن يقول بهذا
بل احتجوا بالشيعة الإمامية وحدهم على أنهم قائلون بالتحريف .. وذكروا هذا لابن حزم فى مناظراته معهم بالأندلس فأنكر بن حزم أن الروافض القائلين بالتحريف من المسلمين أصلا حتى يحتجوا عليه بهم
وحتى فى العصر الحديث وعلى قناة الحياة التى أسسها النصرانى الحاقد
زكريا بطرس ما نما إلى علمه ما نما إلى علم أخينا الفاضل حول البسملة وأنها تصلح للاتهام بالتحريف
بل احتج فقط بالشيعة على أنهم يقولون بالتحريف وهم من المسلمين وأمضي شهرا كاملا يتناول فيه كتاب النورى الطبرسي فصل الخطاب فى تحريف كتاب الأرباب ويشرحه بالتفصيل ليشنع على المسلمين
نأتى لنهاية الرد بتلخيص المطلوب من أخينا الفاضل :
ونخيره كما نفعل فى كل مرة .. هل تجيب على الأسئلة أم تعلن أنه لا جواب لها عندك ؟!
والطلب الأهم والضرورى ..
القائل بالتحريف عندك أنت شخصيا .. أيا كان شخصه .. هل هو كافر أم لا ؟!
وأرجو ألا تتجاوز هذا السؤال
والطلب الثالث :
قارن بين ما أوردناه من إجماع بشأن التحريف وما أوردناه من النص الصريح الواضح على التحريف وبين ما تأتى به من شبهات وأخبرنا
هل تملك أن تأتى برواية واحدة تماثل رأى أى عالم من علمائكم ؟!
هل هناك عالم سنى أو غير شيعي ابتكر سورة وألفها من عنده ثم قال أنها مسقطة من القرآن كما فعل الطبرسي ؟!
ننتظرك :