كنت ارتجلت سطورا في ردي على رائعة الدكتور العمري "البدر قد أحنى الجبين"
ورغبت باستكمالها
عد فارِسًا
مَا لِي أَرَاكْ
تَرمِيكَ لِلأَوهامِ فَاتِنةٌ
تَشِي بِجَميلِ طَلعَتِها الحُروفُ عَلى هَواكْ
أَوَ ما كَفاكْ؟
الَّليْلُ يَسْرِقُ نجمَكَ الحُلْوَ السَّنَا
يَرميكَ في حُضْنِ الضَّنَى
لِتعِيفَ يا صيَّادُ قوسَكَ والشِّباكْ
يَسْبي سَناكْ
كَيفَ اعْتَراكَ الوَجْدُ سِحرًا وَالهَنَقْ؟
ولقَدْ عرَفتُكَ فارِسًا لا يَمتَطي الخَيلَ الحُنُقْ
وَيَروقُ نَفسَكَ أَنْ تَكونَ مَتى ادْلَهَمَّ هُناكَ خَطبْ
نَجمًا بِجَذوَتِهِ يَلوحُ عَلى المَدى
طُهرًا تجسَّدَ إذْ بَدَا
وَردًا يُعانقُهُ النَّدى
سِحْرَ العروبةِ والعربْ
فاهرُبْ مِنَ الوَرْدِيِّ في لَونِ الحُقولْ
وأَعِدْ له الَّلوْنَ الأَصيلْ
«بِجُنوحِ حرفِكِ للصَّهيلْ»
بِأَصالةِ الوَجْدِ اعْتَراكْ
وأرِحْ خُطاكْ
كَمَّمْتَ يَا مِسكِينُ فَاكْ
عنْ غَصَّةِ الأَرضِ الَّتي مَنَحَتْكَ قافيةَ العَبيرْ
زَرَعَتْكَ شاعِرَها بِواحَاتِ الأَثيرْ
لِيَصيرَ حَرفُكَ في سِنينِ الجَدْبِ ماءْ
يَتعلَّمُ الشُّعراءُ مِنْهُ فنونَ تَعريفِ العَطاءْ
شِعرَ الوَلاءِ لأُمَّةٍ أَسمَتْكَ شَاعِرَ نبْضِها
تَحْكِي القَصيدَ بحُبِّها
تَحكي مَواجِعَها بِنَزفِ الحَرفِ فِي سَاحِ الفِداءْ
بِفُنونِها رَبّي حَباكْ
فأجَدْتَ تَرصيعَ الحُروفِ بسِحْرِها
وَبِكُلِّ أَلوانِ القَصيدِ وَصَفتَها
أُنثى تَفوقُ بسِحْرِهَا الحُورَ الحِسَانْ
أَبناؤُها بينَ القَبائِلِ لاجِئونَ مُبّعثَّرُونْ
يجتاحُهُم تَوْقٌ لها
توقٌ يَئِنُّ بِلا حَرَاكْ
ونضالُهُمْ وهْمٌ .. عِراكٌ وَارتِباكْ
ماذا دَهاكْ؟
أَأَلِفتَ عَيشًا فِي الشَّتاتْ
فَتركْتَ عَرشَكَ فَارِسًا فَوقَ الجِيادِ الصّافِناتْ
وَمَضَيتَ تَعزِفُ لَحنَ حُبٍّ فِي جَمالِ الفَاتِناتْ
داعِي القَصيدِ الهَادِرِ السَّامي دَعاكْ
عُد مِنْ هُناك
عُدْ مِن هَواكَ إِلى سَماكْ
لِجَوادِ حَرفٍ ثَائرٍ
عُدْ فارسًا
وَأَرحْ خُطاكْ