يا شهيد الحقّ حقّقت المرادْ رافعا هامة صنّاع الجهاد قائدا للجيل في صدّ العدا صامدا كالطود يحدوك السداد شامخا لا تنحني في محنة زلزلت أقدام عبّاد العباد قد عرفت الله ربّا قاهرا كلّ نمرود وفرعون وعاد يملؤون الأرض أجنادا فهل من مفرّ يُرتجى يوم التناد بل هو الموت بأيدي فتية يرصد الطاغوت في سهل وواد أنت من علّمتهم معنى الفدا في جهاد البغي لا يُجدي الحياد لم تساوم في حقوق أصبحت لا تُصان اليوم إلاّ بالزناد لم تبع تاريخ شعب صامد أو تبع أرضا طهورا في مزاد لم توجّه نحو أهل طلقة رغم غدر حاقد خان البلاد أين "كامْبْ ديفِد" و"مدريد" التي أنجبت "أوسْلو" على درب الفساد أين من صاغ اتفاقات غدت يوم أطلقت الفدا.. طيّ الرماد تكتب التاريخ بالأدماء إذ يحسبون الحقّ يمحوه المداد تأنف الأقلام والتاريخ من فرط ذلّ في جباه القوم باد من خيانات إذا ما أنجبت نكبة عادوا لفتك بالسواد إن دعا داعي الجهاد استيأسوا يزعمون العجز عن خوض الشداد أو دعت صهيون لبّوا عصبة يطلبون السلم قطعانا تُباد لا ترى منهم سلاحا مشهرا غير ما يحمي عدوّا في عناد أمعنوا جورا وظلما فاحشا عفّ عن مثله وحش البواد بئس قوم دون عزّ صانهم أو شموخ أو صمود أو رشاد يحسبون العزّ قصرا شيّدوا إذ هم الأموات في ذلّ يشاد يا شهيد الحقّ في جيل طوى صفحة سوداء.. بالأرواح جاد راية النصر التي أمسكتها لم تزل مرفوعة فوق الوهاد قادت الجيل على درب الفدا تخبرُ الأصحاب في دار المعاد ذاك "ياسين" الذي أورثتمُ عُهدة الأقصى ورايات الجهاد في جنان الخلد مثواه الذي لم نزل نرجوه والأدماء زاد كان صرحا شامخا في عزّة إن مضى لا نرتدي ثوب الحداد يا دعاة الحقّ هذي أرضكم فاصدعوا بالحق حتّى تستعاد نحن من أعلن للإنسان عن خير درب إن طغا شرّ وساد لم نزغ عن درب أخيار مضوا ناشرين العدل روّاد الرشاد