بسم الله الرحمن الرحيم
ليل حالك السواد ، وشعيب غائر بين جبال ، وبيت شعر أسود ،
ظلمات ثلاث لايبدد سوادها إلا إضاءة البرق بين فينة وأخرى
وهو يسبق زمجرة الرعد المرعبة وإنهمار المطر بغزارة شديدة .
الأم الوحيدة المرعوبة تشعر أن قلبها يكاد يطير من بين أضلاعها
خوفا على بيتها أن تتقوض أطنابه مع هبوب الريح وغزارة المطر
وتتدافع الأغنام إلى وسطه.
والطفل الصغير بين ذراعيها يرتجف هو الآخر من شدة صوت
الرعد وتعاقب البرق . تعلق الطفل بأمه وأخفى وجهه على صدرها
وقال بلثغة طفولية وصوت مرتعش (( أمي في الجنة مطر ؟؟ ))
زادها السؤال فزعا على فزعها وخشيت أن يكون في ذلك
إيحاء بحدوث مكروه يؤدي إلى فراقه ، لكنها تمالكت نفسها وقالت
وهي تهدئ من روعه :
في الجنة كل شيئ جميل ياولدي ، لكن ليس فيها (خووووف )