|
الآنَ ؛ أَختُمُ بِالإِخفاقِ أَشعارِي |
وَ أَستَرِيحُ مِنَ التَّحراقِ بِالنَّارِ |
الآنَ ؛ أُهرِقُ خَمرًا كُنتُ أَسكُبُهُ |
وَ أَمنَعُ السُّكرَ عَنْ صَحبي وَ سُمَّاري |
الآنَ ؛ أَنزِعُ عَنْ كَفِّي أَصابِعَها |
وَ أَقطَعُ اللَّحنَ عَنْ عُودي وَ أَوتاري |
الآنَ ؛ أَرجِعُ وَ الآهاتُ آيِبَةٌ |
عَلَى خُيُولِ انهِزاماتي بِأَعذارِ |
يا دَهرُ ؛ فاعتَمِدِ الإِجحافَ , إِنِّيَ لا |
أُرِيدُ مِنكَ انتِصافًا بَعدَ إِنكارِ |
وَهبتُ لِلشِّعرِ عُمري فارتَضَى أَلَمي |
وَ عِشتُ أَسقِيهِ مِنْ رُوحي بِأَمطارِ |
وَ كُنتُ أَعبُرُ فَوقَ الماءِ فِي لُغَتي |
وَ أَمخَرُ البَحرَ مَزهُوًّا بِإِبحاري |
وَ لا أَطِيرُ عَلَى جَنبَيَّ أَجنِحَةٌ |
لَكِنْ بِأَخيِلَةٍ فِي فِكرِ طَيَّارِ |
الحَرفُ عَرشِيَ وَ الأَفكارُ مَملَكِتي |
وَ دارَةُ العِزِّ فِي شِعرِ الدُّنَى داري |
وَ قَدْ وَجَدتُ طَرِيقي دُونَ بُوصَلَةٍ |
وَ ما نَظَرتُ إِلَى غَيري بِمِنظارِ |
وَ لا رَقَصتُ عَلَى طَبلِ الخَنا أَبَدًا |
وَ لا هَزَجتُ عَلَى دُفٍّ وَ لا زارِ |
وَ لا عَزَفتُ سِوَى أَلحانِ أُغنِيَتي |
وَ لا رَضِيتُ لِثَغري غَيرَ مِزماري |
وَ لا مَدَحتُ سَلاطِينًا وَ لا التَفَتَتْ |
قَصائِدُ الشِّعرِ فِي كَفِّي لِدِينارِ |
وَ لا ابتَسَمتُ لَهُ زُلفَى إِذِ انفَرَجَتْ |
ضَواحِكُ النَّاسِ لِلبَيَّاعِ وَ الشَّاري |
أَنا اندِفاقُ الرُّؤَى ؛ أَمشِي وَ يَتبَعُني |
قَصِيدِيَ الفَذُّ مَجرُورًا بِجَرَّارِ |
أُجَدِّدُ الشِّعرَ مُعتَدًّا بِمَوهِبَتي |
وَ أَحمِلُ الدُّرَّ مُفتَنًّا بِمِعياري |
كَشَفتُ سِرَّ المَعاني وَ انتَبَهتُ إِلَى |
ما قَدْ تَخَبَّأَ مِنها خَلفَ أَستارِ |
وَ كُنتُ أَوَّلَ سَبَّاقٍ لِكَعبَتِها |
أَطُوفُ وَ النَّاسُ تَرمِيني بِأَحجارِ |
الخَلقُ تَشرَبُ مِنْ مائِي وَ تَشتُمُني |
وَ يَنشُرُونَ شُجَيراتي بِمِنشاري |
يَستَنكِرُونَ ابتِكاراتي وَ أَخيِلَتِي |
فَإِنْ مَضَيتُ استَعارُوا كُلَّ أَفكاري |
وَ يَشجُبُونَ قَصِيدي وَ هْوُ مُدهِشُهُمْ |
وَ يَقتَفُونَ الخُطَى فِي دَربِ مِشواري |
وَ يَطمِسُونَ قَوافِيَّ التِي وَمَضَتْ |
وَ يَمتَطُونَ خُيُولي فَوقَ مِضماري |
أَمُرُّ فِيهِمْ كَأَنِّي ما مَرَرتُ سِوَى |
بِآيِلٍ فَوقَ إِيقاعاتِهِ هارِ |
وَ رُبَّ صاحِبِ فَضلٍ فِي قَصائِدِهِمْ |
مُحَكَّمٍ فِي فُنُونِ الشِّعرِ ؛ جَبَّارِ |
أَتَوا إِلِيهِ يَجُرُّونَ القَصِيدَ ضُحَى |
وَ غادَرُوهُ أَساطِينًا بِأَسحارِ |
فَباتَ فِيهِمْ كَأَنْ لَمْ يَرتَفِعْ أَبَدًا |
وَ لا تَنَفَّسَ غَيرَ الذُّلِّ وَ العارِ |
تَعَلَّمُوا مِنهُ حَتَّى صارَ أَصغَرُهُمْ |
يُخَضِّبُ الرَّأسَ بِالحِنَّاءِ وَ الغارِ |
أَيَزدَرُونِيَ ؟ وَ الطُّوفانُ مَوعِدَتي ! |
وَ فُلكُ شِعرِيَ مَشحُونٌ بِلا صاري ! |
وَ مَوجُ بَحريَ لا شُطآنَ تَردَعُهُ ! |
وَ لا مَلاذَ إِذا ما هاجَ تَيَّاري ! |
أَنا الذِي فَوقَ أَبراجِ العُلا قَدَمي |
أَمشِي فَتَأتَلِقُ الدُّنيا بِنَوَّارِ |
إِذا ضَحِكتُ استَعادَ الكَونُ ضِحكَتَهُ |
وَ إِنْ غَضِبتُ فَسَيفِي فَوقَ زُنَّاري |
أَثُورُ حَتَّى كَأَنَّ القَتلَ راحِلَتي |
وَ أَنتَضِي لِقِراعِ الغَدرِ بَتَّاري |
يا أَيُّها الشِّعرُ ؛ ما بِي لَستُ ذائِعَهُ |
فَلا تُحَدِّقْ طَوِيلًا نَحوَ أَسراري |
كَفاكَ فَخرًا بِأَنْ شَبَّابَتي عَزَفَتْ |
أَنغامَ لَحنِكَ وَ استَعمَلتَ قِيثاري |
فَكُنْ بَرِيدِيَ يا صِنوَ الشُّعُورِ وَ قُلْ : |
( ما عاشَ داجِنُهُمْ ما عاشَهُ الضَّاري ) |