|
أمشي وأسمعُ خلفَ أقدامي دبيبَه |
وأسيرُ لا أخشى كأني في كتيبه |
وأقول للتاريخِ يكتبُ سيرةً |
وأراهُ في جَسَّاسهِ يدمي نجيبَه |
لا غادراً يُخشى ولا مُستوثقاً |
لا مدمناً جَدلاً ولا سمّاعَ غِيبه |
لكنّهُ تبّاعُ ظنٍ واهمٌ |
و لَكَم تحمّل في مظنّتِهِ الضريبه |
و لَكَم غفرتُ لهُ مساوئَ ظنِهِ |
و لَكَم ينادي للضلالِ ولن أجيبَه |
و لَكَم تأملَ إن رحلتُ لبرهةٍ |
لو أجتبيهِ خليفةً أو أن أُنيبه |
و لَكَم تكثّفَ في سحابِ مناقبي |
وأبيتُ لم أستسقِهِ بل لن أذيبَه |
ويقولُ "دربي شائكٌ وعزيمتي |
جمرٌ ولي بالصدرِ آمالٌ غريبه |
لي في الهوى ما لا يُقالُ ولي بهِ |
طُهرُ الذئابِ إذا رأت بابَ الزريبه |
و لَكَم سعدتُ بما جنيتُ بمخلبي |
فمطامعي كُثرٌ وآرائي (مصيبه) |
لا فرقَ عندي إن أصبتُ رميّتي |
أَ وُصِفتُ من ناسٍ عُصاةٍ أم منيبه!؟" |
ترك الدواءَ وجاء ينشدُ ناصحاً |
يرجو - وإن عزَّ الدواءُ هنا - طبيبَه |
فأجبتُ مالي يا عميرُ نصيحةٌ |
تُرضيكَ إذ أسمعتني حالاً عجيبه |
فأنا نزيهٌ لا أُجيدُ تلاعباً |
كلاّ ولم أُعرف بتاريخي بريبه |
لي ألفُ عشقٍ غير أني مخلصٌ |
للفتنةِ المُهداة حُسناً ، للحبيبه! |
لم يغوِني كَرْمُ النبيذِ تعففاً |
وأراكَ يا هزّاعُ تسكرُ من زبيبه!!!! |