|
بك الشــــــــعرُ يسمو والحديثُ يطيبُ |
مديحُـك قُـــرباتٌ وذكـــــــــــرُك طِيبُ |
أبا القاســـــــمِ المرجــوُّ في كلِّ كربةٍ |
بحــــــبك تُجــــــلى كُـــربةٌ وخطــوبُ |
وحبك للرحــــــمنِ خيرُ وســــــــــيلةٍ |
لحـــــــاملِ وزرٍ أثقــلتْه ذنـــــــــــوبُ |
تمادى بأضـــغاثِ الشباب مســــــافرا |
وهــــا هـو بعــــد الأربعــــينَ يؤوبُ |
بناصــــيةٍ كم غَــــــرَّها ليـــلُ لِمَّــتي |
ولم يهــــــدِها إلا ضُــــــحىً ومشـيبُ |
فـــزعتُ إلى ربي على حينِ روعــةٍ |
وليــــــــس بغـــــــــــيرِ الله لاذ ربيبُ |
فلم ألفَ بــــاب الله إذ جئت مؤصـَداً |
ولم يغشَ قلبي في الرحـــــــيمِ ريوبُ |
هو اللهُ بَــــرٌّ واســـــــــــــعٌ متفضـلٌ |
هو الله حيٌّ ســــــــــــــامعٌ ومجـــيب |
لك الحــبُّ إن أحــــــببتَ فيّ محمــداً |
حبيبُ رســـولِي في الســـماءِ حـبيبُ |
تجيش عيوني بالدمــــــوعِ لذكــــــرِه |
بجَمــعٍ ويعــلو إن خـــلَوتُ نحــيبُ |
ينافحني من عَبْق ســـــــــيرتِه شــذىً |
يذوِّبني شــــوقاً ونِعـــــــمَ مُـــــذيبُ |
ويهتف بي من روضه المزدهي صدى |
فيقفــــز قلبي للصـــدى ويجــــيب |
ليثـــربَ نحـــدو العِيسَ والقلبُ هازِجٌ |
وشـــــوقي إلى مَثوى النبيِّ رَكـوبُ |
يقــــرِّبني منـــــه فــــــــــؤادٌ مجنـــحٌ |
يــــــــرِفُّ إليــــه فالبعيــــدُ قــــريبُ |
أفــــيءُ إلـــى دوحِ النبيِّ وظـــــــــلِّهِ |
إذا اشــــــتدَّ رَمْضي والحــنينُ لهيبُ |
وأطـــرق رأســـي عند كلِّ تشـــــرُّفٌ |
بحضـــــــرتِه إن الرســـــــولَ مهيبُ |
وأخفض صوتي بالســـــلامِ موقـِّــراً |
فللنمــلِ لو تصــغي هنــــــــــاك دبيبُ |
أطلَّ عليه الزائـــــرون من الكــــوى |
وكم هي ضـــــاقت والمكـــانُ رحيبُ |
تفسَّح حتى أحســــرَ الطـــرْفَ حــدَّه |
فهذا شــــــمالٌ والســـــــــماءُ جنوبُ |
ولا غــــروَ إن القبرَ مِن جــاهِ أحمدٍ |
لدى الله روضٌ في الجنانِ قشـــــيبُ |
وللقُبة الخضـــــراءِ تهتزّ أضــــــلعٌ |
وتجهــــــش أكـــــبادٌ لها وقلـــــــوبُ |
هـــنيئاً لأبنــاءِ المــــــــــدينةِ قُربُهم |
فكم غُصَّ من قُربِ الرحيلِ غــــريبُ |
وأكــــــرمْ بقـــــــاعٍ فيه يثوي محمدٌ |
تروّيه من مســــك الثــــــواءِ طيوبُ |
وصــــلى عليك اللهُ يا خيرَ مرســَــلٍ |
صـــــــلاةً بها تُمحى الغــــداةَ ذُنوبُ |
تبلُّ صدى الظمآنِ من وِردِ حوضِــه |
غــــــداً إنّ ورداً في غَــــدٍ لَقــــريبُ |