بندول الليالي

أَمَــا سَــئِمَ الــخَرَابُ مِــنَ الــغُرَابِ وَآمِــلَةُ الــشَّرَابِ مِــنَ الــسَّرَابِ؟ وَثَــاكِــلَــةٌ تَــــنُــوحُ عَــــلَــى بَــنِــيهَا وَقَــدْ عَرَشُوا التَبَابَ عَلَى اليَبَابِ؟ لَــقَــدْ ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الــمَاءِ حَــتَّى تَــسَــوَّلَتِ الــلُّعَابَ مِــنَ الــكِلابِ وَأَوْجَــسَتِ الــجِبَالُ مِــنَ الأَفَاعِي فَخَرَّتْ وَهْيَ تَرْجُفُ فِي اضْطِرَابِ وَشَــأْسُ الــرِّيحِ قَدْ ذَهَبَتْ جُذَاذًا عَــلَى وَجَــلٍ مِــنَ السُّبُلِ الصِّعَابِ وَمَـــا فَــتِــئَ الــمُحَدِّقُ فِــي الــرَّزَايَا يَــفِــرُّ مِـــنَ الــغَــرَائِبِ لاغْــتِرَابِ كَــأَنَّ سَــفِينَةَ الــعَرَبِ اسْــتَقَرَّتْ عَــلَــى الــجُودِيِّ لَــكِنْ بِــانْقِلابِ فَــــذَاكَ الــشَّــرْقُ تِــنِّــينٌ مَــرِيــدٌ يَـــرُدُّ عَــلَــى الإِسَـــاءَةِ بِــالعِقَابِ وَذَاكَ الــغَــرْبُ غُــولٌ مُــسْتَخِفٌّ يُــــلَــوِّحُ بِــــالــدِّرُوعِ وَبِــالــحِرَابِ وَأُمَّــتُــنَــا عَــلَــى الــخَــدَّينِ تَــسْــخُو بِــلَــطْــمٍ لا يَــــكِــلُّ وَبِــانْــتِــحَابِ تُـــدَاسُ فَــتَــشْتَكِي أَغْـــلالَ عَــجْزٍ وَتُــنْخَسُ فِــي احْتِلابٍ واحْتِطَابِ وَتَــلْــعَبُ وَهْــيَ تُــذْبَحُ فِــي هَــوَانٍ وَتَــصْخَبُ حِــينَ تُنْصَحُ بِالسِّبَابِ لَــقَدْ هَــرِمَتْ طُــيُورُ الــفَأْلِ فِــينَا وَأَخْــلَــدَتِ الــعُقُولُ إِلَــى الــتَّغَابِي وَصَـــارَ الــيَــأْسُ بَــنْدُولَ الــلَيَالِي يُـــرَاوِحُ بَــيْــنَ نَـــأْيٍ وَاقْــتِــرَابِ خَــزَايَا رَغْــمَ رَفْــعِ الأَنْــفِ كِبْرًا عَــرَايَــا رَغْـــمَ بَــهْــرَجَةِ الــثِّيَابِ نُــحَــاصِرُ ظِــلَّــنَا إِنْ طَـــالَ عَــنَّــا وَنَــحْــقِرُ طَــلَّــنَا أَسْـــرَى الــجَنَابِ وَنَــحْلِبُ ضَــرْعَنَا الــعَجْفَاءَ شَــأْوًا وَنَــنْــدُبُ مَــجْــدَنَا عِــنْدَ الــخِطَابِ أَتَــحْــيَــا أُمَّــــةٌ عَــــقَــرَتْ بَــنِــيهَا وَعَــقَّــتْ كُـــلَّ مُــنْــصَاعٍ وَآبِ؟ أَتَــــرْقَــى أُمَّــــةٌ حَــقَــرَتْ نِــسَــاءً فَــلَــمْ يَــحْــفَظْنَ فَــاتِحَةَ الــكِتَابِ؟ قَــدِ اخْــتَلَطَتْ عَــلَى قَــوْمِي المَعَانِي فَــمَا فَــرَقُوا الــضَّبَابَ مِنَ الرَّبَابِ وَظَــنُّــوا الــلَيْثَ يُــؤْمَنُ مِــثْلَ هِــرٍّ وَأَنَّ الــكَــلْبَ يَــغْــدُرُ كَــالــذِّئَابِ يُــقَــدَّمُ فِـــي الــمَــنَابِرِ كُـــلُّ عَــيٍّ وَفِـــي الإِعْـــلامِ إِمَّــعَــةٌ وَصَــابِي وَفِــي هَــرَجِ الــخُطُوبِ كَلِيلُ رَأْيٍ وَفِــي حَــرَجِ الــحَوَادِثِ غَــيْرُ عَابِي وَأُغْــمِــدَ كُـــلُّ ذِي أَرَبٍ جَــلِيلٍ وَجَــلْجَلَ بِــالهَوَى عَــبْدُ الــتَّصَابِي وَذُو صَــلَفٍ مَــتَى سَــمِعَ التَّنَادِي إِلَـــى شَـــرَفٍ تَــأَذَّنَ بِــانْسْحِابِ أَمِـــنْ دَلَـــجٍ نَــغُضُّ عَــلَى قَــذَاةٍ؟ وَمِــنْ نَــفَجٍ نَخُوضُ بِلا حِسَابِ؟ فَــــمَــاذَا لَــــو أَصَــابْــتْــنَا الــلَــيَالِي بِــفِــتْــنَتِهَا تُــؤَجِّــجُ كُـــلَّ خَـــابِ؟ وَهَــلْ يُــجْدِي الــعِتَابُ لِمَنْ تَوَلَّى؟ وَمَـــنْ جَــحَدَ الــمَوَدَّةَ فِــي الــعِتَابِ فَـــإِنَّ غَــضَــاضَةَ الأَهْــوَاءِ تَــسْبِي وَتُــشْغِلُ بِــالرِّغَابِ عَــنِ الــمُصَابِ وَإِنَّ لِــــدَيْــدَنِ الــدَّهْــرِ احْــتِــكَامٌ وَإِنْ قَــهَــرَ الــهُدَى قَــانُونُ غَــابِ يَــظَــلُّ الــلَــيْثُ عِــنْــدَ الــهِــرِّ لَــيْثًا وَإِنْ وَثَــبَــا بِـــلا ظُــفْــرٍ وَنَـــابِ وَلَــيْسَ الــصَّفْرُ كَالذَّهَبِ المُصَفَّى وَلا الــدِّيكُ الــمُزَرْكَشُ كَالعُقَابِ وَإِنْ تَـــكُ نِــعْــمَةً أُتْــرِفْــتَ فِــيــهَا وَلَـــمْ تَــشْكُرْ فَــتِلكَ يَــدُ الــعَذَابِ وَإِنْ لَـــمْ تَــسْــتَقِمْ أَخْــلاقُ قَــوْمٍ عَــلَــى رَشَـــدٍ تَـــوَارَوا بِــالــحِجَابِ عَــسَى قَــدَرٌ يُــوَافِقُ صِــدْقَ عَزْمٍ فَــيَــصْلُحَ شَــأْنُــنَا بَــعْدَ اسْــتِلابِ وَيَــمْــسَحُ دَمْــعَــةً لِــلــدَّهْرِ تَــجْرِي عَــلَــى أَهْـــلِ الــمُرُوءَةِ وَالــصَّوَابِ أَلا لَــيْــتَ الــخِــلالَ تَــعُــودُ نَــهْرًا فَــأَرْشُفُ مِــنْ مَــعَانِيهَا الــعِذَابِ وَتَــزْدَهِــرُ الــمَــنَاقِبُ فِـــي رِجَــالٍ وَتَــنْــتَشِرُ الــمَــحَبَّةُ فِـــي الــشِّــعَابِ وَتَــبْــتَهِجُ الــكَــرَامَةُ فِـــي شُــيُــوخٍ وَتَــنْــبَلِجُ الــصَّــرَامَةُ فِـــي شَــبَابِ دَأَبْــتُ عَــلَى الــتَّفَاؤُلِ رُغْمَ سُخْطِي فَــلَــو دَأَبَ الــمُــثَبِّطُ مِــثْلَ دَابِــي أَحُــضُّ عَــلَى الــفَضَائِلِ فِــي يَقِينٍ وَأَحْــتَــمِلُ الــتَّــطَاوُلَ بِــاحْتِسَابِ وَأَصْــفَحُ وَالــوُجُودُ يَــرُدُّ صَــفْحِي وَأَمْــــنَــحُ وَالــجُــحُودُ يَــسُــدُّ بَــابِــي وَلا أَؤْذِي الــخَــصِــيمَ وَإِنْ تَــجَــنَّى وَأَهْـــوَى الــصَّــادِقِينَ وَلا أُحَــابِي وَأَذْرَعُ شُــــرْفَــةَ الأَيَّــــامِ شَــوْقًــا إِلَـــى غَـــدِ أُمَّـــةٍ عَــالِي الــقِبَابِ وَكَـــمْ مِـــنْ هِــمَّةٍ حَــوْلِي لِــصِيدٍ تَــوَافَــقَ مَـــا بِــهَا أَرَبًــا وَمَــا بِــي فَــسَيفُ الــعَدْلِ بِــالتَّسْدِيدِ مَاضٍ وَسَــيــفُ الــعَذْلِ بِــالتَّهْدِيدِ نَــابِ وَيَــــمُّ الــعُــمْــرِ لُــــجِّــيٌّ أُجَـــاجٌ وَفُــلْكُ الــصَبْرِ يَــمْخُرُ فِــي العُبَابِ وَيَــــأْبَــى الــحُــرُّ أَنْ يَــحْــيَا بِـــذُلٍّ وَإِنْ صَــبَّ الإِبَاءُ كُؤُوسَ صَابِ وَلَــــكِــنَّ الــــزَّمَــانَ وَإِنْ تَــــأَنَّــى لَــمُــنْجِزُ وَعْـــد بَــارِقَــةِ الــسَّحَابِ فَــقَدْ يَــأْتِي الأَمَــانُ مِــنِ ارْتِــيَاعٍ وَقَــدْ يَــأْتِي الــيَقِينُ مِــنِ ارْتِــيَابِ وَقَـــدْ يَــلِــدُ الــحُــفَاةُ بُــنَــاةَ مَــجْدِ وَقَــدْ يَــئِدُ الــمَآبُ أَسَــى الــغِيَابِ وَقَـــدْ يَــعِــدُ الــمَــثَابُ وِدَادَ حُـــرٍّ فَــيَطْمَعُ ذُو الــسَّجِيَّةِ فِــي الــمَثَابِ بِــــكُــلِّ مُــــهَــذَّبٍ سَــمْــحٍ نَــبِــيلٍ وَفِــيِّ الــعَهْدِ يُؤْلَفُ فِي اصْطِحَابِ بِــحُــرٍّ مِــنْ بَــنِي الإِنْــصَافِ بَــحْرٍ إِلَــى الأَصْــحَابِ مُــنْبَسِطَ الرِّحَابِ وَمُــــعْــتَــصِــمٍ بِــــحَــبْــلِ اللهِ آوَى إِلَــيهِ الــصِّدْقَ مُــكْتَمِلَ الــنِّصَابِ يَــجُــودُ فَـــلا يَــعُقُّ الــكَفَّ زِنْــدٌ وَلا يَــرْضَى الــدَّنِيَّةَ فِــي الــطِلابِ وَيَــرْعَى بِــالسَّمَاحَةِ حِــينَ يَــمْضِي وَيَــسْــعَى بِــالــمُرُوءَةِ فِــي الإِيَــابِ أَبَــا بَــدْرٍ أَسَــرْتَ الــنَّفْسَ حَــتَّى غَــلَــبْتَ بِــرَوْحِــهَا نَــفْــحَ الــرَّوَابِي وَأَكْــرَمَ حُــسْنُ رَدِّكَ نَــسْحَ دُرِّي فَــكَانَ الــصَّمْتُ أَبْــلَغَ فِي الجَوَابِ وَإِنِّـــي مَـــا ثَــمِــلْتُ بِــخَمْرِ كَــأسٍ وَلَــكِــنْ بِــالمَكَارِمِ فِــي الــصِّحَابِ فَــخُذْ مِــنْ مُــهْجَتِي مَــا شِئْتَ حُبًّا وَدَعْــنِي فِــي الــسُّلافَةِ قَــدْرَ قَابِ وَخَــفِّــفْ وَطْـــأةَ الإِبْــهَارِ عَــنِّي فَــإِنِّــي قَــدْ عَــجَزْتُ عَــنِ الــثَّوَابِ لأَنِّـــي لَــمْ أَجِــدْ كَــفَّ امْــتِنَانٍ تّــفُضُّ الــتِّبرَ عَــنْ نَــفَضِ التُّرَابِ

الله الله ، نهَمُ السبقِ بالترحاب والتثبيت أوّلا ثمّ العودة بأثاث التأني للتمتع والتعليق بما يستحقّه الوافد الكريم

علي أن أسجل حضوري في هذه المعلقة التي عشت خلال دقائق قراءتها في عوالم مختلفة، محلقًا مرةً ومهاجرًا إلى الماضي الأصيل تارةً أخرى، متألمًا مرةً ومستشرق الغد أخرى.
تحتاج مثل هذه الروائع لتحضير وفك عقدة حروف الثناء حتى تؤدي ما لها .
فاعذرني شاعرنا الكبير أستاذي الحبيب إذ أتوقف هنا وأعد نفسي برحلة أخرى إلى هذي الرياض .
محبتي وكثير تقديري كما يليق بهذا البهاء

اقتباس ( كل القصيدة )

أبا حســــــام ، لا فض فوك
ما هذا يا أخي ، والله إنها لمن روائع الشعر بحق .
يحتار المرء في مدخل للتعليق على معلقة بديعة كهذه فضلا عن أن يفيها بعض حقها وقد أدهشت البيان وأسكرت الذائقة .
تشخيص حصيف في أحوال الأمة وغوص في أعماق النفس وفخر بالمكارم ، ومديح لحبيبنا أبي بدر أغبطه عليه وهو يستحقه بجدارة .
كلمات حاولت بها التعبير شيئا عن فضل هذه القصيدة ، ولا شك أنها لا تفيها اليسير من حقها .
تقديري ومودتي وأطيب تحية

**(( أعزّك اللهُ بما أنت أهله ، وحسبك تحمل بين طيّات الفؤاد ما تعجز عن وصفه الأفئدة والمشاعر ناصحاً أميناً ، وثائراً أبيّاً آلمه حاضر الأمة مستذكراً ما خلّدته الأيام من غابرات المجد حضارةَ وعِرفاناً ، ستبقى حروفك الزواهر تحتضن السماء وحتى يأذن اللهُ بما يسرّ الصديق ويغيظ العِدا .... دمت بخير أيها الأديب الحبيب ))**

أستاذنا القدير وأمير الشعر د. سمير العمري ..
لا أزال أراقب صمتك الأيام الماضية وأترقب ما سيجود علينا قلمك به بعد هذا الصمت ..
كنت أتوقعها قصيدة قوية من عيون الشعر لكنها والله فاقت بقوتها وروعتها كل التوقعات ..
لله درك أستاذنا .. تجبرنا على الوقوف أمام حروفك والدهشة تسكننا وتتملكنا
فنفكر ألف مرة قبل أن نستجمع شجاعتنا لنكتب ردا على حروفك
مدركين أن لا رد يليق بك ولا بشاعريتك ولا بحرفك
قصيدتك هذه كشفت الستر الكاذب عن أمة ارتضت لنفسها أن تعيش ميتة المشاعر وخالية الوفاض من أدنى مقومات بقاء الأمم ..
وهبها الله نورا ومنهاجا يجعلها الأولى في طريق المجد لكنه رمته وراء ظهرها وأخذت تميل تارة ذات اليمين إلى الشرق وتارات ذات الشمال إلى الغرب ..
قصيد مؤلم لكن حالنا أكثر إيلاما ..
أعذرني سيدي فقد نكأت حروفك الجراح ..
هذا هو الشعر وإلا فلا ..
دائم حبي لك دكتور سمير

أَلا لَيْتَ الخِـلالَ تَعُـودُ نَهْـرًا
فَأَرْشُفُ مِنْ مَعَانِيهَـا العِـذَابِ
وَتَزْدَهِرُ المَنَاقِـبُ فِـي رِجَـالٍ
وَتَنْتَشِرُ المَحَبَّـةُ فِـي الشِّعَـابِ
وَتَبْتَهِجُ الكَرَامَـةُ فِـي شُيُـوخٍ
وَتَنْبَلِجُ الصَّرَامَـةُ فِـي شَبَـابِ
....................

بل" فنرشف جميعا" من معانيها العذاب..
ونقود الناس بعدما نحن نقادُ.

****************
دَأَبْتُ عَلَى التَّفَاؤُلِ رُغْمَ سُخْطِي
فَلَو دَأَبَ المُثَبِّـطُ مِثْـلَ دَابِـي
أَحُضُّ عَلَى الفَضَائِلِ فِـي يَقِيـنٍ
وَأَحْتَمِلُ التَّطَـاوُلَ بِاحْتِسَـابِ
وَأَصْفَحُ وَالوُجُودُ يَـرُدُّ صَفْحِـي
وَأَمْنَحُ وَالجُحُـودُ يَسُـدُّ بَابِـي
وَلا أَؤْذِي الخَصِيـمَ وَإِنْ تَجَنَّـى
وَأَهْوَى الصَّادِقِيـنَ وَلا أُحَابِـي
.................

وهكذا عهدناك .
لا يعرف اليأس والاستسلام إليك سبيلا.

فدُم كما أنت
وكما عرفك الصادقون
الذين يكنون لك نفس المشاعر ..
وبلا محاباة


محبتي وتقديري

بندول اللّيالي بندول حرّكته ثنّائيّة هموم النّهار الخاصّة والعامّة، ورغم هذا حافظت روعة التّعبير والتّصوير على صموده رغم القسوة التي رقّصته!

وَأُمَّـتُـنَــا عَــلَــى الـخَـدَّيــنِ تَـسْـخُــو = بِــلَــطْـــمٍ لا يَـــكِــــلُّ وَبِــانْــتِــحَــابِ
تُـــدَاسُ فَتَشْـتَـكِـي أَغْــــلالَ عَــجْــزٍ = وَتُنْخَـسُ فِــي احْـتِـلابٍ واحْتِـطَـابِ
وَتَلْـعَـبُ وَهْــيَ تُـذْبَـحُ فِـــي هَـــوَانٍ = وَتَصْـخَـبُ حِـيـنَ تُنْـصَـحُ بِالـسِّـبَـابِ
لَـقَـدْ هَـرِمَــتْ طُـيُــورُ الـفَــأْلِ فِـيـنَـا = وَأَخْـلَـدَتِ الـعُـقُـولُ إِلَـــى التَّـغَـابِـي
وَصَـــارَ الـيَــأْسُ بِـنْــدُولَ الـلَـيَـالِـي = يُــــرَاوِحُ بَــيْــنَ نَـــــأْيٍ وَاقْــتِـــرَابِ
تصوير رائع للوضع العام بحركته البندوليّة اليائسة!

وَأَصْـفَـحُ وَالـوُجُـودُ يَــرُدُّ صَفْـحِـي = وَأَمْـنَــحُ وَالـجُـحُــودُ يَــسُــدُّ بَــابِــي
وَلا أَؤْذِي الـخَـصِـيـمَ وَإِنْ تَـجَــنَّــى = وَأَهْـــوَى الـصَّـادِقِـيـنَ وَلا أُحَــابِــي
وَأَذْرَعُ شُــرْفَـــةَ الأَيَّـــــامِ شَـــوْقًـــا = إِلَـــى غَـــدِ أُمَّـــةٍ عَــالِــي الـقِـبَــابِ
وَكَـــمْ مِـــنْ هِـمَّــةٍ حَـوْلِــي لِـصِـيـدٍ = تَـوَافَـقَ مَــا بِـهَــا أَرَبًـــا وَمَـــا بِـــي
فَـسَـيـفُ الـعَــدْلِ بِالتَّـسْـدِيـدِ مَـــاضٍ = وَسَـيــفُ الــعَــذْلِ بِالـتَّـهْـدِيـدِ نَــــابِ
وَيَـــــمُّ الـعُــمْــرِ لُـــجِّـــيٌّ أُجَــــــاجٌ = وَفُلْـكُ الصَبْـرِ يَمْـخُـرُ فِــي العُـبَـابِ
وَيَــأْبَــى الــحُــرُّ أَنْ يَـحْــيَــا بِـــــذُلٍّ = وَإِنْ صَـبَّ الإِبَــاءُ كُــؤُوسَ صَــابِ
حركة الهموم الخّاصة لم يثقلها اليّأس بل جحود وأذى الآخرين، ورغم ذلك يبحر مركب الصّبر مواجها!
لا فضّ فوك شاعرنا الأخ سمير
جاد القلم والفكر بالكثير من الجمال والإبداع الرّاقيين
بوركت
تقديري وتحيّتي

دعوني أقتفي أثر الصواب
لعل المجد يرجع من غياب

وخلوني أرَوّي النفس شعرا
فذا الشدو الذي يأوي اغترابي

أُرنّحُ فيه كـ " البندول " حيرى
ومأخوذ فؤادي للسحاب

أزاهير من الإعجاب أهدي
إلى العمري، يحملها كتابي

===

بارك الله لك فيما أعطاك ، ورضي الله عنك وأرضاك .

والتحايا أرفعها لأبي بدر ، أدام الله عليه نعمه .

قصيدة فاخرة ماتعة ، بل معلقة فريدة جامعة ، مدهشة الحرف راقية الهدف .

الدكتور سمير العمري ،

أستغل هذه الفرصة لتقديم التهاني في عيد الواحة لك ولكل الأعضاء ،

آملة أن تستمر الواحة في سيرها إلى الريادة ،وتبلغ برسالتها الماجدة كل الأهداف والطموحات .

بارك الله فيكم ودمتم بكل خير .

الاخ الكبير سمير العمري
اذا كان الحسد يقبح في المواضع كلها الا في العلم والانفاق
فهو هنا مما يستملح حقا احسدك على بيت جاء في القصيدة
لا يوفق اليه الا المتنبي وهو قولك
لقد ظمئت شفاه الماء حتى
تسولت اللعاب من الكلاب
ومن يدعي غير ذلك فانا حجيجه
دمت بالق