ضوء يمر معطلا
وبقايا أرصفة
تنام على الدروب
صلاة خوف .
تربك الليل إذا عاد ثقيلاً.
تزرع الوحشة
أسراب من الغيم تمد ذراعها
تنسى المسافة عند أخر معطف.
وتعود أسراب من الحزن الطويل..
يا طويل الصبر،
أنت يا مرسى المنايا.
كم توسلناك مبتهلين
قربك ؟
آن تعيد الشمس
آن تحنو على أطفالنا.
تختصر المسافة
وتعيد أنسام النخيل.
وطن جميل
وجميل انت
جميل وجهك الغافي بقربي
زهرة في آخر الضوء التقتني
ومضة بين الأصيل...
كم صرخنا لا تمت ؟
لا تدير الأرض.
فالمنفى تقيء خطو أبنائك.
تقيء غربة البدر
على نافذة العالم.
والعالم تيه في المرايا.
ظلمة يغسل معطفها الرحيل...
كيف أنساك ؟
تمشطنا الينابيع
سهول نسقي القمح،
وتشربنا نشيدا
للاغاني الخضر.
تأخذنا صغارا
نسبق الريح ، ونصطاد الفراشات ،
ونلهو.
نتلون
نغم يحتار فينا،
وجع بين الصور..
كنا صغارا ، فكبرنا.
وكبرنا غربة بين الأزقة
نحمل الريح سؤالا ،
والينابيع سفراً..
كيف آنساك ؟
وهل من وطن غيرك
يحتاج الربيع ؟
وهل من وطن غيرك
يحتاج المطر ؟..
ـــ ـــ ـــ
أبقى ألوح في سمائك مرة أخرى
فتبتعد النوارس.
تحل ضفائر الصمت المبلل ،
بالحكايات، بالنشيج المر،
بالخوف على أرصفة الذكرى ،
بارتجافات النهر..
أبقى ألوح.
تتعب الكف ،
وآنساك كثيرا !
آنساك ، قناديل تضيء الجرح.
آنساك ،سؤالاً يسبق الموجة
يلتف على عتبات نافذتي.
يملأ الورق المندى
بأباريق حجر..
حجر ،
وأزهار يطول أريجها،
ومساحة للحلم الغافي،
وبيت للنهارات التي نحتاجها.
وفضاء للاماني ،والمجانين ،
وعشاق السهر..
وطن نحتاج كنا.
وطن نحتاج ما زلنا،
وما زال القرار
بذرة في مهب الريح.
يحكمها القدر...
شذى اسعد