ابن فلة
بجوار عشة أمه وضع الحجر وحط رأسه و..تمدد ..لافظا أنفاسه الأخيرة دون وداع.
إذ لا يوجد من يودعه ...وحيدا عاش...يتيما ولد....وحيدا مات.
محمود "العبيط"...هذا هو اللقب الذى أطلقه عليه شباب القرية
.
تخرج فلة كل صباح تجمع البيض والزبد والجبن من الفلاحات وتذهب إلى سوق المدينة
تبيع وتشترى وتعود مارة فى طريقهاعلى الترعة لتأخذ محمودا" الذى يجلس اليوم بطوله مادا سنارته لاتغمز أبدا...تطعمه مما جلبت معها وتنام مادة ذراعها لينام عليه محمود.
يداعبه الشباب:- "رايح فين يا محمود"
: --"رايح اشترى مركب علشان أصيد سمك كتير وألف البلاد كلها"
:--وانت تعرف تركب مركب...
يضحك ملء فيه ويحتضن الدنيا بذراعيه...
.تناديه الفتيات.. ينظر إليهن بخجل و...يسابق الريح.
"أزوجه يمكن يعقل" (قالت فلة لنفسها)
اجتهدت فلة فى البحث عن عروس مناسبة واشترت الصندوق والسرير الجريد.
هربت العروس فى اليوم التالى للعرس وأقسمت ألا تعود.
كررت فلة المحاولة وفى هذه المرة اشترت له خيزران ليضرب به العروس حتى تهابه وتحترمه.
جاءت العروس ...هربت العروس...أخذ أهلها البيت مقابل مؤخر الصداق.
بنت فلة "العشة" وهرب منها محمود...يلف البلاد على قدميه لا يترك وليا ولا مولدا .
دار محمود ولف وداخ. ...و عاد ليجد أمه قد ماتت...
تمدد جوار العشة.