=============== غادرت المدينة ==============
قلت لها سأغادر المدينة ..فبكت...
وأشاحت عني بوجهها ..وهرولت مسرعة
ليبتلعها الظلام ..في ذاك المساء الحالك..
وطفقت أهذي كالمجنون...
سأهرب من الألم الذي يعتصر قلبي..
وأهجر كل ذكرياتي الماضية..
كيف سأبقى هنا ووجهك
الجميل يطاردني في كل مكان ...
على ضفاف المدينة يواعدني كل مساء ..
عند الغروب يناديني ...
أراه في الضباب ..أراه في الغيم مبتسما
يحدثني عن الاشواق والفراق
يحدثني عن الذكريات ..
عندما أرنو للبحر يسألني عنك ..
ويسألني الملاحون.. والصيادون ..وعرائس البحر..
تسألني الأزقة والشوارع والساحات عنك ..
مالهذه المدينة شاحب وجهها كأوراق الخريف..؟
كأني أرى عيونها تدمع كمصابيح الطريق..
تبكي فراقنا الأليم في صمت شاخصة أبصارها..
تسألني عيون المدينة عن امرأة كالتوأم لم تكن تفارقني..
كظلي..كنفسي..كخيالي...
لم تكن تجافيني..وكانت الظروف أقوى منا...وافترقنا..
يقتلني الألم ..يجتاحني ..يعتصرني في كل مساء عندما
أعود للبيت ..وأشم رائحة عطرك..
لازال هنا ..لازال يرفض أن يغادر المكان..
لازال وجهك الجميل مرسوما على المرايا والستائر
وأحمر الشفاه يخبرني عن لون شفتيك ..كأني أراهما
تتوقان لقبلة طويلة تنام لها الجفون...
ماذا أقول للمرايا حين تسألني عن وجهك الجميل..
وعن شعرك الطويل ..؟
عن أهدابك..وعينيك الشاسعتين ..كحبي لك ..؟
ماذا أقول للشاي حين يتوق لمداعبة يديك الناعمتين ؟
وهل سيحلو لي الشاي المعتق بعدك ..؟
هل سيرغوي بعدك ويطيب وتألفه الكؤوس ..؟
هل ستحلو الجلسة الطويلة وتستمر للصباح..؟
اني أرى الدموع تتساقط من كل أرجائي
وتفاصيلي حزنا على فراقك..
عفوا حبيبتي ...
سأغادر المدينة لأرحل من عذابي..
لأهرب من مدينة يشنق فيها الحب ..
أغادر وانا أرى في عينيك لوعة الشوق ودموع الفراق..
وأجد في نفسي رغبة لأن آخذك وأطير..الى جزيرة
ليس في دستورها اعدام...
شريف خوجاني.. العيون 07/12/2010