|
شَـرُفـتِ يــــــا لــغــــةً فـي شــــامِ أبــــــرارِ |
شـَـرُفـــتَ يـــا وَطـــنـًــا فـي ظـــلِّ بشَّــارِ |
أُنجْيــتَ يــــا عِـلـمُ إذْ واراكَ محتـســــبـًا |
شـــــــامُ العـــروبـــةِ مـــن نيِـرانِ إِعــصــارِ |
أنــــارَ دَربـــَكَ حَــرفــي إذْ وَثِقْتَ بـِـــهِ |
فـَــراحَ يـَهــديكَ في مُـــكـــث ٍو أسفــارِ |
أبحـــرتَ فــيـــه مــع الحيــتــانِ مستبِقــًـــا |
تــغـوصُ فــي الــعُــمـقِ في صَفوٍ وَ أكـدارِ |
وَسُـحــتَ فيــه مـعَ العُـقـبــانِ مُنتَضــلا ً |
تــطـوفُ بــيــن عُــشَــيــشَــات ٍو أوكـــارِ |
كَرُمــــتِ يـــا شـــامُ أن تحـيـَيـنَ إِمّــعـــةً |
تـُمَــسِّــكــيــنَ بـِـأذنــــابٍ إلـى الــعــــارِ |
كَرُمــــتِ أن تـقـعـدي في دارِ مضيعَــة ٍ |
لم يـَـرضــهـــا أَحـــدٌ مـــنْ نســـلِ أَحــرارِ |
سِــوى الأُلـى قَـعـدوا عن نصـرِ دينِهِــمُ |
مــن الأعـَــاريــــبِ فــي كـِـبــرٍ و أَعـــذارِ |
فـلـتـسألـوا التـُّركَ واليـونانَ عن شــرف ٍ |
وسائلوا الفرسَ عن صِـدقي و أخباري |
مَـــا عَــزَّ قــومٌ تســامَــوا لا لِـسـانَ لهـــمْ |
هـــــــــو الأذانُ بمـيــــــــلاد ٍ لأنـــــــــــوارِ |
مجـــدُ الكــرامِ إذا لــم تحــمِــهِ لــــغـــةٌ |
يــضــيــعُ بــيــن تــرانــيــم ٍ و أشــعــــــارِ |
حـروفُ صوتـي ظِباءٌ لـو تـُرِكنَ جـَــوى ً |
إذن سَـيـُقـسَـمـنَ بـينَ النـَّسـْرِ والضَّاري |
أنـــا العــروبـــةُ مــا غـيـري لــكمْ وطـنــًا |
وبـــابـــيَ الضـَّــادُ والقـــرآنُ أسـواري |
مــا أكثرَ الخيلَ في ساحاتيَ اجتمـعـت |
بـكــل فــنٍّ تــهــادَت نحـــو َ مِــضــمــاري |
وللعــــروبـــــةِ فــيــهِ خــيـــرُ ســـابـــقـــة |
تــهــوي كــمــا البــرقِ فــي عــزمٍ و إصـرارِ |
أصبحتَ يــا شـــامُ حصنَ العزِّ في زمنٍ |
الضـــَّــــادُ فيــه بــــلا مــأوى ً ولا دارِ |
تاهتْ علومُ الهدى عن دَوحهِ فغدتْ |
بـــغـــيـــرِ أثمــــارَ تـــــعــلــوهــا و أطــيــارِ |
و غـــرَّدتْ فــي الفـضـــا من كلِّ ناحية ٍ |
بـَـلابـِـلُ الــعُــجــمِ فــي صـُـبــح ٍو أســحارِ |
و بـُلـبـلُ العـُربِ فـي الأقـفـاصِ مُـرتَهَنٌ |
مـــا بـــيـــن مــســرحِ تكــريــم ٍ و نــُظــَّــارِ |
قــد كُنتُ أرجــو لشامِ العُربِ مفخرة ً |
إذا بــــه حـــوضُ أمـــجــــاد ٍ لأنـــهـــارِ |
وصـارَ بـعـدكَ شــأْوي النـَّسْرُ يطلُبُـهُ |
يــطــيــرُ بــيــن جـُبــَــيـــلات ٍ و أقــمـــارِ |
عـُنـوانـُه لـغـة ُ الـقـــرآن ِ قــد شَـرُفـَـتْ |
بــتــاجــهِ الــعُــربُ فــي فــخــر ٍ و إكبــــارِ |
يـــا شـــامُ قـد بورك َ المسعى على لغة ٍ |
أضــحـتْ من اليُـتمِ في كرب ٍ و إعسارِ |
فـــلا ولــــــيَّ ولا زوج ٌ يـــــؤازِرهــــــا |
وجـُـلُّ أبــنــائـِـهــا أَضــحَــوا بــأمــصــارِ |
فــأنــتَ يـــا شـــامُ مـــولاهـــا و كـافِلها |
فــانــعــمْ بــأحمــدَ فــي الجـنـَّاتِ من جارِ |