/ يوميَّاتُ الشتاءِ المسافرْ/
سَيُفضِي إليَّ الشِّتاءُ حكاياتهُ بعدَ أن
تستَريحَ النجومُ على كَتِفِ الليلِ
عِندَ فتورِ المساءِ
سَيَرسُمُ وجهي على الشَّمسِ بينَ
الجهاتِ وَيُمضِي رَحِيلَ الشِّتاءِ
سيترُكُ عِندَ غديرِ البُحَيرَةِ حوريَّةً
أو تَلَألُؤَ ماءِ الحنانِ على ضِفَّتيها
سيترُكُ كأساً منَ الشَّايِ في طاولاتِ
المقاهي ,ويمضي إلى عابراتِ المدينةِ
يشرُدُ فيهِم ليبحَثَ عن حِجَّةٍ للبُكَاءِ
سَيَقطِفُ وَردَاً منَ الحزنِ في دفتري
يَتَمَدَّدُ تَحتَ الحِرَامِ لِيَحلُمَ حيناً
بِخَاطِرَةٍ من شرودِ السنينِ
تمرُّ خلوداً لِذِكرى الشِّتاءِ
* * * * *
على الحالِ أن يكتمَ السِّرَّ حيناً
لأُخفي تَقَلُّبَ وجهي عنِ الليلِ
في صمتِ هذا المكانِ
لأدثِرَ شوقي على من أُحِبُّ
وأخفي ملامحَ وجهي عنِ الصَّمتِ
حينَ يراني !!!!!!
أُحيطُ كلامي بدائِرَةٍ مِن أَنِينِ الفراغِ
وَأُطفِئُ كُلَّ القناديلِ في عابراتٍ على
الفكرِ كي لا أرى غَيرَ نَفسي صَدَى
!!!!وَمَدَايَ كَيَانِي!!!!!!
سأسمَعُ صوتَ الصَّبايا يُصَرِّخنَ
حينَ تجيءُ العَرُوسُ
وصوتُ مَزَامِيرِ تلكَ السَّرافيسِ
فوقَ الطَّريقِ
وأطفالُ هذي المدينةُ كيفَ يَسِيرونَ
فوقَ الرَّصيفِ إلى المدرسة ْ
ثمَّ أغلِقُ نافِذَتِي حِنَ أخلو بنفسي وصمتي
وأرجِعُ أفتَحُهَا ثمَّ أسمَعُ فيها صفيرَ
الهواءِ إذا ما خلت طُرُقَاتُ المَدينةِ
حيناً,وحيناً بصمتِ المباني
* * * * *
تُهَيِّئُ نَفسَكَ قبلَ الرَّحيلِ
تُعِدُّ الحَقاَئِبَ عِندَ أجيجِ الغروبِ
لأنَّكَ أنتَ الشِّتاءُ المسافرُ تتركُ فوقَ
الرَّبيعِ صدىً يتلاجمُ وقتَ تَفَتُّحِ زَهرِ
القَرَنفُلِ بينَ ضلوعِ الجُّنَينَةِ حينَ التَّغرُّبُ
يأوي لحافاً يُغَطِّي حَرِيرَ الصَّقيعِ
لِتَمضي بِوِحدتِكَ الموحِشة ْ
فوقَ دربِ الغيابِ,تَمُرُّ بِصَمتٍ
وتَترُكُ ذِكرَى
وترحَلُ عِندَ الغروبْ