أنا
استيقظ ، بلا وعى ، ناكراً أنه حى ، وأنه هو هو
الحى لا يعرفه ولا يشبهه ، طرازه شرقى رائحته تراثية ، ناسه بشوشون تزينهم الرصانة ، ويتبادلون التعاملات بود زائد واحترام .
ارتد بفزع من النافذة الى المرآه ، قفز الى الحمام وسمح لشلال المياه أن يقتحمه عله يفيق أو يستعيد ذاته المجهولة ، ارتدى ثيابه على جسد نحيل متناسق وهذب شعر رأسه المائل للصفار وتناول افطاره الخفيف ، وشق طريقه بسيارته الحديثة وسط غرباء عنه فى المظهر يتحرون الحشمة ويتحدثون بأدب ويمشون بوقار .
أوقفه سيارته الألمانية الصنع وهبط بثيابه الفرنسية وسأل عن النادى فأشار أحدهم بيده الى مكان بأعلى شارع وسط المدينة ، جلس فى مقعد بالخلف والعائلات والأزواج والفتيات والشباب يشاهدون عرضاً عن سيرة شاب عربى اسمه محمد ابن القاسم الثقفى .
قشعريرة فى جسده جعلته مضطرباً وتحية خجولة من رجل ظل بجواره يربت بيده على كتفه بعد انصراف معظم الحضور أربكت حيرته .
هل أنت غريب عن هذا الحى ؟
يد رفيقه الثقيلة تدفعه بعنف الى المرقص ، تتلقاه أحضان صديقته وضحكاتها الفاقعة ، يسوق عائداً الى المنزل وسط مجموعات من المتجهمين القلقين يسيطر عليهم التنافر ويتبجحون بالكبر ويتباهون بالحقد ويفتخرون بالتدنى .
أغلق الشات على سؤال صديقته : مالك مش فى المود بتاعك ؟
وبحث على جوجل عن محمد ابن القاسم الثقفى .