________________________________________
أحيانا أصرف لخيالي وصفة دواء تجدي في كل الأحوال , دواء لا يتحدد زمن صلاحيته ولا يتحدد زمن مفعوله .
ولزمن المفعول قصة أخرى في حياة الكون وكون الحياة .. ما يبطئ يقدم وما يقدم يبطئ , وتبقى الأحكام مرنة مرونة القرينة التي تبطل فعالية الشهود في محكمة قلبك وان كنت اقبل حكم محكمة عقلك لأنها أكثر رجاحة , و لأنه لم يتركن الساكنات السابقات على مقاعد محكمتك , لا مطرقة يؤثر طرقها على المنصة في الحكم الآني , ولا بالطو المحامي له هيبة المهنة .
وله ما له مما ليس لنا , ولنا منه الكثير مما له .. فلا تطالبني أن أندس بين زمرة برلمانية أرى أصواتها وأسمع رؤوسها , مهما كان صوتي مميزا فإنه حتما سيختنق على أركان الصدى.
لخيالي ..أعطي تأشيرة الخروج من منافذ المعقول إلى منافذ اللا معقول , والعودة مرهونة بتحركات الكائنات في مجرة تقبع تحت ضوء عدستي وكنت رغم البعد وتجميد الإقرار.. كنت على صلة دائمة بك كحزام نسيم يعيد هبوبه حول غرفتك دائريا , ولم أجفف شراع فضولي يوما عن نزوة أمواجك التي تناطح هامات الذرى .
لخيالي ..خيول من الريح لها خاصية النفاذ في جدران غيابك ولها خاصية التماهي في يقظة حضورك , وحيث تكون أكون ولكن لا تطالبني بأن أكون مثلهن أو أن أقيس ذرة صمتي على ميزان كلام أُستهلك منذ زمن بعيد على لسان الغير ..لي لغتي الخاصة التي تشعرك بنكهة مخالفة عن كل البهارات التي تذوقتها على أيادٍ أخرى .
ولخيالي يوم عيد وحيد عندما استوقفك على إصبع التخمين وأنت كنت مارا على ناصية النهر الخافق بك و بما يشبه اسمك وكم احمد الله إنني أتحمل ثقل وزن خيالي وخفة طيفك عندما يغرق بحر فكري بتفاصيل لم يتحملها المحيط بعد الحربين العالميتين وما لم يتحمله العالم الثالث في غضون صفقات شراء نفايات الأسلحة النووية .
لخيالي صورة قديمة قدم الحضارة الصينية ورهبة التنين عندما يحلق بأجنحته الممتدة فاصلا الشرق عن الغرب وعندما تطرأ أنت بكامل عطرك على باله يبدأ بإعادة الحياة إلى زمن البدء الحجري وتبدأ الكائنات الصغيرة بتكوين بيئاتها ..بحيرة صغيرة , وضفاف خضراء , وفراشات تحلق حولها حتى تكسب الأرض صبغة ألوانها وسرب الندى الجذلى على أهداب الورد.. وأبدا أنا بنطق أول كلمة تعرفها أنت تماما وان كان القلم هنا مثقل بتلعثمه في فصاحة حضورك و مثقل بصياغة الفكرة وطرحها أمام عيونك تلك التي تذكرني بالصقر حين يهوى من عل لمجرد أن يلتقط بصره شيء ما أعجبه وهكذا أنت تترك كل ما بين يديك لتنقض على فراشة أعجبتك ولكني فراشة دون الفراشات لأني لم أخطر على بال البحر غرقا.. ولم تغازلني حرائق غابات استوائية لتسحق حافة جناحي.. وأراني بين يدي ابتسامتك البلورية بكامل الوعي والرشد أقيم حفلات الحرق لأجنحتي وأكون طائرا يكفيه أن يكون ساكن عينيك على أن يطير في فضاء مجهولة .
هاك ..خذ خيالي المنقوع بك وستجدك بين قضبانه سجينا مدللا غاية حريته السجن على يديه.. من خلف شواطئ لا تلتقي.