نُجُومُ الليلِ تَعْرِفُنِي
رِدَائِي طَيْفُ أحْزَانِي
وَأَرْنُو صَوْبَ مَحْبُوبٍ
دُعَاءُ الْوَجْدِ أَنْسَانِي
وَطَيْرِي عَادَ يَزْجُرُنِي
فَأُرْضِيهِ بِأَلْحَانِي
أُقَرِّبُه فَيُبْعِدُنِي
وَيَهْدِمُ سُورَ بُسْتَانِي
أُطَارِدُهُ فَيَهْزِمُنِي
بِحَرْفِ الْعِشْقِ أَرْدَانِي
صِرَاعٌ لَسْتُ مُنْتَصِرا
فَكَأْسَ المُرِّ أَسْقَانِي
بَرِيقُ الثَّغْرِ أسْيَافٌ
تخِيطُ ثِيَابَ أَكْفَانِي
وَضَوْءُ الْبَدْرِ أشْجَانٌ
يُدَغْدِغٌ قَلْبَ حَرَّانِ
فَخَدُّ الحِبِّ أَزْهَارٌ
تُزَيِّنُ رَوْضَ أَوْطَانِي
وَخوطُ القدِّ مُهْتَزٌ
نَسِيمُ الصُّبْحِ أَحْيَانِي
وَرِمْشُ العَيْنِ نَعْسَانٌ
غُرُوبُ الشّمْسِ يَغْشَانِي
فَأَدْعُو الله حَسْرَانا
بِأَزْمَانٍ وَأَزْمَانِ
فَرُوحُ المَرْءِ يَغْمُرُهَا
بِرِضْوَانٍ وَتحْنَانِ
وَهَجْرُ الهَجْرِ أَتْبَعُه
أُعَاتِبُهُ بإحْسَانِ
فَإِمَّا البُعْدَ يُورِثُنِي
وَإِمّا الوِّدَ أَهْدَانِي
كِلا الضِّدَيْنِ حَارِقَةٌ
تُسَعِّرُ كُلَّ أَرْكَانِي
أُطَارِدُ سَهْمَ نَظْرَتِهِ
لأُلْحِقَهُ بِإِنْسَانِي
فَعُمْرِي نِصْفُهُ وَلَهٌ
فَأَيْنَ حُضُورُهُ الثّانِي
تُسَائِلُنِي فَلَيْتَكَ لَمْ
تُسَائِلْ روحَ وَلْهَانِ
فَلا أَزَلٌ يُطَالِعُه
وَلا أَبَدٌ بِعِرْفَانِ
فَنَاءٌ لَسْتَ تَعْلَمُهُ
فَذَا جَاثٍ بِوِجْدَانِي
فَسِرُّ الصّبِ نَلْمَحُهُ
وُلُوج النُّور فِي الدانِي
دَعِ الأَكْوَانَ تُنْبِئكم
بِحُورِ الإِنْسِ وَالْجَانِ
بِحَارُ الشَّوقِ تُرْفِدُهُا
بِيَاقُوتٍ وَمَرْجَانِ
فَلا بَلْقِيس كَائِنَة
بِمَا اتَّشَحَتْ بِإِيمَانِ
إِذَا مَا فاتَنِي حَرْفٌ
فَعُذْرا آلَ عَدْنَانِ
وَرَبِّ البَيْتِ مَعْذورٌ
مِدَادِي ذا ، دَمٌ قَانِي