|
أَيَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ وَالليْلُ أَوْرَقُ"1" |
وَفَجْرٌ يَشُوقُ الشَّعْبُ وَالشَّعْبُ أَشْوَقُ |
وَمِنْ"سِيدي بُوْ زِيدٍ" إِلَى جَوْرِ عَالَمٍ |
بَدَتْ ثَوْرَةٌ بِكْرٌ بِهَا الخَلْقُ مُطْرِقُ |
يُحَدِّقُ شَزْرًا كُلُّ طَاغٍ كَأَنَّمَا |
أَرَيْتِ بِهِ مِنْ شَعْبِهِ المَوْتَ يُحْدِقُ |
فَفِيكِ تَجَلَّتْ لِلْإِبَاءِ قَشَاعِمٌ"2" |
تُرِي كُلَّ حُرٍّ ضِيمَ كَيْفَ يُحَلِّقُ |
إِذَا الحَاكِمُ اسْتَعْدَى الرَّعِيَّةَ جَائِرًا |
فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الرَّعِيَةِ مَوْثِقُ |
وَإِنْ هُوَ فِي الحُكْمِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ |
فَذَلِكَ فِرْعَونٌ وَفِرْعَونُ مُغْرَقُ |
وَأَشْنَعُ ظُلْمٍ سَلْبُ شَعْبٍ إِرَادَةً |
أَيَنْعَمُ فَذٌّ وَالجَمَاعَةُ تَزْهَقُ |
فَيَالِقُهُ مِنْهُمْ عَلَيْهِمْ كَأنَّمَا |
هُوَ الوَطَنُ المَحْمِيُّ وَالشَعْبُ فَيْلَقُ"3" |
مَغَبَّةُ إِذْلالِ الكِرَامِ وَخِيمَةٌ |
وَغَصْبُ الأُبَاةِ الحُكْمَ لا شَكَّ مُوبِقُ |
وَعَارٌ عَلَى شُمِّ الأُنُوفِ خُنُوعُهَا |
لَبَطْشِ عُتُلٍّ"4" يَسْتَخِفُّ وَيُرْهِقُ |
ولَيْسَ كَمِثْلِ العَدْلِ يَصْلُحُ ظُلَّةً |
تَجُودُ بِإِعْطَاءِ الحُقُوقِ وَتَبْرُقُ |
أَيَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ وَانْبَلجَ السَنَا |
عَلَيْكِ رِضًا قَلْبٌ مِنَ الشَّرْقِ يَخْفِقُ |
تَمَنَّا لَكِ الخَيْرَ العَمِيمَ غَمَامَةً |
تُغِيثُ رَبَىً تَزْهُو وَأَنْهَارَ تَدْفُقُ |
رَجَا لَكِ جَنَّاتٍ جَنَاهَا جَنِيَّةٌ |
وَأَفْنَانُهَا حُسْنَا تَمِيدُ وَتُورِقُ |
وَيَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ يَا عَرَبِيَّةٌ |
بِإِسْلامِهَا دُرِّيَةٌ تََتَأْلَّقُ |
حَذَارِ حَذَارِ العَوْدَ مِنْ بَعْدَ هَبَّةٍ |
بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ لا نَعِمْتِ وَلا شَقُوا |
وَيَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ أَمْنَكِ وَاسْلَمِي |
وَلا تُصْبِحِي الحَمْرَاءَ مَرْآكِ يُؤْرِقُ |
خَلَعْتِ الذِي بِالحُكْمِ قَدْ كَانَ سَارِقًا |
فَلا تُتْرَكِي نَهْبًا لِمَنْ عَاثَ َيَسْرِقُ |
وَيَا تُونُسُ اسْتَنِّي بِمَنْ حَكَّمُوا الهُدَى |
وَسُنِّي لِجَارَتٍ هُدَاكِ لِيَلْحَقُوا |
عَلَيْكِ بَشَرْعِ اللهِ يَكْفِيكِ غَيْرَهُ |
وَمَا غَيْرُهُ إِلا الضَّلالُ المُحَقَّقُ |
وَعَضِّي عَلَيْهَا وَحْدَةً أَخَوِيَّةً |
بِهَا شَعْبُكِ المِقْدَامُ َلا يَتَمَزَّقُ |
وَإِيَّاكِ إِيَّاكِ احْتِكَامًا إِلَى الهَوَى |
فَإِنَّ الهَوَى أَدْنَى مَدَاهُ التَّفْرُّقُ |
لَحَا اللهُ عَهْدًا ضِقْتِ فِيهِ مَعِيشَةً |
وَوَلَّى عَلْيِكِ اللهُ مِنْ بِكِ أَرْفَقُ |
تَمَنَّيْتُ خَيْرًا لِلْبِلادِ وَأَهْلِهَا |
أُخُوَّةَ دِينٍ قِيِّمٍ لا يُفَرِّقُ |
رَخَاءَ مُسَاوَاةٍ وَعَدْلًا وعِزَّةً |
بِهَا تَنْعَمُ الأَقْطَارُ وَالعُرْبُ تَسْمُقُ |
تُذِيعُ عَبَيرَ الحُبِّ تُونُسُ وَالشَّذَا |
إِلَى النِيلِ وَهْوَ المَورِدُ المُتَدَفِّقُ |
وَيَبْعَثُ وَادِي السُّوسِ"5" شَوْقَ نَسِيمِهِ |
إِلَى الشَّرْقِ مُصْفِيهِ الضِّياءَ فَيَعْبَقُ |
وَمِنْ عَدَنٍ يَهْفُو لِبَغْدَادَ خَافِقٌ |
يَمُرُّ بِنَجْدٍ ثُمَّ مَأْوَاهُ جِلَّقُ"6" |
كَذَا لِيَ قَلْبٌ وَدَّ وِحْدَةَ أُمَّةٍ |
عَلَى شِرْعَةٍ مِنْ رِبِّهَا لَيْسَ يَمْذُقُ"7" |
وَلَوْ كَانَ يُجْدِي القَولُ فِيهَا تَمَلُّقًا |
لَكَانَتْ وَلَكِنْ لَيْسَ يُجْدِي التَّمَلُّقُ"8" |
نَضِيقُ بِأَحْوَالٍ نُفُوسًا وَإِنْ نُرِدْ |
لَهَا سَعَةً جِئْنَا الذِي هُو أَضْيَقُ |
ونَلْبِسُ حُسْنًا مَا يَضِدُّ طِبَاعَنَا |
كَذَلِكَ نَعْرَى حِيْثُ تَبْلَى وَتَخْلُقُ |
وَمَنْ ذَا الذِي حَازَ السَّجَايَا وَإِنَّمَا |
عَلَى قَدْرِ مَا فِي وُسْعِنَا نَتَخَلَّقُ |
وَإِنْ قَائِلٌ لِي قَدْ صَدَقْتَ أَجَبْتُهُ |
إِلَهِيَ مِنْ كُلٍّ أَحَقُّ وَأَصْدَقُ |
لَنَا أُمْنِيَاتٌ لائِقَاتٌ بِشَدْوِنَا |
أَلا لَيْتَنَا نَسْعَى فَذَلِكَ أَلْيَقُ |
لَعَلَّ لَنَا عُذْرًا إِلَى اللهِ عَنْدَمَا |
تَعَزُّ وَحَمْدًا حِينْمَا تَتَحَقَّقُ |
وَمَن يَسْتَعِنْ بِاللهِ فِي كُلِّ أَمْرِهِ |
يُوَفَّقْ وَخَيْرُ العَامِلِينَ المُوَفَّقُ |
عَدَا جَاهِلٍ يعَزْو"9" النَّجَاحَ لِنَفْسهِ |
وَيَنْسُبُ للأَقْدَارِ مَا كَانَ يُخْفِقُ |
إِذَا رُزِقَ التَّوْفِيقَ مَنْ أَنْتَ حَاقِرٌ |
فَرَبُّكَ يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ وَيَرْزُقُ |
وَمَا خَابَ بِالتَّقْوَى الفَتَى وَهْيَ زَادُهُ |
وَحسْبُكَ مَا قَالَ العَظِيمُ :"أَنْ اتَّقُوا" |
هِيَ الفَوْزُ والتَّوْفِقُ والعِزُّ وَالرِّضَى |
وَفِيهَا صَلاحُ الحَالِ لِلْخَلْقِ مَابَقُوا |
تَدُومُ لَهُمْ أَيَّامُهُم يَنْعَمُوا بِهَا |
إذَا الَتَزَمُوا التَّقْوَى وَإِنْ أَعْرَضُوا شَقُوا |