أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: مكابدة.!

  1. #1
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي مكابدة.!


    أجلد نفسي و أحاول أن أُخرج الآخرين من جو التعاسة و الكآبة , لأجدني غارقة فيها وحدي,
    أبحث عن قصة حب أبدية , عن قصيدة ,عن أغنية لا املُّ سماعها تغنيني , تغني لي لرفيقي ,

    قال لي أحد الرفاق : أكتبي

    اكتبي عن عجوز مثلي يبحث عن واحدة قريبته بحيفا ظل يحبها وتحبه من رسائل تهرب عبر الحدود ..
    اكتبي عن شباب يفقدون الاتصال بحبيبة ليكتشف أنها متزوجة ..
    عن العجز الجنسي عن الخيانة الزوجية عن الشبق بتاعي ..هناك حب لأننا معقدين...


    سأكتب عن حلم يلازمني ليل نهار, أستيقظ على صوت بكائه الذي لا ينقطع, رغم ذلك لم يجد للشكوى مدخلا , و ظل يبكي,
    فتتُ الحكايات إلى تفاصيل دقيقة , و انتقل من حكايا الأطفال إلى أخرى تفتتح قصص الليالي الطويلة, لا يدركها الصباح و لا أكف عن الحديث عنها ,
    ليس هناك حلم قبيح في الكون لكنه مثيرٌ للرفض فالتجاعيد فوق جبهته تُحدّثُ عن استحالة الوصول اليه,غارق بين سراديب الخوف يكابد ويعاند ليخرج من الضباب , ليتحول الرفض بعد ذلك إلى شفقة ..
    تعب يلامس شغاف القلب و يستقر هناك في الأعماق , ينام ...يستيقظ...يتقلص وجه بطنه في حركاتٍ عصبية تستفز استقرار الروح ...

    تُمانع ..يُصر..يدور بها في فضاء الأمس ..هدها السهر و القلق المزمن غطى وجهها بالأسى ,
    يهمس بكلمات تستقر في قلبها الضعيف ..و يقف بينهما صمتٌ ثقيل .. طويل ..
    كان يسمع في الليالي بكاءها الصامت ...تسرب من عينيه بكاء ...فزع ..خوف..خاف عليها منه .. من أزقة البلد.

    تبحث عنه ضائعة ..ولا تصدق أنها ميتة ..تنتظر تشييعها إلى مثواها الأخير في أحشاء قلبه الصخري
    طال وقوفهما على حافة المشاعر و أوغلَ أبعد منها بشبر ...الآن يحس بالندم و الألم معاً..
    تعجب..تعجبت ...كومة من الأوراق و الذكريات ..قرءاها معاً ..و أنكسرا معاً..فنال الظهر قصم العمر..

    قالت لنفسها : لا وقت للحزن أو الإنحناء ...و الحرب تطرق أبواب الخيال ,’

    يهرب الأمل منا إلى أطراف الحقول و يتسلق الهضاب ..و ماذا سيحدث في أيام الشتاء..و الطقس بارد و طقوس العشق تزيده برودة .

    يا شوقي و جنوني ..يا سجادة زهرٍ تطير من زهرِ إلى زهر.. يا تعبي يا وجعي ..يا حلمي و كل أملي ..
    تأملت عمري الزاحف نحوك مثل زحف المخلوقات الصغيرة على الأرض نحو المجهول ,كلما رفعتُ رأسي رأيتُ في البعيد ركاماً من الغيوم الرمادية .. و الشمس تختلس النظر من وراء الغيم ........

    و أتذكر...


    حين أمسكت بيدي لأول مرة و خرجت بي إلى الشوارع مندفعاً امام القبيلة ..قدتني إلى موتٍ معلن ...
    اليوم نكأتَ الجرح ..أدميتني في موطني ..موطن الألم .....يعصفُ بي الحنين لعطرك لساعة الصفر قبل اللقاء...
    راهنت عليك كما يراهن الأغبياء على الحصان الخاسر من اجل الترفيه ..



    و أتذكر..
    أني فقدتُ القدرة على النطق و انسحبت إلى عالمي الخاص...و واظبتُ على زيارة المقابر ..كنتُ أجلس عند القبر ساعات طويلة .. لا أدرك الوقت ..و الظلام دوماً كان يدركني...
    كان لابد من ايجاد طريقة تجعل الحياة بها محتملة ..فالحزن مثل الخبز و التابوت أمر طبيعي جدا...و الصرخات تعشعش في الخلايا ..
    كنتُ متأكدة من أنه سينهار يوماً , و يفقد الرغبة في الحياة ..لكن ليس بهذه السرعة ..
    حلم يشبه الجلد المترامي فوق العظام كالملابس الفضفاضة ...تحتاج لمدة طويلة للتعود على منظر بؤسه الشديد..

    صب الهمسات المثيرة في آذان مرهفة شديدة اللهفة ..بها شوق يعصف لرؤيته و الساعات و الدقائق حبلى بالحنين اليه..و اللحظة تشكل فاصلاً ما بين الحقيقة و الحلم ...و قد تفقد عمرك كله إن لم تعش تلك اللحظة .. أي مصير كان ينتظرني لو كان واحد غيره ..؟

    مازالت تعبق روحي رائحة القهوة الطازجة القادمة من الشارع المقابل .. و من أين يأتي صوته لا أدري ..صوته الخافت الضعيف الذي يخترق أذني حتى النخاع ...يستخرج الحنان من الصخر الصلد المتراكم على صدري ...يحاول نفض الضباب المتجمد على قلبي ..و بأصابعه السحرية يمسح البرد عن وجهي ...
    يا تفاصيل الحنين هدني الشوق اليه ..من حلمي المحكوم عليه بالانتظار , من الوعي ..وراء الوعي..يا رعب الساعة ,

    لا املك قوة أوقف الوقت ..و العمر يقف ذاهلاً يصغي لحشرجة صوتي مبتسما ابتسامة ساخرة ..
    في الليالي الطويلة يعلو الدخان إلى الأقبية المعتمة ..على أضواء النجوم أشيع آخر الآمال و أطفئ أخر مشاعل الشموع التي أهداني ..

    أغرقني في متاهات الذكرى و هدر كرامة الغابات ...تنفست البخور بين الأرواح الخبيثة الحائمة فوق رأسي تدقهُ دق المطرقة على الحديد ...

    أسعفني ., . أنقذني من عالم الغيب ..و لا تردد تلك الجمل المتشابهة الحروف ..رتب لي الحقيقة بيديك ..أخرجني من عالم الدخان و الحرائق , فما عدت أطيق وتيرة الدوامة , و أنا على وشك السقوط...

    و أتذكر ...


    يتبع...
    لا يكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك, عليك أن تخطو تجاهها , و التوقف عن الإختباء خلف الزمن,امرأة محتلة

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    مفردات سهلة الحضور .. ولكن من يستطيع مزجها بهذا الجمال لتنتج أقمارا تتلألأ وصورا متتابعة
    ترتدي حللا من الجمال الآسر
    أحاول اقتباس جزء من النص وما أن أصل لما بعده أرى جمالا من لون آخر وطعم مختلف
    فكيف لك هذا المزج ؟
    صب الهمسات المثيرة في آذان مرهفة شديدة اللهفة ..بها شوق يعصف لرؤيته و الساعات و الدقائق حبلى بالحنين اليه..و اللحظة تشكل فاصلاً ما بين الحقيقة و الحلم ...و قد تفقد عمرك كله إن لم تعش تلك اللحظة .. أي مصير كان ينتظرني لو كان واحد غيره ..
    أعذريني وقفت هنا وجتها توافق أحساسا يرافقني ويدمع عيني ساعة صفاء
    شكرا .. قليلة على ما قرأت

  3. #3
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأستاذة مرمر القاسم

    أجهدتني البداية ..فماذا ياترى بعد (يتبع)

    رائع..

    سلمت ..وسلم مدادك

    محبتي..

    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

  4. #4
    الصورة الرمزية عبد الرحمن الكرد أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,390
    المواضيع : 51
    الردود : 1390
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي


    القديره مرمر

    تداعيات من وجع الروح
    تسكب الألق بحروف بسيطه
    تلامس وتعانق القلوب
    ننتظرالمزيد
    تقديرلحرفك
    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    باعتقادي أن العفوية لها حضور يميزها عن تلك المفردات الصعبة,
    فيكفي القارئ عناء الغوص في سر النص ,
    كما اعتقد بان المفردات الصعبة حضورها أجمل في الشعر منه في الخاطرة,




    الأستاذ محمد ذيب سليمان شكرا بحجم السماء..تقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي

    حرف مضمخ بالجمال وخيال بديع واسع
    بورك النيض الأصيل
    تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية بتول الدليمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : العراق
    المشاركات : 1,103
    المواضيع : 140
    الردود : 1103
    المعدل اليومي : 0.21

    افتراضي

    الاخت الفاضلة مرمر القاسم
    مسائك عطر و جمال و لغة تخترق كل الحدود لترقى بنا الى سحر يهيم بنا طويلا في مدارها
    نص غني وكريم القراءة مرة واحدة
    لا تكفي
    النص يدعو المتلقي لمعاودة الزيارة مرات ومرات
    كنت هنا وارتاحت العيون فوق السطور
    لك مودتي وتقديري

  8. #8
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    قد يكون ال..يتبع أجمل ..و ربما أقل جمالا

    مرحبا بالأستاذ ثائر الحيالي

    احترامي

  9. #9
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    وجدتني أرتشف معك لحظات أقسى من جلمود صخرتك الصماء .. وألتحف معك بذات المعطف الكالح السواد .. وأنتشي بأمل قد يبدد ظملة الليل الأزلي الذي يفنينا كمدا وحسرة ..

    مرمر ..
    في كل مرة أجدك تجيدين تجريد الأشياء وتتلاشى مع حرفك رتوش الأحاسيس المتناقضة .. وعقارب الساعة لا تبارح مكانها ..
    فقط أحببت أن أجذب مقعدا وأقبع في آخر القاعة لأتأمل جمال رسمك ودقة وصفك ..



  10. #10
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    المبدعة مرمر القاسم
    حروف جميلة تراصت برقة وعذوبة وأسلوب جميل

    في انتظار معانقة المزيد من إبداعاتك تقبلي تحياتي وتقديري

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مكابّدة
    بواسطة عمر ابو غريبة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 21-04-2024, 01:19 PM
  2. مكابدة
    بواسطة أميمة الرباعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 02-03-2013, 08:21 PM