أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قراءات في أفكار الفنّان التّشكيلي فؤاد يوسف دوغان

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قراءات في أفكار الفنّان التّشكيلي فؤاد يوسف دوغان

    قراءات في أفكار الفنّان التّشكيلي فؤاد يوسف دوغان
    بقلم: حسين أحمد سليم

    أعوام من الجهد والعطاء والعمل المستمر, أمضاها الفنّان التّشكيلي اللبناني فؤاد يوسف دوغان, بانيا رؤاه على أنّ الفنّ هو مقياس الحضارة, إذا ارتفعت ارتفع معها, وإذا هبطت هبط معها... والفنّ هو رسالة وفكر وبالفكر وحده تتقدّم الشّعوب...
    كان وما زال الفنّان التّشكيلي اللبناني يوسف فؤاد دوغان يحلم بولادة عالم جديد بدون حروب, عالم يعمّه السّلام في كلّ مكان وتعمّه المحبّة بين جميع النّاس, فجميع النّاس خلق الله...
    يتفكّر الفنّان التّشكيلي اللبناني فؤاد يوسف دوغان بالإنسان والوطن والحياة, فترتسم لوجدانه فكرة جماليّة في رؤى التّمنّي, بأن يكون لكل إنسان وطن ينتمي إليه, والأجمل أن يصبح العالم كلّ العالم وطن واحد, تعيش عليه كلّ الشّعوب بحرّيّة ومحبّة وسلام...
    انطلاقا من قناعات الفنّان التّشكيلي اللبناني فؤاد يوسف دوغان, الذي يعتبر رسالته هي العمل من أجل عالم مثاليّ أفضل, يعمّه المحبّة والسّلام... رسم منظومته الفكريّة الفنّيّة على رؤى الفكر, كون الفكر والمعرفة هي قوام الحياة, وعن طريق الفكر والمعرفة يستطيع الإنسان فهم معنى الحب والعطاء, ومن رحم الحب والعطاء يولد السّلام, ويعم الكون السّلام والوئام... من هنا راح الفنّان التّشكيلي اللبناني فؤاد يوسف دوغان يعمل دؤوبا, بجهد وعطاء وتفان واستمرار طيلة أعوام مضت تجاوزت الخمسين سنة, توكيدا وتجسيدا لفلسفته الفنيّة والفكريّة على أسس ما تراءى له وأسّس مدرسة الفنّ الكوني...
    رسم الفنّان التّشكيلي اللبناني فؤاد يوسف دوغان من خلال مدرسته الفنّيّة الكونيّة, التي أسّسها مسارا لأعماله الفنّيّة التّشكيليّة, وامتطى صهوة الإبتكارات التجريديّة والسّورياليّة الخاصّة به والتي رسمت شخصيّته الفنيّة... فرسم وشكّل عن النّاس وصمود الشّعوب والحبّ للأرض والوطن, ومجزرة قانا وأسير سجن الخيام, وانتقد تمثال الحرّيّة الأميركي المتجاهل لقضايا الشّعوب الفقيرة, وامتطى صهوات العديد من المدارس الفنيّة, وعالج الكثير من المشاكل الإجتماعيّة السّائدة في المجتمعات, ونظر إلى العنف والحروب والتطّوّر والبيئة والتّلوث والمادّة والطّمع والتّصحّر... فرسم رؤيته الفنّيّة لكيفيّة ولادة العالم الجديد الذي يتمنّاه, وصيرورة الجنين التّكوينيّة في ظلماته الثّلاث, وتلوّث البيئة بالنّفايات وبقايا الأشياء الصّناعيّة, وعالج في أعماله الفنيّة كيف الإنسان يُمارس طمعه وجشعه في هذه الحياة, ورسم كيد المرأة العصريّة وتهوّرها وعبادة شهواتها وإهتماما بسحرها وجمالها ولهوها وألاعيبها, ولفت العالم إلى الحكومات والدّول الكبرى التي تتعامى وتصمّ آذانها وتُخرس ألسنتها عن الإعتراف بحقوق النّاس, والسّكوت الشّيطاني على ما يجري في أنحاء الكرة الأرضيّة من تقتيل ودمار في أكثر من منطقة وخاصّة في فلسطين والعراق ولبنان, ولم ينس الإهتمام بشؤون النّاس الحياتيّة وكيفيّة عيشها تحت نير الفقر والقهر والظّلم, وأعطى مسألة التّصحّر بعض اهتماماته الفنيّة فجسّد التّصحّر في بعض لوحاته, إلى جانب رؤيته لاجتياح الحجر والإسمنت لكوكب الأرض من خلال التّوسّع في البناء الحديث... هذا وأعطى بعض الإهتمام لقضايا الحبّ برسم بعض اللوحات التي توحي بشفافيّته وقداسته, هذا إلى جانب رسم عدد من مشهديّات تصويريّة خاصّة بالمناسبات الموسميّة ولا سيّما ما يختصّ بالطّفولة, والتي رسم الكثير من الوجوه التي تعكس براءة الأطفال...
    هذا والفنّان التّشكيلي اللبناني فؤاد يوسف دوغان, يحمل إلى جانب خبراته الفنيّة التّشكيليّة, وابداعاته التي جسّدها في جدرانيّات مميّزة ولافتة بأسلوب خاصّ ومدرسة كونيّة خاصّة, يحمل الفنّان دوغان الكثير من الأفكار والرّؤى التي ترسم شخصيته الفكريّة المثقّفة ثقافة عالية, والمكتنزة بالوعي والعرفان والنّضوج والإدراك... فاخترنا من أفكاره وأقواله بعض القبسات التي تعكس مدى رؤاه الفكريّة وقناعاته في مجالات شتى...
    "الله خلق العقل للإنسان ليفكر وجعل له هذا الكون العجيب الواسع ليتلقى العلم والمعرفة, فالحياة فكر ومعرفة, وعن طريق الفكر والمعرفة يستطيع الإنسان الوصول إلى أعلى درجة من الحب والتضحية والعطاء.
    الحب هو بداية الحياة واستمرارها, والكره هو الشّرّ والقتل والموت والفناء, وكل شيء في هذه الحياة يسير بشكل دائري يتحرك يذهب ويعود إلى حيث انطلق... لذلك إذا زرعنا الحب سيعود الينا, وإذا زرعنا الكره والشر سيعود إلينا...
    ليس المهم أن نبدأ في الحب, ولكن المهم أن نعرف كيف نيتمر فيه...
    متى يأتي الموت؟ عندما نتوقف عن الحب والعطاء...
    اللوحة مرآة تعكس الحقيقة ورسالة تعبر عن الواقع بصدق وإيمان...
    الفنّ هو لوحة ألوانها مزيج من الفنّانين...
    الفن كعلم الفضاء, ولكي نتوصّل إلى اكتشاف أفكارنا الفنية ولوحاتنا, علينا أن نبحث عن تلك الكواكب الضّائعة والمفقودة في هذا الكون...
    جمال الفنّ كجمال الألماس, وللحصول عليه لا بد أن نمر في طريق العذاب والصّبر والمشقّة, في العمل المستمر...
    الحياة لذّة وسعادة في البحث والإكتشاف, ومن لا يبحث فهو محروم من هذه اللذة وتلك السّعادة...
    فلسفتي في الحياة كرسّام, إذا لم أبحث عن شيء, لا ألقى شيء...
    الرّسّام هو بحر من الألوان والأفكار والإنفعالات لا ينتهي إلا بعد الموت...
    إلى متى سيبقى الفنّان والرّسام العربي مهملا؟! همّه تأمين رغيفه! والرّكض وراء لقمة العيش... إنّ تطوّر الشّعوب ليس مرتبطا فقط بتأمين الحاجات المادّيّة, وإنّما بالتّطوّر الإنساني والفكري... إنّ بالفكر وحده يستطيع الإنسان تحقيق أحلام الشّعوب...
    فنّ الرّسم هو الإحساس بالأشياء ودراسة صورها وأشكالها, وتحليلها لمعرفتها واكتشاف مضمونها لتصبح معلومة أو فكرة أو قضيّة...
    أنا كرسّام عليّ أن أنظر دائما إلى أعمالي السّابقة حتّى أرى مدى تقدّمي أو تأخّري في عملي, لكن مهما كانت النّتيجة, عليّ أن أعرف جيّدا بأنّ تلك العمال كانت ولم تزل, نافذة بل طريق لعملي الجيّد...
    كلّ عمل فنّي يبدأ من الفكر والخيال, والفنّان بحاجة لأن يكون لديه الموهبة والقدرة على الإبتكاروالإبداع في تجسيد ما يدور في ذهنه من خيال وأفكار, ليوصل إلى المتلقّي النّواحي الجميلة والحسّ الجمالي...
    إختلاف الآراء بين الفنّانين أمر طبيعي, لأنّ خبراتهم وأفكارهم تختلف, بالكمّ والنّوع...
    كثيرا ما نتطلّع إلى الأشياء ونعجب بعظمتها وجمالها بدون أن نحاول فهمها وتحليلها والغوص في أعماقها...
    الفنّان لا يمكن إدراك أعماله أو تقييمها أو الحكم عليها إلاّ بجمهور لديه معايير ناضجة بنفس العقليّة ونفس المستوى الثّقافي...
    إذا أردنا أن نحكم حكما سليما على أي عمل فني كان لا بد أن ندعمه بالعلم والثّقافة والتّدرّب المستمرّ...
    الفنّ ليس له قواعد ثابتة وقوانين, بل هو في تطوّر مستمرّ مع العقل والفكر والمعرفة...
    الفنّان المبتكر هو الذي يدفع الفن نحو التّطور, فيقوم باكتشاف أشياء جديدة مجهولة, ويتلّم من الماضي ويعيد تشكيله بطرق جديدة ومتطوّرة وغير معروفة, تجعل من أعماله ذات طابع خاصّ به وشخصيّة فرديّة ومميّزة...
    الفنّان لا يستطيع أن يصل إلى العمليّة الإبتكاريّة, إلاّ إذا ورث شيئا ممّن سبقوه, وهو لا يبدأ عمله الفنّي من نقطة الصّفر وإنّما من حيث انتهى غيره...
    عمل الفنّان مرآة تظهر مقومات العصر, وتعكس الحاضر والمستقبل...
    الفنّأن يمرّ بعدّة مراحل قبل الوصول إلى العمليّة الإبتكاريّة وأفكاره تكزن غير واضحة, تأخذ في الوضوح تدريجيا عندما يبأ الفنّان بالإنفعال والتأمّل والملاحظة والتّفكير والبحث والإستطلاع"...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    كأني سبق لي المرور بهذه القراءة في أفكار الفنان فؤاد يوسف دوغان ومدرسته الكونية
    ولست ادري ما إذا كانت القراءة هنا تكرر نشرها في قسم آخر ام أنني لم اقم بالتعليق وقتها

    تحيتي لقلمك وهذا الحس الراقي الذي به تتابع إبداعات فنانينا


    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    كثيرا ما نتطلّع إلى الأشياء ونعجب بعظمتها وجمالها بدون أن نحاول فهمها وتحليلها والغوص في أعماقها...

    أخانا حسن.. ليتك أدرجت لوحة تشكيلية تصاحب ما طرحته هنا من أفكار قيمة لهذا الفنان..
    شكرا لفكر يغوص في ثقافة العطاء..

المواضيع المتشابهه

  1. الفنّ الكوني للفنّان فؤاد يوسف دوغان
    بواسطة حسين أحمد سليم في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-02-2011, 11:05 PM
  2. الفنان التشكيلي أشرف زقزوق
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-04-2010, 01:18 PM
  3. الفنان التشكيلي المغربي حسن الشاعر
    بواسطة حليمة إسماعيلي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-06-2009, 01:28 PM
  4. تأمل في لوحة الفنان التشكيلي : فيصل الخديدي
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 16-03-2009, 09:59 PM
  5. الفنان التشكيلي : فيصل الخديدي عضو في ملتقى الواحة
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 14-07-2007, 03:42 PM