إلى واحة العظماء ..
فيْ وَاْحَةَ الشّعْرِ حُبَّاً.. شَدَّنِيْ زَمَنِيْ
وَجَرَّدَ الْقَلْب فِيْهَا.. ثُمَّ جَرَّدَنِيْ
وَسَاْمَرَ الْحَرْفُ قَبْلِيْ كُلَّ ذِيْ شَجَنٍ
وَجَسَّدَ الْحُبُّ بُعْدِيْ.. ثُمَّ عَلَّمَنِيْ
إِنَّ الْأَمَاْنِيْ عَلَىْ رُوْحِيْ مُسَمَّمَةٌ
مَنْ خَاْتَلَ الْوَقْتَ في الأوراقِ سَمَّمَنِيْ !
لِأَنَّهَاْ قَبْلَ طُوْفَاْنِ الرُّؤَىْ عَصَفَتْ
وَغَاْدَرَتْ مُدُنَاً.. كَيْ لَاْ تُوَدِّعَنِيْ
يَاْ وَاْحَةَ الشِّعْرِ مَاْ أَنْ مَسَّنِيْ سَفَرٌ
جَاْءَتْ تَلُوْذُ عَلَىْ الْأَشْوَاقِ فِيْ سُفُنِيْ
غَنَّتْ بِبَحْرِ شَقِيْقِ الرُّوْحَ عَاصِفَةً
عِشْرُوْنَ عَاْمَاً.. عَلَىْ الْأُوْجَاْعِ تَعْزِفُنِي..!!
وَفِيْ الدُّرُوْبِ ثَلَاْثٌ عِشْتُهَاْ كِسَفَاً
وَزَهْرَتِيْ عِشْقُهَاْ فِيْ الْأَرْضِ جَمَّعَنِيْ
أَهْوَاْكِ زَعْزَعَنِيْ يَا زَهْرَتِيْ.. شَجَنٌ
حَتَّىْ إِذَاْ هَلَّ صُبْحَ الْبُعْدَ جَمَّدَنِيْ !
مَاْ إِنْ ذَكَرْتُكِ إِلَّاْ لَاْحَ لِيْ أَرَقَاً..
يَاْ لِيْتَ حُبُّكِ لَمْ يَأْتِيْ لِيُوْقِظَنِيْ!
فَكَيْفَ أَنْظُرُ فِيْ الْأَرْجَاْءِ مُفْتَتِنَاً
تَاْهَ الضَّرِيْحُ لِأَنَّ الشَّوْقَ شَيَّعَنِيْ..!؟.
فِيْ شَهْقَةِ الْعُمْرِ مَفْتُوْنَاً بِقَاْتِلَةٍ
حَتَّىْ مَتَىْ عِشْقُهَاْ نَصْرَاً يُحَقِّقُنِيْ
وَاْرِيْتُ بِالْحُبِّ مَاْءَ الْعَيْنِ مُبْتَسِمَاً
لِكُلِّ مُوْمَسَةٍ عَمْيَاْءَ تَسْكُنُنِيْ
رَكِبْتُ كُلَّ بِحَاْرِ الشِّعْرِ مُبْتَهِلَاً
حَتَّىْ اسْتَجَاْرَتْ بِجُرْحِ الْحَرْفَ ضَمَّدَنِيْ
عِشْرُوْنَ عَاْمَاً مَتَىْ تَدْرِيْ مُسَاْفِرَتِيْ ؟
بِأَنَّهَا كَالْمَدَىْ الْآتِيْ تُخَاْتِلُنِيْ
وَلَمْ تَمُتْ مِثْلَمَاْ مَاْتَ الْهَوَىْ.. زَمَنَاً
يَا زَهْرَتِيْ.. شَهْقَةُ الْمَنْفَىْ تُفَاْرِقُنِيْ
أَنْتِ أَنَاْ.. زَحْمَةُ الْأضْدَاْدِ أَوَّلُنَاَ..
هَيَّاْ بِنَاْ يَاْ وِفَاْقَ الرَّمْلِ نَعْبُرُنِيْ !
مِنْ ذَرْوَةِ الْحُزْنِ ما عادت ملامحنا
لَمْ يَبْقَ لِيْ غَيْرَ أَحْلَاْمِيْ تُغَاْدِرُنِيْ
..
يَاْ وَاْحَةَ الشِّعْرِ لِلُّقْيَاْ.. وَنَحْنُ لَهَاْ !
مَاْذَاْ لَوِ الصُّبْحُ بِيْ بَالشِّعْرِ غَلَّفَهَاْ ؟
يَاْ وَاْحَةَ الشِّعْرَ قَبْلَ الشِّعْرِ بَسْمَلَةٌ
هَيَّ الْحُرُوفُ وَهَذَاْ الشِّعرُ أَرَّقَهَاْ!
فِيْ وَاْحَةَ الشِّعْرِ عِشْقَاً.. جَاْءَ بِيْ أَلَمَاً
فجَسَّدَ الْقَلْب فِيْهَا.. ثُمَّ جَسَّدَهَاْ
سَمِيْرُ هَذَاْ رِهَاْنُ الْحِلْمِ فِيْ سَفَرٍ
مَنْ أَشْعَلَ الْحُلْمَ فِي الْأَعْمَاْقِ رَاْهَنَهَاْ !
سَمِيْرُ هَاْكَ رِهَاْنُ الْأَمْسِ مِنْ مُهَجِيْ
يَمَّمْتُ أَرْجَاْءَ هَذَاْ الْيَوْمَ كُوْكَبَهَاْ
وَوَاْحَةُ الْعِشْقِ وَجْهاً مِنْ زَمَاْنِ الرُّؤَىْ
حَتَّاْمَ تبتدئ الأزمانُ موقِفَهَا !
حَتَّىْ تُسَاْفِرُ بِالْأحلامِ مُعْجِزَةً
أُنْثَىْ تَبُوْحُ.. مَتَىْ الْأَيَّاْمَ تَعْرِفُهَاْ..؟؟
هَذِيْ رِيَاْحُ الْمَدَىْ يَاْ وَاْحَتِيْ لُغَةً
فِيْ شَاْطِئِ الْعُمْرِ وَيْحُ الْبُعْدِ تَرْجَمَهَاْ
عَلَىْ الْقَصِيْدَةِ يَاْ قلبي تشردنا
دَعْها تَصُوْغُ بِنَاْ حُزْنَاً يُشَرِّدُهَاْ
هِيَ الْقَصِيْدَةُ يَاْ مَحْمُوْدُ تَجْمَعُنَاْ
هُيَ الْقَصِيْدَةُ يَاْ عَمَّاْرُ نَجْهَلُهَاْ
لَعَلَّ بَوْحِيْ طَرِيْقَ الْأَمْسِ فِيْ مُدِنٍ
إِنَّ الْعَنَاْءَ ِبهَذَاْ الْبُوْحُ مَوْطِنُهَاْ
وَالْبُوْحُ أَرْقَىْ مِنَ النِّسْيَاْنِ لَوْ عَرَفَتْ
فَأَجْمَلَ الْبَوْحُ مَاْ يَأْتِيْ لِيُشْعِلَهَاْ
"أَذِيْبُ" مَنْ قَاْلَ : أَنَّ الْأُوَّلِيْنَ أَتَوْا
الْأُوَّلونَ مَضَوا.. وَالتيهِ آخِرُهَاْ
مَتَىْ يَفِيْقُ أَمِيْرٌ وَالصَّبَاْحُ لَنَاْ
هَلْ لَاْحَ يَشْعُرُ بَدْرَاً وَهْوَ سَاْكِنُهَاْ
يا واحة الشعر من أجل الهدى أمماً
هَبَّتْ صباحاً إِلَينا لا نظير لها
"والأرضُ رُقعَةُ لعّابٍ، مقسَّمَةٌ
تَغَيّرَ النّاسُ والدّنيا بأجمَعِها"*!*
وما لها بَرِأَتْ والتّبر يحصدنا
وما لنا صَدَحَتْ والشوق يحصدها
بلا لنا خُلِقَتْ.. أشواقنا جَمَعَت
نَحْنُ الْفَنَاْءَ الَّذِيْ يَسْعَىْ خَلِيْفَتَهَاْ .. !
*!* شطرين مختلفين لأبي العلاء المعري