الحب غذاء الروح
تأخذني الهموم بعيدا إلى ما وراء الأحلام , فتطعن سعادتي بسهم الأحزان ، لكن وجودك بلسم شفاء ، جعل مني رضيعا يحبو في أمان ، يحلم بالحنان ، خذيني إلى صدرك ، أرضعيني لبن الوفاء ، وألبسيني ثوب الوقار.
أنت أكثر الناس تعرف صدق الإحساس ، أول خطوة خطوتها بين يديك ، علمتني كيف يكون حب الروح للروح ، فما يلزمني هو صدر يتسع لكل الأخطاء ، وقد وجدته عند من وهبتني الروح ملكاً بلا استثناء .
فأي قلب يعاهدني على تخطي الأهوال ؟..
بدون أي مقارعة أنت لي .. وأنا لك ، حتى ولو كذبت قارئة الفنجان ، وأي كلام دون ذلك وهم فيه استخفاف .
أنت الروح التي أحيا بها ..
أنت الحياة التي منحتني الضياء ..
أنت ..أنت كل شيء .
أتساءل ؟..
أي حب هذا الذي تـَمَـلَّـكَـنا ؟..
أي عشق تبلور فينا ليلبسنا رداء الكمال ؟..
لقد جمعنا القدر ، فمن يفرقنا ؟..
ومن ارتقى سلم الوفاء سما بحبه مدى الحياة ، وترفع عن كل الترهات ، فلا شك ولا ريبة ولا غيرة عجفاء ، إن الحياة قصيرة تحتاج التجرد من الأوهام .
الحب كبير .. ومداه واسع .. وأنت في النفس بارقة أمل وخطوة إيجاب .
حبك لا يوصف ولا تحده أبعاد ، شغل كل المساحات ، . وأيقظ النفس من سكون الأحلام .
في يوم قـُلـْتُ : بأن حرفي شلته الأقدار ، وصاعقات الأهوال ، واليوم بوجودك تعافى وعاد إلى الإبهار ، يرسم معالم الآتي من الأيام بكل إحساس ، والطيف تبدد وظهر البيان ، وكلمة حق أن الحب يولد بدون إنذار ، وحلم الأمس أصبح حقيقة لا تقارن بالأوهام .
قد تتساءلين كيف ذلك ؟.. وأنت َ من لَمْلَمَتْ أوراقه الكثيرات .
فأجيب :
عندما يكون الحب غذاء الروح .. تستوي كل الأبعاد ، إن كانت في ضيق أو سعة فلا لا تثريب على إنسان ، فالحكمة أن لا تأخذنا فتنة الأقوال ، وقد تصل الأمور أحيانا إلى درجة الاتهام . ما من شك أنها تؤلم النفس وتكسر الذات ، وتحطم الآمال .
انفرد بنفسي بعض الوقت أراجع حساباتي أدقق كل الأخطاء ..
فهل تطغى مواربات الأشياء على أجمل إحساس ؟..
لا .. وألف لا ... فالتجاهل وهمٌ استفحل في الذات ، لكن سرعان ما تعود الأمور إلى أفضل حال .
فلا أجد مبررا لصياغة عبارة فيها عتاب ، أو ترهات عابرة انشقت عن الصواب .. الحب مجد الإنسان ، ونبض الحياة في كل الأحوال ، لا تتلاشى حروفه بخطأ مطبعي أو لفظ إملائي خاطئ ، لأنه ليس بالكلام .
الحب باقٍ مهما كانت العثرات ، فهو صياغة حسية وروحية تلملم كل المترديات ، ويبقى الحب سيداً في كل الحالات .
أعي تماما أن الأوهام ومضات لحظية في الظلام لابد أن تتلاشى وتؤول إلى زوال . فمن ملك القلب الكبير ملك الحب الوفير ، وارتقى بتفكيره إلى صفاء النفس ، وسمو الضمير .
ما زلت أنظر إلى ليل السماء ، فأرى صبح وجهك مشرقاً كبدر الضياء ، يمسح عن وجهي كآبة الأيام .
فلنكن أسعد الناس نسطر رواية يتعلم منها الكبار والصغار .
حماة 14/2/2011