تاه عني قلمي
تاه في واد سحيق
تاه في بحر عميق.
ولماذا تاه عني؟
الأني لا أغني؟
الأني حينما أمسكته ُ ..
أعرضتُ عني؟
2
تاه عني قلمي
لم يعد يلهمني لون السماء
لم يعد يخلق في عينيّ أطياف المساء.
لم يعد يغسلني دمع حبيباتي
لم يعد يعرف ماشكل كتاباتي
3
كان لي ياسادتي..
كل يوم لي به ليل وصبحُ
كل يوم لي به يأس ونُجحُ
كل يوم لي به هجر وصلحُ
فلماذا تاه عني؟
الأني حينما أمسكته أعرضتُ عني؟
لم يعد في الأفق نجماً وشهابا.
الأني لم أعد كالأمس أستدعي الربابا؟
وأعبُّ المِزهرَ الغنـَّامَ من قلبي ..
نعيما وعذابا؟
الأني لم أعد أصغي لصوت السيل ِ
لمجرى النهر ِ
لصوت البردِ
لوقع الطل فوق دفاتري الخضر ِ
وأناملي الخضر ِ..؟؟!!
فلماذا تاه عني قلمي؟
الأني غبت ُ عن دنيا سعاد؟
لم تعد ترسلني قلبا مذابا..
لم تعد تقبسني كالأمس..
ألفاظا عِذابا؟
لم يعد في الغيد مايدهشني..
أتـُـرى الشعر الذي أقفل بابه؟
وتراءى خلَّباً برق سحابه؟
فانمحى في داخلي رسم الكتابة؟!
ماالذي أبدله عني؟
إنها تلك العصابة؟!
4
تاه عني قلمي
تاه خوفا واضطرابا
تاه سهواً يا تـُرى..
أم تاه عمداً.. فتغابى؟.
5
تاه عني قلمي
في سراديب الرزايا
في دواليب القضايا
لم أعد أقوى على كتم الخبايا.
6
الأني كلما أقطعتُ من أرضي قصيدي
واكتسى من لونها الزاهي نشيدي
وتقطّعتُ على أسنان حرف شاعرٍ
فانبرى قلبي يحاكي وجه عيدي؟
الأني كلما صدّرتُ من روح اليتامى جُملا
ومن الغيد الصبايا قُبَلا؟؟
ومن الترب خيالات الخزامى..
ومن القدس صهيلا وغماما
ومن السجن صراخاً واستغاثاتٍ طوال..وظلاما؟
ومن الميدان لملمتُ أحاسيسي..
وفجّرت الكلاما؟
الأني صورة البارود شمّاً وانتقاما وخصاما؟
الأني كل هذا تاه عني قلمي؟؟؟!
7
تاه عني قلمي
تاه فيما تهتُ همّا واغترابا وضجر.
تاه من دون اختياري..
هكذا حكم القدر!
قامت الثورات والغاراتُ..
وانكسف القمر.
وانخدعنا عن ظلال الشمس..
فوجئنا بزحف من سقر.
من جحيم الظلم والطغيانِ..
والجشع الذي لايستقر.
من جحيم الأقنعة
والأكاذيب التي لاتنتهي..
والروايات الملفَّقةِ التي لاتنتهي..
واقتناص الحلم من عين الصغير..
واغتصاب الأشرعة.
8
تاه عني قلمي
تاه بحثا عن ظلال ونغم.
عن أناسيٍّ ودم.
وحشاشاتٍ وفم.
تاه بحثا عن عمر
عن صلاح..ومعاذٍ..
وأبي ذرٍّ..وطارق ...
عن زئير الأُسدِ..
عن زفيف الريحِ..
عن صليلٍ..وصهيلٍ..ونجاد.
عن بوارق..
في زمان صار وجه الحرف فيه ِ
باهت ُ اللون كئيب.
أحمق ُ الفكرةِ..
مجدورُ المحيّا..
غائرُ العينين..
مخلوق ٌ عجيب.
لم يجد إلا الصحافة َ منزلا قبرا..
ومركوبا غريب.
لم يجد إلا الصحافة مرتقىً سهلاً
فسمـّوا كل مأفونٍ أديب.
ماتتِ اللغة ُ التي.. خطّتْ على العهد القريب.
وثبة ُ التاريخ من ركن إلى ركن ٍ
ومن فتح إلى فتحٍ..
وثبة التاريخ فوق أنامل القرآنِ..
من صبح لصبحِ.
8
ياأيها النادي الذي لم يبتدي لليوم درسه.
لم يقم بدرٌ على كفيه يوماً ..لاولم تطلع شمسه.
أيقظوا في القلب نبضا واحدا..
أشعلوا في الكون يوما واحدا..
أشعروا الدنيا بأن الشعر حيٌّ لم يمت.
أشعرو الدنيا بأن الشعر نهر ٌ يتدفق.
وغناء يتشقق.
وورود وظلال.
وهدير وجمال.
ونعيم ٌ لايزال.
علــّه يوما يوافي قلمي .