قصيدة "جف القلم يامولاي"
شعر/ حمود عبد الله جبريل
دَعْنِي أَذُوقُ الْوَيلَ أَقْتَاتُ الأَلَمْ
فَعَسَايَ أُطْلِقُ أَنَّتِي دَمْعَاً وَدَمْ
إِيَّاكَ أَنْ تَقْتَاتَ حُزْنِي لَيْسَ لِيْ
زَادٌ أَعِيشُ بِهِ سِوَى زَادُ اْلأَلَمْ
إِيَّاكَ أَنْ تَسْبِيْنِي سُهْدِي فَالدُجَى
لا يَرْتَضِيْكَ أَنِيْسَهُ فَانْعَمْ وَنَمْ
فَأَنَا الْرَفِيْقُ لِكِلِّ بُؤْسٍ سَيِّدِيْ
وَأَنَا سَأَقْرَعُ عَنْكَ سِنِّيْ مِنْ نَدَمْ
إِنِّيْ سَأَحْمِلُ عَنْكَ كُلَّ تَأَوُّهٍ
لِتَعِيْشَ تَغْمُرَكَ الْسَّعَادَةُ دُونَ هَمْ
أَنَا لَسْتُ أَحْيا لِلرَّخَاءِ فَأَنْتَ مَنْ
مَلَكَ الزِّمَامَ أَنَا بَقَايَا مِنْ عَدَمْ
إِنِّيْ خُلِقْتُ لأَكْتَسِيْ ثَوْبَ الْعَرَاْءِ
وَأَحْتَسِيْ جُوعِي وَأَحْلُمُ بِالْوَهَمْ
وَلَكَمْ شَرِبْتُ مِنَ الْسَرَابِ وَمَسَكَنِيْ
هَذَا الْرَّصِيْفُ وَمَرْكَبِي تِلْكَ الْقَدَمْ
وَوَظَيْفَتِيْ بَحْثٌ وَ طُوْلُ تَرَقُّبٍ
عُمْرٌ يَضِيْعُ تَقَاعُدٌ فَالْعَقْدُ تَمْ
صَارَعْتُ دَهْرِيْ وَالْحَوَادِثُ جَمَّةٌ
لَمْ يَنْثَنِ عَزْمِيْ وَدَهْرِي مَا رَحَمْ
يَا سَيِّدِيْ إِيَّاكَ تَسْلُكَ مَسْلَكِيْ
فَتَحُطَّ قَدْرَكَ عِنْدَ رَهْطِكَ وَالْخَدَمْ
إِيَّاكَ أَنْ تَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْثَرَى
فَحِذَاؤُكَ الْبَرَّاقُ مَا لَمَسَ اْلأَدَمْ
أَنَا مَنْ أَنَا ؟ كَي أَحْظَى مِنْكَ بِنَظْرَةٍ
عَنِّي تَعَامَ لا تُعِرْنِي أَيَّ هَمْ
أَنْتَ الْمُبَجَّلُ وَالْعَزِيْزُ وَأَنْتَ مَنْ
سَادَ الْبِلادَ وَأَنْتَ أَطْغَى مَنْ حَكَمْ
أَغْلِقْ بِوَجْهِيْ أَلَفَ بَابٍ وَاحْتَكِرْ
عَرَشَ الْوِلاَيَةِ هَذَا وَاجِبُكَ اْلأَتَمْ
دَعْنِي وَلا تَأْسَ لِحَالِي وَانْشَغِلْ
بِأُمُوْرِ نَفْسِكَ فَهِيَ عَنْ أَمْرِيْ أَهَمْ
وَدَعِ الضَّمِيْرَ فَلا يَغُرَّكَ نُصْحَهُ
وَاغْنَمَ زَمَانَكَ فَالسَّعِيْدُ مَنِ اْغْتَنَمْ
أَنْتَ الْمُخَاطَبُ أَنْ تُؤَسِّسَ ثَرْوَةً
أَنْ تَنْصُبَ الْحُرَّاسَ حَوْلَكَ وَالْحَشَمْ
شَيِّد قُصُورَاً إجْمَعِ الْدُنْيَا وَلا
تَقْنَعْ فَمَا قَدْ فَازَ إِلاَّ مَنْ هَضَمْ
أَنْتَ الْمُخَلَّدُ لَنْ تَمُوْتَ غَدَاً وَلَنْ
تَفْنَى كَمَا فَنِيَتْ جَبَابِرَةُ اْلأُمَمْ
مَا أَنْتَ قَارُوْنٌ وَلا فِرْعَوْنُ لا
مَا أَنْتَ هَامَانٌ وَلَسْتَ أَبَا الْحَكَمْ
أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبِّي مَنْهَجَاً
فَتَرَكْتَهُ وَعَبَدْتَ قَانُونَ اْلأُمَمَ ٔ
أَنْتَ الَّذِي غُفِرَتْ جَمِيعُ ذُنُوْبِهِ
مَا شِئْتَ فَاعْمَلْ لَسْتَ أَوَّلَ مَنْ أَثَمْ
يَوَمَ الْقِيَامَةِ لَنْ تُحَاسَبَ لا وَلَنْ
مِنْكَ الشُّهُودُ عَلَيْكَ تُبْدِي مَا اْنْكَتَمْ
وَسَعِيْرُ لَنْ تَرْضَاكَ رَجُلاً طَاهِرَاً
لَكِنَّهَا مَأَوَى لِمَنْ فِيْنَا ظَلَمْ
رَبَّاهُ هَذَا قَائِدِي أَمَّرْتُهُ
لَكِنَّهُ فِي حُضْنِ أَمْرِيكَا ارْتَجَمْ
أَتُرَاهُ سَوْفَ يَكُفُّ عَنْ طُغْيَانِهِ
وَيَعَودُ لِلشَّرْعِ الْحَكِيمِ لِيُحْتَرَمْ
أَمَلٌ أَعِيشُ بِهِ وَحُلْمٌ قَادَنِي
لِلْبَحْثِ عَنْ فَجْرٍ تُبَادُ بِهِ الْظُّلَمْ
يَا أَيُّهَا الْرَّاعِي تَحُثُّكَ غَفْلَةٌ
وَهَوَى بِنَفْسِكَ أَنْ تُعَمِّرَ مَا اْنْحَطَمْ
فَابْنِ لَنَا صَرْحَ الْعَدَالَةِ شَامِخَاً
حَطِّمْ صُرُوحَ الظُّلْمِ جَدَّ بِنَا الْسَأَمْ
حَرِّكْ يَدَيْكَ وَجُدَّ فِي بَذْلِ الْخُطَا
وَكَفَى وُعُودَاً جَفَّ مَوْلايَ الْقَلَمْ
أسْرَّفْتَ في بْذِلِ اَلوعودِ وَلَمْ تَفِ
وخلقتَ أعذارَ الْنُكُوثِ لِنُتَهمْ
فَارْحَلْ فَإِنَّكَ لَسْتَ أَهْلاً لِلْبَقَا
وَكَفَاكَ مَا أَجْرَيْتَ مِنْ دَمْعٍ وَدَمْ
تَمَّتْ