|
أعذرْ لساني فإن القلبَ يرتجفُ |
( لكنني هاهنا قد جئت أعترف ) |
(فلا يغرّنك ما يبدو علي فما ) |
في عمقه كل شيء عنه يختلفُ |
يـكـابـرُ الـنــاسُ فــــي عــــزٍ وفــــي تــــرفٍ |
( وهم عن العز – إي والله – قد عزفوا ) |
(مثلي همُ في خواء الروح قد غرقوا) |
فلــيــس فــــي الـنـفــس لا عــــزٌ ولا تــــرفُ |
كـأنــمــا الـــقـــدسُ لاتــبــكــي لـمـوجـعـهــا |
لا بل همُ عن نحيب القدس قد أنفوا |
(كأنها من ذرى المريخ قد هبطت ) |
فما عليهم إذا تُــســبـــى وتُـخــتــطــفُ |
( بل إنهم حين ذكر القدس إن ذكرت ) |
( يعنون يافا لمن أقدامَهم رشفوا ) |
شـبـابُــهــم كــغــثــاء الــســيــل مـنـحــصــرٌ |
( لكل شيء سوى الأمجاد قدْ صُرِفوا ) |
(ولا أخصص جيلا دون سابقه ) |
فشـيـبـهــم كــجـــذوع الــنــخــل تــرتــجــفُ |
هــــم نـائــمــون نــهـــارا فـــــي مـنـازلـهــمْ |
(إن قلتُ موتى همُ لا تقبل الجيفُ ) |
(أوســاهـــرون وهــــــذا الــلــيــل يـنـتــصــفُ) |
وما لهم غيرَ إشباع ( الذي ) هدفُ |
(كأنما انعكست قاماتهم فمشوا ) |
( على الرؤوس وأعلى القامة النُّتَفُ ) |
( هنا يثورون تأبى ذا رجولتهم ) |
( فما سوى ذا بقاموس لهم شرف ) |
فمـــــا لــهـــمْ كــتـــفٌ حــتـــى تـسـائـلـهـمْ |
مـــن أيـــن يـــا حـسـرتـاهُ تُــؤكــل الـكـتــفُ |
لا يـعـرفـون ســــوى بــطــنٍ عــلــى مــتــعٍ |
ولا هــمــومَ لـديـهــم غــيـــر مـــــا عــرفـــواْ |
لا وصــــف يـبـلــغ مــــا يُــرجــى بـوصـفـهـمُ |
تَـمَـلّـهــمْ كـلــمــاتُ الــوصـــفِ إن وُصِــفُـــواْ |
(ما في المعاجم خص الناس كلهم ) |
( لكنّها منهم ينتابهاالقرفُ) |
كـــــمْ يـــدّعـــي الـــكـــلّ زورا مـايـنـاسـبــهُ |
ويـفـعـلُ الـعـكــسَ لــكــنْ حــيــن يـنـصــرفُ |
( عفوا ، فهذا الذي قد كان من زمنٍ ) |
( والآن للمنكر المكشوف قد هتفوا ) |
ويَـســمــع الــمـــرءُ أبـيــاتــي ويـحـسـبـنــي |
خيرَ الرجال وإني لستُ أختلفُ |
( بل إننا دونهم ذلاًّ ومنقصةً ) |
( تأرنب الجينُ فينا مثلما النُّطَفُ ) |
( فلترقبي أمّتي جيلا أرانبه ) |
( دون الذي برمج الأعداء لا تقف ) |
( تمضي إلى مسلخ الأعداء لاهيةً ) |
( لها عن الهدْيِ هدْي الله منعطفُ ) |
( أستغفر الله بات الذلّ يسكننا ) |
( كأنه الياءُ نحيا فيه والألفُ ) |
( ربّاهُ هيّئْ لنا من أمرنا رشَداً ) |
( عليه دون سواه نحن نأتلف ) |