زيتونة المشتهى
شعر / عبد الله محمد الشميري
على بابها ذرف الشعراءُ
قصائدهم ,
واحتسوا أكؤساً من حنينٍ
تقاطرَ كالشهدَ من مقلتيها
فأورقتِ الأُغنياتُ
هي القدسُ زنبقةُ العاشقين َ
وأغنيةُ البائسين ْ ..
***
لها المخدع ُ السوسنيُّ
تنامُ على سُررٍ من ضياءٍ
تهدهِدُ أحلامها حُلُماً .. حُلُماً
ثم تمسحُ ماخدشته أناملُ
هذا الغريب على وجنتيها ..
وحين يبوحُ الصباح بأسراره ِ–
تستفيقُ على نغمةٍ تتردد بين حنايا
الفضاءِ
كأنَّ بها صوتَ من رحلوا
كلُّ ماخبَّأته أساريرُهُم والجفونْ
تقولُ العيون :
أرى القدسَ تفتح للشمس شرفتها
هكذا .. لم يساورَها اليأس يومأ
ولا أعشبت في حدائقها الزيزفون ْ
أراها وقد نفضت عن مآذنها الحزنَ ..
تومئُ للفجر أن يتشرَّب
أنفاسها , ويوشِّي سناهُ بتسبيحةِ الصلوات ِ
وترنيمةِ الياسمين ْ
***
سلامٌ عليكَ وقد وطئت قدماكَ
نجومَ المكانِ :
شوارعُ مبتلَّةٌ بالندى , وبيوتٌ
معتَّقةٌ من حريرٍ وماء ..
قصائدُ فوق السماءٍ معلَّقةٌ
كالقناديل ؛
فاهنأ بما لذَّ ,, ماطاب
في بلدةٍ بارك اللهُ زيتونها
كلَّ حينْ
***
لهذي المدينةِ سحرٌ قديمٌ .. جديدٌ
لها كبرياءُ الحجارة ِ بين أكُف ِّ
الصِّغارِ
وزغرودةُ الأمِّ وهي تودِّعُ أبناءَها
الصَّاعدينَ إلى الأُفقِ عند المغيب ِ
سلامٌ على القدسِ _ أمِّ الشهيد _
سلامٌ على طفلها المستميتِ
وأحجارها الهامساتِ المضيئاتِ عند
المساءِ , يحدِّثها النجم عن بشرٍ
هبطوا في ثياب البياضِ
وصلُّوا بها ,
وكأنِّي بهم من عناقيدها
يقطفونَ .. ومن كرمها يأكلون ْ
؛ ففي القدسِ مايشتهي الطيِّبون ..
عبد الله محمد عبد الرزاق الشميري
الأحـد 18 / 4 / 2010 م
5 جمادى الأولى 1431 هـ
تــعــز_ اليمن
يسعدني تلقي ملاحظاتكم القيمة حول هذه القصيدة ..
وشكراً ..