توابعُ العشق أم توابلُه؟
عبد اللطيف السباعي
بأيِّ غُيُومِ الصبْرِ روْضُ الهوى يُسْقَى = وكلُّ الرياحينِ اسْتحالتْ بهِ زُرْقا
تماديْتِ في خَنْقِ البياضِ بمُهْجتي = وأشْرَعْتِ بابًا للسوادِ لكيْ يَبْقى
ورُبَّ سوادٍ ترْفضُ النفسُ لوْنَهُ = ورُبَّ بياضٍ لا يموتُ بها خنْقا
تغارين منْ ظلٍّ يُلاحِقُني ومنْ = نسيمٍ قدِ اسْتشْرى حوَالَيَّ أو رَقَّا
ومنْ نظْرةٍ أرْسَلْتُها ببراءةٍ = إلى حيثُ تخْطو غادةٌ.. لمْ أُرِدْ فِسْقا
تظنِّينَني غِرَّ الشعورِ تُثيرُني = ملامحُ وجْهٍ في مساحيقِهِ يَشْقى
تشُكِّينَ في عِطْرٍ يَضُوعُ بمِعْصَمي = كأنِّي بهِ فُلٌّ بفيْضِ الشذا انْشَقَّا
ألمْ أتطَيَّبْ في الصباحِ بشَهْقةٍ = على شفَتيْكِ اغْتالَتِ النبْضَ والنُّطْقا؟
ونُقْطةِ حِبْرٍ في قميصي حَسِبْتِها = دليلَ اتِّهامٍ أنَّ لي في المدى عِشْقا
تُقَضِّينَ أطْرافَ النهار بمَكْتبي = تَفُضِّينَ أوْراقي.. تَسُومينَها حَرْقا
كأنَّ عناوينَ السطورِ تُدينُني = أنا العاشقَ المشدودَ بالعُرْوةِ الوُثْقى
تشُكِّينَ حتى في الكلامِ ولغْوِهِ = ألا رُبَّ شكٍّ صارَ منْ غَيِّهِ حُمْقا
حُروفُ امْتلاكي في يديكِ صُكوكُها = أعَلَّقْتِها في جيدِ قافِيَتي طوْقا؟
جموحُكِ في عُرْفِ الهوى يستفزُّني = كما يسْتفزُّ الرعدُ في أفْقنا البَرْقا
عصافيرُ هذا القلبِ يَفْنَيْنَ لوعةً = لديْكِ.. ألا رفْقًا بهِنَّ.. ألا رفْقا!
توَغَّلْتِ في قلبي.. فَجُوسِي خلالَهُ = فلنْ تَجِدي أصْفى منَ الحبِّ أوْ أنْقى
وما بيننا يا زهرةَ الربَوَاتِ لا = نُسِفُّ بهِ إلا على سُلَّمٍ يَرْقى
صدى العشقِ في فَجِّ الأنا مثْلُ صوْتِهِ = ورُؤياهُ كاسْتِشْرافِهِ.. لا أرى فرْقا
آيت اورير – المغرب
07/10/2014