|
صليني فقد جل المصاب وأسرعي |
وداوي بوصل جرح شاك ومولع |
صليني وكفي عن عتابي إنما |
كفاني مصابي عن ملامك فاشفعي |
فإما وصال خفف الوطء إن أتى |
وإما بلاء خير شره مصرعي |
أرى محنتي في العالمين غريبة |
ومن دونها شر البلى والتوقع |
وصال من الأعدا وهجر من الألى |
حببت لعمري ذاك أفضع مبضع |
ولست أبالي بالعدو وإنما |
بلاء المرجى للوصال مقطعي |
وإني لذو حزم وصاحب همة |
وصبر ولكن اصطباري موجعي |
على حين يكسى بالمهابة صابر |
ترى ناجزي حين التصبر مقذعي |
عداتي وأهلي لست اعلم منهمُ |
خليلي ومن يسعى لحتفي ومصرعي |
وعلمي بهم-لو يصدق الظن- أنهم |
عطوف يغالي أو عدو فيدعي |
وكل عذولي في الذي أنا صانع |
وكلي أبي ثابت قيد موضعي |
إذا ما نظمت الشعر قال عواذلي |
تمالك، لقد يممت أخبث مهيع |
يقولون جدد ما تقول فإنما |
مضى زمن التقليد والرجع فارجع |
ففي الشعر حر لا يدين بقالب |
ولا يرتضي قيدا، هنالك فارتع |
وفي القول سهل لا يشان وطيع |
ففي ذاك طاب القول خلي فأسمع |
دع الأصل وانظم في الجديد لترتقي |
ورب جديد جاوز الأصل فاتبع |
أيا ناصحي المدعي رفع همتي |
وشعري خسيت اليوم من متظلع |
أتبغي لحاقي يا أذل وترتجي |
بركب العدى والأرذلين بأجمعي |
أشعري وإبداعي وقولي ومهجتي |
وقلبي لأهواء العدو وأخدعي؟ |
أأرضى بذل والإله أعزني |
وأضغى وربي بالإباء ممتعي؟ |
فلا والذي قد سبح الخلق باسمه |
فما لي بمخدوع ولا متصنع |
فشعري ونثري لا اريد به هوى |
وما ابتغي لغوا ولست بمدع |
وما يرتجى قول لخير إن أتى |
من الحزم عريانا بأخبث منبع |
وإني لخلو إن جنحت إلى العدى |
وصيرت خلفي أمتي من تطبع |
وإني لرب الهون إن كنت خاليا |
من العز والإسلام أسلم مرجع |
أقلوا علي اللوم، لست بمذنب |
وليس الذي يرجو العلا بمجذع |
فلا كان شعر أجوف اللب يرتجي |
بنوه اعتلاء دون نبع ومهيع |
ولا كان شعر أجدب الوقع أجرب |
لئيم بلا قصد ونفع ومرتع |
فما الشعر إلا ما فطنت لوقعه |
ونظم بديع من خواطر مبدع |
وما الشعر إلا أن تباح سرائر |
ويعلم إحساس ويطرب من يعي |
وما الشعر إلا نظم عقد فيشتهى |
ووقع بيان آسر متمنع |
فذاكم وإلا فالذين تظلعوا |
ترجوا علا حقدا على المتضلع |
أيا عاذلي في الشعر أطلب غرسه |
لشتان ما ترجو وتخفي وتدعي |
طليقا عذولي من وصالي فانصرف |
ذليلا طريدا لا أويت بموضع |
فإني لمن قوم أباة أعزة |
وإني لمن أهل كرام ومنبع |
وإني ارتضعت العز والحزم والعلا |
صغيرا فما أضغى ولست بطيع |
إباء نظمنا الشعر عزا وهمة |
عطاء من المولى بغير تصنع |
فمن يصطنع شعرا فليس تكلفا |
قصيدي ومن يكفف فلست بمقلع |
وإني لماض في السبيل فمن يشأ |
إباء، ومن شاء المذلة يركع |
إليكم دعاة الذل عني فطالق |
نداكم طلاقا غير ذي مترجع |
وإني إلى قوم سواكم لراحل |
فشقي ثيابا يا أميمة واجزعي |
وصكي ونادي بالثبور وولولي |
فإني اصم القلب عن متوجع |
وعيني عمت عنكم فلست بمبصر |
ذليلا وقلبي مقفل لم يقرع |
وإني على درب الأوائل سائر |
فمن شاء فليثبت ومن شاء يمصع |
ومن شاء فليرجع إلى الأصل راشدا |
كريما ومن شاء المذلة يقطع |
ومن شاء فليعم البصيرة عن هدى |
ضلالا وتضليلا ومن شاء فليعي |
فلي دونكم أهلون أسمع همسهم |
فيلقى فؤادي ما أحب وأخدعي |
فإما يقولوا كان قولهم الهدى |
سليما من الفحشاء شدوا لمسمع |
هم الأهل فليفخر بذلك معشر |
إذا فاخرت بالغرب زمرة خلع |
حماة اللوا أهلي وناسي ومعشري |
فقلبي لهم والروح ما لم تنزع |
بنوا أمتي أهل الإباء ومن على |
خطاهم مضى عزا بغير تسرع |
أأهلي حميتم للكرامة معشرا |
فدوموا لها أسدا بغير تضعضع |
لأنتم حماة الدين والدين مرهق |
ولكن رب الحزم غير مضيع |
وأنتم حماة الورد والورد مشتك |
تكاثر من يعثو وقلة من يعي |
يناديكم القرآن والعز فاسمعوا |
كدأب مضى منكم بغير تمنع |
وذي لغة القرآن ينهش لحمها |
عدو سليط ناقم لم يقَلع |
حثيثا ليجتث الأصول وأهلها |
نيام عن الذوذ استعاضوا بمضجع |
إذا ما تمادى في الضغينة والبلى |
تمادوا ولاذوا بالمذل المجرع |
أذلاء إن يلقوا عدوا تقاعسوا |
أشداء في لقيا الأخ المتمنع |
كساة كماة حين يلقون أهلهم |
عراة نعام حين لقيا المقرع |
فلولا رجال سنة الله نهجهم |
ولولا أباة ضاع أسلم مرتع |
أيا لغة القرآن إن قناتنا |
تأبت فما لانت لباغ مُركع |
إذا لان عن نصر بنوك فإننا |
على العهد نمضي فاسلمي وتربعي |
فما كل مولود يبر بأمه |
وما كل نجل للجسور بأشجع |
وإنا سنبقى ما حيينا أعزة |
نطاعن من يبغي ونسعى لترفعي |
سنبقى حماة ما حيينا فإن نمت |
فللبيت رب لا يضيع فتمنعي |
سنحميك من بأس العدو ومن طغى |
ومن كل ضاغ مقنع الرأس مهطع |
فداء لك الألباب والنفس والشرى |
فدومي لنا وارقي وعيشي لتسمعي |
فإن سني الظلم مهما تطاولت |
لها منتهى تهوي لديه لمصرع |
وجولة أهل الحق لا بد يومها |
وإن طال ليل الظلم آت لمرجع |
وقد آن للحق استعادة مجده |
وقد آن للظلم الخضوع لمبضع |
ومهما يطل ليل الظلام سينتهي |
ويسفر صبح النصر غير مبرقع |
أيا أمتي يكفي سباتك فانهضي |
وعودي لمجد قائم السوق مشرع |
أميطي عن الوجه القناع فقد غدا |
من البؤس أسمالا وقومي فأجمعي |
وهبي لتعلو راية الحق في الثرى |
ويعلو لواء المجد أشرف موضع |
أفيقي فما ثوب الهزيمة لبسكم |
وما ينبغي للحور لبس المرقع |
وما المجد إلا بالرجال فإن يكن |
كماة له يأتي بعزم ومفزع |
وفينا كماة في النوال وأنفس |
إلى العز تاقت تفتديك لترفعي |
ولكن بعض الأهل ذل توافه |
رعاع واقزام دعاة التضعضع |
إلى الغرب أيديهم تمد وترتج |
وصالا وتحنانا وتوحيد مجمع |
دعاة بلا عقل يرجون خصمهم |
لبئس يد المولى لأخبث مضجع |
عدو يرى ما لا يرون ويبتغي |
خرابا وتفريقا وسوء تجمع |
عدوي ، سنعلوا في الأنام وإننا |
أباة إذا ثرنا على المتسكع |
سنرقى ونعلوا في الأنام ونعتلي |
ذرى المجد وليخسأ دعاة التطبع |
سنحيا ويلقى من يطبع حتفه |
ونبقى و يمحى كل باغ مركع |
فإن لم يكن ذا اليوم يوم خلاصنا |
ففي الغد تبشير ووعد بمرتع |