اسم الكتاب محمد المثل الأعلى
اسم المؤلف: توماس كارليل
اسم المترجم: محمود البحيري
هذا الكتاب عبارة عن رسالة أراد صاحبها – وهو نصراني من أبرز شخصيات القرن التاسع عشر – وأعظم فلاسفة الانجليز قاطبة أن يحق بها حقا ويبطل باطلا . فلقد هاله ما تعرضت له شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم من تجن وظلم فبحث وتقصى حتى أدرك جوانب العظمة ومواطن التقدير والإبهار في ذلك الذي “أدبه ربه فأحسن تأديبه” فعرض لها في موضوعية وحيدة جديرتان بالتقدير.
ولكن المؤلف إن كنا لا نبخسه حقه من الثناء على روعة فكرة وصفاء ذهنه وروحه وشجاعته وصدق مقصده- قد وقع في بعض الأخطاء في تقييم الحقيقة الإسلامية ، إذ نزع في بعض فهمه إلى ما أشاعه بعض المستشرقين ومؤرخي الغرب المغرضين من دس لبعض جوانب عظمة الإسلام ن فقد غابت عنه جوانب أعظم .. لو علمها لكان بما لمسناه فيه من روح الإنصاف وإحقاق الحق من كبار دعاة المسلمين.
عنوان هذا الكتاب بالإنجليزية: (Heroes and hero-worship). وترجمتها: “البطولة وعبادة الأبطال”.
وضعه الكاتب الأشهر، والفيلسوف الأكبر، توماس كارليل، وعرَبه محمد السباعي. ويحتوى على خمس محاضرات، ألقاها الكاتب على بني قومه، هي:
- المحاضرة الأولى: البطل في صورة إله.
- المحاضرة الثانية: البطل في صورة رسول: محمد- الإسلام.
- المحاضرة الثالثة: البطل في صورة شاعر: دانتي- شكسبير.
ونقتصر في طبعتنا هذه على المحاضرة الثانية، التي ألقاها الكاتب بتاريخ (8 مايو، سنة 1840م)
وقد. آثرنا إصدار هذه المحاضرة مفردة في كتيب يحمل اسم “محمد المثل الأعلى”.
وأهمية ما كتبه توماس كارليل منذ هذا الوقت البعيد، تكمن في تجرده وموضوعيته الواضحة في مؤلفه، وغيرته على الحقيقة التاريخية، ورفضاً للأحكام السابقة والمتحيزة، وفى دراسته لسيرة الرسول “صلى الله عليه وسلم” وللفترة المرافقة لنزول الوحي، وبدء الدعوة الإسلامية. ورده على تهجمات بعض الغربيين على الإسلام ونبيه، وهم الذين طالما ألصقوا التهم الباطلة برسول الله “صلى الله عليه وسلم”، وبالدين الحنيف.
ويؤمن فيلسوف الغرب كارلايل بأهمية الدين في حياة البشر، ودوره الكبير في تشكيل تاريخهم. فما التاريخ إلا تاريخ الأفكار التي صاغت حياة الناس. وإن تاريخ البشر هو تاريخ عظماء الرجال الذين صاغوه، وتاريخ الأفكار التي بثوها في الناس.