الى..
المرأة المُحتلّة
مصطفى حسين السنجاري
يا امْرَأَةً .. احْتَلَّتْني
مِنْ قَدَمي حَتّى الرّاسْ
يا امْرَأَةً ..اقتطفتني
ثمراً مِنْ شجر النّاسْ
أَخَذَتْني مِنْ أَصْحابي
أَخَذَتْني مِنْ أَتْرابي
وَاحْتَلَّتْني جَسَداً وَمَعينَ حَواسْ
يا امْرَأَةً ..احْتَلَّتْني
وَطَنا ، يَرْفُلُ تَحْتَ نَداها
يا امْرَأَةً ..احْتَلَّتْني
شَعْباً ، يَتَغَنّى بِهَواها
لا تَهْدَأُ لي مُهْجَةْ
لا أشْعُرُ بِالبَهْجَةْ
إلاّ حِيْنَ أَراها
لا يَدْعُوْكِ الحُبُّ لِتَفْتِيْشِ جُيُوْبي،
أَوْ زَرْعِ عُيُوْنٍ بِدُروبي،
أَوْ تَفْسِيْرِ كَلاميْ،وَشُحوْبي،
وَنُفُوْريْ وَهُرُوْبيْ
مِنكِ عَلى نَحْوٍ مَقْلوبِ
أَوْ تَنْتَفِضي كَالطَّرَفِ المَغْلوْبِ
وَثِقِيْ إنْ كانَ هُناكَ عُيُوْبٌ
فَتَوَخَّيْ فِيْكِ عُيُوْبيْ
قَلْبيْ لا يَحْتاجُ إلى قَفَصٍ
أَوْ زِنْزانَةْ
كَيْ لا يَعْشَقَ غَيْرَكِ إنْسانَةْ
أَقْصى ما يَكْرَهُهُ يا سَيِّدَتي
الرَّجُلُ
امْرَأَةً سَجّانةْ
يا نَرْجِسَ أَيّامي
يا زُبْـــــدَةَ أحْلامي
إنّيْ مَأْخُوْذٌ بِجَمالِكِ..هذا المَتَراميْ
أَنِرِيْ كُلَّ مَصابِيْحيْ
وَخُذِيْ كُلَّ مَفاتِيْحيْ
وَعَلى ظَهْرِكِ ناميْ
بِأمانٍ وسَلامِ
لا الغِيْرَةُ تَنْفَعْ
لا العِشْرَةُ تَشْفَعْ
لكِنْ
لَوْ كانَ البَحْرُ بِكَفّيْ
وَثِقِيْ هذا يَكْفيْ
لَنْ أَلْعَبَ في مُسْتَنْقَعْ
كُوْني أجْمَلَ .. أَشْهى مِنْ أَمْسْ
كُوْنيْ أَعْذَبَ .. أَبْهى مِنْ أَمْسْ
وَخُذِيْني بِالحُضْنِ خُذِيْني
كَيْ لا يُغْرِيْني دِفءُ الشَّمْسْ
غايَةُ ما يَتَمَنّاهُ
أَقْصى ما يَتَشَهّاهُ
رَجُلٌ..أَنْ تُصْبِحَ
كُلُّ لَيالِيْه لَيْلَةَ عُرْسْ
يا نِصْفيْ الأوَّلُ يا رُوحي
رِفْقاً بِالنِّصْفِ المُتَهالِكْ
لي فِيْكِ حُقوقٌ صارِخةٌ
فَمَتى تَلْتَفِتينَ لِذلِكْ
كُوْنيْ شَمْساً
كُوني قًمَراً
لِنَهاري واللّيلِ الحالِكْ
وَتَعالَيْ لا تَخْشَيْ شَيْئاً
ما دُمْنا في الدَّرْبِ السّالِكْ
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((