|
عد بي سريعاً إلى التاريخ والكتُبِ |
علّي أفرِّج ما في النفس من كُرَبِ |
أو أسـتعيدُ مع الأيـام تذكـرةً |
تُحيي القلوب بمجدٍ كان من حِقَبِ |
أو أستريحُ بها من حاضرٍ تعِسٍ |
أضحت ْبـه أمتي نهبـاً لمُنتهِبِ |
شتانَ ما بين ماضيها وحاضرها |
كانت سماءَ الورى واليوم في العقِبِ |
عذراً "حبيبُ " فإني لا أرى أحداً |
كمثل معتصم في ساحة الغضبِ |
يقـود أمتَـه للعـزّ، منتصراً |
وينقذ الشعبَ من ضُرٍّ ومن وصبِ |
ولا أرى قائداً يهوى الجهاد ولا |
ألقى لهـا بطلاً في جيشه اللجبِ |
لكنني والضنى يجتـاحني ألمـاً |
أرى دمىً مثّلَتْ في مسرح العجبِ |
يحكون صولةَ أرباب الحمى وهُمُ |
سـلمٌ لأعدائنا ، حربٌ على العربِ |
قـد عوّدونا وعودَ الزّيف مفعمةً |
فاقـوا مسـيلِمَةً في كثـرة الكذبِ |
في كل يوم ترى جمعاً ومؤتمراً |
يتلـوه ناطقُهـمْ بالقـول والخُطبِ |
والكلُّ يعرفُهمْ أذنابَ من سكنوا |
" واشنطناً " فهمُ من أطوع الخشبِ |
إن قيل " هيّا " أتوها راكعين لها |
أو قيل "هيّا" مضَوا للأمر في أدبِ |
عنوانهم:أخلصوا للغرب في دأَبٍ |
وأرغموا شعبَكم بالقهر والغصَبِ |
فالغرب بوّأهم أعنـاق أمتهـم |
كي يحكموهـا بلسع النار واللهبِ |
زلّـوا بمستنقع للخزيِ ، فائحةٍ |
منه الخيانةُ، لا تخفى على النُّجُبِ |
ظنّوا سَفاهاً عيـونَ الحقّ غافلةً |
والحقُّ يرقُب ما يبغون عن كثّـبِ |
ــــ |
ــــ |
واعجب لكل ضعيف الرأي منتفخٍ |
قدعاش في وهمه فرعونَ في عَصَبِ |
لا يرعوي من مصير سوف يدركه |
إذ لا يدوم الصفـا للظلم والرهَـبِ |
في كل يوم يرى الثوراتِ آخذةً |
حقوقَها من دعِيِّ الأصل والحسَبِ |
تُلقـي به مِزَقـاً شوهـاءَ مُنبئَةً |
عما يمور بهـا من غيظها الحَرِبِ |
لكنّ مَن عدّنا في القوم أبخسهُمْ |
وعـدّ معـدِنَه من خالص الذهب |
وبـاع أمتَـه غَبنـا لشرذمـةٍ |
وصار عوناً لها في الشر والعتبِ |
لا يستبين هـدى الأنوار ساطعةً |
وهل يُسيغُ جلالَ النور كلُّ غبي؟ |
وسوف يحيـا ضليلاً ثم يعقًـبُه |
خسـفٌ يزُجُّ به في عالـم النُّوَبِ |
لا راحمٌ بعد ذا في الأرض يرحمه |
ولا أنيسَ لـه يحميـه من عطبِ |
ــــ |
ــــ |
نهاية الخائـن المرذول واضحةٌ |
سرابُ مجدٍ تداعى دونما صَخَبِ |