سامحَ اللهُ الهوى
ليتَ قلبي في هواها ما هوى
أو هواها كانَ حُلماً فانطوى
لتَهُ لمَّا رآها أقبلتْ
غلَّقَ الأبوابَ عنها وانزوى
***
أنشدتْ يا ليتَها ما هيَّجتْ
كامِنَ الأشواقِ أو دمعَ الجوى
وارتمتْ في صدرِهِ يا ليتَهُ
كانَ صخراً أو حديداً ما التوى
ليتَهُ لمْ يرتشفْ من ثغرِها
قطرةً ، أو لمْ يذُقْ طعمَ الهوى
ويلَهُ لمْ تُسقِهِ غيرَ الظما
يحتسي الكاساتِ عِشقاً ما ارتوى
كلَّما حدثتُهُ عن توبةٍ
قالَ لي: ما ضلَّ حُبِّي أو غوى
***
عاشَ كالرهبانِ في محرابِها
زاهداً يرقى ، ويرعى ما حوى
يا لَهُ من مخلصٍ ما رابَهُ
أنْ يرى طيشَ الهوى رشداً ثوى
كافأتْ بالهجر قلبي توبةً
أترعت كاساتُها دربَ النَّوى
أشعلتْ في القلبِ ناراً كلَّما
قلتُ يُطفيها المدى زادتْ قُوَى
تنطوي الأيامُ لا غيثٌ همى
أو رمادُ القلبِ من عِشقٍ خوى
طيفُها كالبدرِ يلهو ضاحكاً
في سما الذكرى على القلبِ استوى
***
يا لقلبي الصَّبِّ كمْ من ليلةٍ
عانقَ الأشواقَ بالبُعدِ اكتوى
باتَ يهذي نازفاً يشدو لها
(يا حبيبي سامحَ اللهُ الهوى)
ليتَها رقتْ وجادتْ بالدوا
رشفةً تشفي بها صبَّاً ذوى
أهِ من قلبي ومنها في الهوى
لا نوتْ وصلاً ، ولا هجراً نوى
***
شعر:ياسين عبدالعزيز