بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتاد العرب هجاء البخلاء ومدح الكرماء ، حيث كان الكرم قيمة عالية وضرورة تقتضيها طبيعة حياة العرب وما فيها من ترحال دائم قد يحوج المسافر في الفلاة أن يحل ضيفا على غيره إذا نفد زاده .
ولكن هناك من امتنع عن ذم البخلاء وهجائهم ويبين أسباب ذلك . يقول :
ولست بهاجٍ في القٍرى أهل منزل *** على زادهم أَبكي وأُبكي البواكيا
فإما كرام موسرون لقيتهــــــــــم *** فحسبي من( ذو)عندهم ما كفانيا
وإما كرام معسرون عذرتهــــــــم *** وإما لئــــــــــــــام فادخرت حيائيا
وعرضي أبقى ما ادخرت ذخيرة *** وبطني َ أطويـــــــــــه كطيّ ردائيا
القِرى بكسر القاف : ما يقدم للضيف من طعام وشراب
فائدة لغوية :
كلمة ( ذو ) في البيت الثاني ليست هي التي من الأسماء الخمسة
( أو الستة )
وإلا لوجب جرها حيث سبقها حرف الجر ( من ) فتصبح ( ذي ) . ولكنها تسمى ( ذو ) الطائية ، أي في لغة قبيلة ( طئِّ) التي ينتسب إليها حاتم الطائي . وهي اسم موصول بمعنى الذي وتلزم صورة واحدة