لم يكن أصحابه قادرين على فهمِ طبيعةِ ما يجري معه فكيف لرجلٍ قد سكن الوجعُ في قلبه والدمعُ في
عينه والهمُ في صدره جراءَ مُصيبةٍ قد عصفت رياحُها الهوجاء بسفينة حياته الآمنة المُستقرة أن يُطلق
من حينٍ لآخر رشقاتٍ من الضحكاتِ الطويلة على مواقف بسيطةٍ لا تستدعي بطبيعة حدوثها الضحكَ
أو الابتسام رغم أنهم لم يعهدوا به من قبل لوثاتٍ من الهيستريا أو نوباتٍ من الجنون كما أنهم قد شهدوا له
برجاحةِ العقلِ و سلامةِ السليقة وحُسن الطباع وطيب المعشر وذات يومٍ سمع طرفاً من حديثهم
عن حالته الداعية إلى التعجبِ والاستغراب فآثر أن لا يقاطع جلستهم و انتظر أن يدلو كل واحد منهم
بدلوه حتى إذا ما فرغ الجميع من الحديث دخل عليهم بابتسامةٍ قد ارتسمت ملامحها المُضطربة على
وجهه وقال لهم : كما أن للموتُ سكراته فإن للحُزنِ سكراتٌ تختلف هيئتها من شخصٍ لآخر
و تلك الضحكات التي أطلقها والابتساماتِ التي أرسمها من حينٍ الآخر
ما هي إلا سكرات......... حزني ؟؟!!
هذا وما الفضل إلا من الرحمن
بقلم..........ياسر ميمو