|
هَلْ يَنفَعُ الشّعرُ وَجْدَ الصَّبِّ إنْ قَرَضَا |
أوْ يُسعِفُ الحَرفُ قَلبًا صَبرُهُ انْقَرَضَا |
أوْدَعتُ نَبضِيَ كَفَّيْ حَارِسٍ فَطِنٍ |
لِيَكشِفَ السَّترَ عَنْ أمرٍ بِهِ غَمُضَا |
فَعَادَ بالسِّرِّ مُلتَاعًا يُقَرِّعُني |
رَضَّ الصُّمودَ وَزَعمِي قَادِرًا دَحَضَا |
وَلامَ حَتَّى رَأَيتُ المَوْتَ أُمنِيَتي |
وَعَابَ مَا بي وَعَنْ نَفسِي الرّضَا رَحَضَا |
يَقُولُ وَالقَولُ لَو يَدرِي الحَيَاءَ بَكَى |
عَلَيَّ مِنْ وَهَنٍ قَد سَامَني هَضَضَا |
أَنَبضُ رَبِّ إباءٍ نَالَهُ حَزَنٌ |
أمْ قَلبُ حُرٍّ عَلى قَهرِ الهَوانِ غَضَا |
كُنْتَ المُقَدَّمَ في الفُرسَانِ سَيِّدَهُمْ |
وَمُهرُ عَزمِكَ خَيلَ السَّابِقِينَ نَضَا |
فَبِتَّ رَهْنَ خَيَالٍ سَادِرًا خَمَدَتْ |
أَنوَارُ شَمسِكَ مُذْ بَرقُ المُنَى وَمَضَا |
وَهَاضَكَ النَّأيُ بَعْدَ اللأْيِ فامْتَثَلَتْ |
لهَيْضَةِ الوَجدِ مِنكَ الرُّوحُ لا مَرَضَا |
نَحَلْتَ حَتّى عِظَامُ الصَّدرِ ناشِزَةٌ |
وَالجِذْعُ مَالَ وَخَلّاكَ الضّنَى حَرَضَا |
تَقُولُ يَهْمِي بِوَهْمِي الدّمعُ، مُعتَرِفَا |
ذَابَ الفُؤَادُ وَجَفنُ الرّحمَةِ اغتَمَضَا |
هَلْ كَانَ عَابَكَ أَن حَزَّت سُنونُكَ فِي |
شَبَابِ وَجْهِكَ آثَارَ الخُطى فُرَضَا |
أَوْ كَانَ عَابَكَ تَارِيخٌ تَجَارِبُهُ |
أَوْ كَانَ عَابَكَ شَيْبُ الرَّأسِ يَوْمَ أَضَا |
أَمْ جَازَكَ الفَتحُ يَجرِي عَنكَ سَائِغُهُ |
فَعِشتَهَا قَانِعًا بِالرَّأسِ مُنخَفِضَا |
وَجَادَكَ البَوْحُ -لا تَثْرِيبَ- فَانْفَجَرَتْ |
فُيُوضُ نَزْفِكَ تحَكِي جُرْحَهَا مَضَضَا |
أَمِنْ وِدَادٍ لِخِلٍّ إِنْ تَرِقَّ لَهُ |
أَمَضَّ، أَرْمَضَ، رَدَّ الوُدَّ وَامْتَعَضَا |
هُوَ الغَرَامُ حُرُوفُ الآهِ تُشْعِلُنَا |
وَتُعلِنُ القَلبَ فِي نَجوَاهُ نَارَ غَضَى |
بَوْحٌ وَفَضْحُ هَوَانٍ فِي الهَوَى، نَزَقٌ |
وَلا تُؤَمِّلُ بَعدَ البَوْحِ طَيفَ رِضَا |
وَذِي الغَوَانِي إِذَا مَا صِرْتَ مُلْكَ يَدٍ |
غَدَوْتَ فِي هَامِشِ الأَمْلاكِ مُفْتَرَضَا |
فَعَوِّدِ القَلْبَ أنْ يَحيا، فَإِنْ عَزَفَتْ |
عَنْهُ الحَبِيبَةُ لا أَقْعَى وَلا انْقَبَضَا |
إِنْ أَقْبَلَتْ فَتَرَنَّمْ بِالهَوَى جَذِلًا |
وَإِنْ نَأَتْ فَخِضَابٌ كَانَ ثُمَّ نَضَا |
لا يَلْزَمُ القَاعَ عِشقًا شَامِخٌ أَنِفٌ |
فَإِنْ أُصِيبَ بِسَهمٍ مُوقِعٍ نَهَضَا |
وَإِنْ تَلَوَّعَ حُبًّا لَم يَهُنْ، وَإذَا |
مَا الخِلُّ أَعْرَضَ آسَى نَبْضَهُ وَمَضَى |
وَلا تَظُنَّنَّ سَلوَى مُدْنَفٍ تَرَفًا |
وَلا تَظُنَّنَ أَنْ عَهدَ الهَوَى نَقَضَا |
لا يَسْتَقِيمُ غَرَامٌ بَيْنَ جَائِرَةٍ |
تَقْسُو وَصَبٍّ إذَا مَا أَعْرَضَتْ قُبِضَا |
يَفِيضُ نَزْفًا بِحَرفٍ عَاتِبٍ، فَإذَا |
لاحَتْ وَأَزمَعَ قَولًا عِندَهَا جَرَضَا |
وَغَابَ فِي الهُونِ مَرسُونًا بِحَبلِ جَوًى |
وَأَسلَمَ الرُّوحَ إِذعَانًا لهَا، وَقَضَى |
قُلْ للمتَيَّمِ وَالأَوجَاعُ تَنقُلُهُ |
كَالرِّيحِ تَنقُلُ فِي تجوَالِها القَضَضَا |
ذِي لَوْعَةُ القَلبِ حِينَ الوَجدُ يَهدُرُهُ |
سَحَابُهُ الخَالُ مَهمَا خَاشِعًا نَبَضَا |
وَتُضمِرُ النَّفسُ ظُلمًا حِينَ يَطلُبُهَا |
وَيُضمِرُ العَدلُ جَوْرًا إِنْ هُوَ اعتَرَضَا |