تم عقد المرافعة
فى تمام الساعة الرابعة .
وكانت هى وَاقفة .
وسط الجميع كنجمُة ساطعة .
وقام الحاجب يُعلنها
محكمــــــــــة
فترقب الجميع بـدء تلكـ الملحمة .
نادها القاضى تقدمى ايتها المُتيمة .
واخبرينى ما شكوتكـ ؟
تقدمت فى انحناء .
وقالت سيدى القاضى لدى عندكـ رجاء .
كان حبى اليه بحجم الأرض والسماء .
اعطيته قلبى فبادلنى الهجر والشقاء .
تـواعدنا الا نفترق مهما كانت الخطوب .
ومهما لاحقتنا كالغيث الكروب .
واخبرنى انى سيدة لكـل النساء .
ومرت الايام
لتثبت لى ان وعوده كلهـا اوهام .
وبأن الغدر لن ينجب حب ووئام .
اردت ان اقاطعها .
فصرخ القاضى امتنع عن الكلام .
دعها تفيض بكل ما تحمله من آلام .
وآصلى ايتها الفتاة .
فبدأت فى الانحدار الدموع .
وقالت علاقاته فاقت الحدود .
المسموح به والممنوع .
ولكنى يا سيدى القاضى .
لا اريد له ان يتذوق قسوة القيود .
فلقد اوصلنى بجرمه الى طريق مسدود .
واصابنىٍ بعقدة ازلية .
لا تمحوها مرور الاف العقود .
فلكَـ الحكم يا سيدى القاضى .
ولقد افرغت امرى الى الرب المعبود .
انصرفت من على المنصة وازدادت فالكباء .
ومن بعدها دعانى القاضى .
فتقدمت وفوق ظهرى جبل من البلاء .
وغابت عن عينىٍ كل صور الضياء .
فجمعت ما لدى من قوة .
ورددت ورد الدعاء .
قلت له اعترف بأنى اقترفت كل الوان الغباء .
فكانت بحضرتى اجمل النساء .
فهجرتها وزعمت بأنى أؤدى طقوس الذكاء .
ابحـرت سفن الهوى فى كل ارجاء الكون .
واكتشفتُ كل اسرار العيون .
وعرفتُ من النساء الفاً .
وتخطت علاقاتى كل القرون .
لكنـى استشعرت شئ غريب .
مازال طعم الحياة كئيب .
وصار قلبى على افعالى رقيب .
وشعرت بأن صوتها من فؤادى قريب .
عنـدها قمت بتغير مسار سفينتى .
وابحرت نحو بلاَدها .
فهى ما زالت حبيبتى .
ولديها كل ما ملكت يدى .
لم اقل هذا تبريراً لموقفى .
فانى مقراً بذنبى وفعلتى .
فكل ما اطلبه هو فرصة اخيرة .
لاثُبت لها انى انهيت كل العلاقات المثيرة .
وانها لدى اجمل نساء القبيلة .
وانها مَالكتىٌ ومملكتى .
وانى لن اسير على تلكـ الوتيرة .
وانها ستكون فى قلبى الاولى والاخيرة .
ولكـ الحكم يا سيدى القاضى .
وارجو ان تنقذنى بحبها من تلكـ الاوحال الحقيرة .
قال القاضى الحكم بعد المداولة .
وستكون قرارتى عادلة .
مره ساعة كانت لدى قاتلة .
ثم قام وقال .
حكمت المحكمة .
بالحب حتى الممات .
وبأنهاء عصر الظلمات .
وبأعلان الافراح فى الحارات .
فهو حقا يحبكِ يا سيدتى .
رغم كل الخلافات .
فوعـــدًا انه لن يعود ثانيةِ .
لُينشأ من النساء الآلف الولايات .
تقدم ايها الفتى واحتضن حبيبتكـ .
فانطلقت بداخلى الصرخات .
فلقد عفت عنى المحكمة .
وسامحتنى حبيبتى .
لتعود الى وجهى المسرات .
لتعود الى وجهى المسرات .
تم الأنتهاء
29 من ابريل 2011
الساعة 03:00 فجراً بتوقيت القاهرة
سلامى وبعد /
احمد عبد الفتاح الشهيبى