الفوائد الربيعية من الكتب العلمية والأدبية ( متجدّد )

الفوائد الربيعية من الكتب العلمية والأدبية ...[متجدّد ]
فكرة / ربيع بن المدني

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه بعضُ الثّمار اليانعة التي كنت ولازلت أقتطفها إبّان مطالعتي للكتب العلمية والأدبية والرسائل والمجلات والرّوايات وغيرها ... أحببت نشرَها هنا قصدَ تعميم الفائدة وحصول التجّاوب من خلال هذه المشاركة النّافعة إن شاء الله ..ولا أريد أنْ أستبدّ بنقولاتي فقط بل أريد فتحَ الموضوع على مصراعيه لكل قارئ وباحث بأن يدلوَ بدلوه بما قطفه هو الآخر من خلال قراءته للتّواليف كي تعمَّ الفائدة ، وقد قال ابنُ الجوزي (عليه رحمة الله) كما في ( صيد الخاطر) : ما يخلو كتابٌ من فائدة .
تنبيه : أرجو من الإخوان والأخوات الذين يريدون المشاركة معنا في هذا المشروع أن يذكروا المصدر الذي نقلوا عنه ورقم الكتاب وصفحته إن أمكن ذلك ...
وليكن منّا على ذُكْرٍ قولُ الإمامِ ابنِ الجوزي في مقدمة كتابه ( صفة الصّفوة ): وإنما أنقل عن القوم محاسنَ ما نُقل ، ولا أنقل كلَّ ما نقل ، إذ لكلّ شيء صناعة ، وصناعة العقل حسنُ الإختيار . اهـ
وقولُ الإمام الْحُصْري في كتابه الماتع ( زهر الآداب ج 1 ص 36 ) : وليس لي في تأليفه من الافتخار أكثر من حسن الاختيار ، واختيار المرء قطعةٌ من عقله ، تدلّ على تخلّفه أو فضله . اهـ
إهداء : هذه الفوائد مهداة للأخت الفاضلة الشّاعرة ( نادية بو غرارة )
وجزاكم الله خيرا

قال ابنُ عبد ربّه - رحمه الله - :
وقَدْ ألّفْتُ هَذا الْكِتابَ وتَخَيّرْتُ جواهِرَهُ من مُتخيّرِ جواهرِ الآدابِ ، ومحصولِ جوامِعِ الْبيانِ ، [ وزبدَة أقوال العُلماء] فَكَانَ جوْهَرَ الْجَوَاهِرِ ولُبَابِ اللّبَابِ وإنَّ مَا لي فيهِ هو تَأليف الاختيار ، وحسن الاختِصَار ...واختيارُ الْكَلاَمِ أصْعَبُ منْ تَألِيفِهِ . قال الشّاعِرُ :
قَدْ عَرَفْنَاكَ باخْتِيَارِكَ إذْ كَا نَ دَليلاً على اللّبِيب اختيَارُه
قَالَ أفْلاَطُون : عُقُولُ النّاسِ مُدَوّنة فِي أطْرافِ أقْلامِهم ، وظَاهِرَةٌ فِي حُسْنِ اختيَارِهم . اهـ
بتصرّف ( العقد الفَريد ج 1 ص12)

- إنَّ العلومَ وإن تباينت أصولُها وغرّبت وشرّقت فصولُها واختلفت أحوالُها وأتهمت وأنجدت أقوالُها وتنوعت أبوابُها وأشأمت وأعرقت أصحابُها وتغايرت مسائلُها وأيمنت وأيسرت وسائلُها فهي بأسرها مهمة ومعرفتها على العلات نعمة ، إلا أنَّ أعلاها قدراً وأغلاها مهراً وأسناها مبنى وأسماها معنى وأدقها فكراً وأرقها سراً وأعرقها نسبًا وأعرفها أبًا وأقومها قيلا وأقواها قبيلا وأحلاها لسانًا وأجلاها بياناً وأوضحها سبيلا وأصحها دليلا وأفصحها نطقا وأمنحها رفقا العلومُ الدينيةُ ....، فهي شمسُ ضحاها وبدرُ دجاها وخالُ وجنتها ولَعْسُ شَفَتِهَا ودعجُ عيونها وغنجُ جفونها وحببُ رُضَابها وتنهدُ كعابها ورقةُ كلامها ولينُ قوامها .
على نفسه فليبكِ من ضاع عمرُه... وليس له منها نصيبٌ ولا سهمٌ
فلا ينبغي لعاقلٍ أن يستغرقَ النهارَ والليلَ إلاَّ في غوصِ بحارها أو يستنهض الرجل والخيل إلا في سبر أغوارها أو يصرف نفائس الأنفاس إلا في مهور أبكارها أو ينفق بدر الأعمار إلا لتشوف بدر أسرارها :
إذا كان هذا الدّمعُ يجري صبابةً ....على غير سلمى فهو دمع مضيع
اهـ - مقدِّمة (روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني) للعلاّمة الآلوسي

قال الأستاذ عبّاس محمود العقّاد :
لَقَدْ علّمَتْنِي تَجارِبُ الْحَياةِ أنّ النّاسَ تَغِيظُهم الْمَزَايَا التِي ننفرِدُ بها ولاَ تَغِيظهُم النّقائِص التي تعِيبُنا ، وأنّهم يكرهونَ مِنكَ مَا يصغرهم لاَ ما يصغّرُك ، وقدْ يُرضيهم النّقصُ الّذي فيكَ ، لأنهُ يكبرهم في رأي أنفُسهم ، ولكنهم يسخطون على مزاياك لأنها تصغرهم أو تغطّي على مَزَاياهم ..فبعضُ الذّمّ علَى هذا من بعضِ الثّناء لا بل الذّمّ من هذا الْقَبيلِ أخلص من كلّ ثَناء لأنّ الثّناء قدْ يُخالطه الرّياءُ ، أمّا هذا الذّم فهوَ ثناءٌ يقتحمُ الرّياءَ ....اهـ
كتاب ( أنا ص 109)

- قالَ الله تعَالى : { وَكَلْبُهم باسِطٌ ذراعَيْهِ بالْوَصيد } كلْبٌ خَطَا معَ أحبابِهِ خطواتٍ ، فَإلى يوم القِيامَةِ يُتْلَى { وَكَلْبُهم باسِطٌ ذراعَيْهِ بالْوَصيد } ، فهَل ترى أنّ مُسْلِماً يَصْحَبُ أحْبَابَهُ منْ وَقْتِ شَبَابِه إلى وَقْتِ مَشيبَتِه يَرُدّهُ يوْمَ القِيامَة خَائِباً ؟! ، ويُقال : كلبٌ بسط يَدَهُ عَلى وصيدِ الأولياء ، فَإلى يوْمِ القِيامة يقالُ : { وَكَلْبُهم باسِطٌ ذراعَيْهِ بالْوَصيد } فهلْ إذا رَفَعَهَا مُسْلمٌ خَمسين سنة ، تُرى يَرُدّها خَائِبَةً هَذا بِكَرَمِهِ لاَ يَكُونُ . ويُقال : لمّا صحِبَهم الْكَلْبُ ، لم تَضُرّهُ نَجَاسَةُ صِفَتِهِ ، ولا خَسَاسَةُ قِيمَتهِ . أخي إنْ كُنْتَ معَ الأبْرار وفِي جِوارِهم ، حَمَلُوكَ إلى ديارِهم كُنْ فِي نَوَاحِيهم ، يُصوّتُ بكَ صَوْتُ حَاديهم . اهـ
( صلاح الأمّة في علو الهِمّة ج 1 ص62 ) للدّكتور سيد بن حسين العفّاني .

انعطفت عبر شارع ( أبي العلاء ) ، قبالة دكّان ( السّوسي ) المتمترس خلف عبوسه البارد . كان يعتبر البسمةَ ، في وجه الزّبون ، تبذيرا ، وغواية قد تشجعه على طلب الاقتراض ، وليحسم الأمر عزّز عبوسه الدّائم ، بلافتة مقروءة من بعيد ، كُتبت عليها : (( ممنوع الطّلق والرزق على الله )) ....
من رواية ( لمبدوزا) ص 10 لصديقي الأديب عبد الرحمن عبيد .

وعدت ووفيت أيها الباحث المسافر في عوالم الكتب ، و ما أجمله و أمتعه من سفر !!!

هدية مقبولة ، و ليس أغلى من نظرة في جملة في صفحة تركت أثرا فكانت الفاصلة بين قبل قراءتها و بعد ..

دمت و بحر اطلاعك ، و جُزيت عنّا خيرا .

خطرت لي فكرةٌ فيما يَجْري على كثيرٍ من العالم من المصائب الشديدة ، والبلايا العظيمة، التي تتناهى إلى نهاية الصُّعُوبة فقلتُ : سبحان الله. إن الله أكرم الأكرمين، والكرمُ يُوجب المسامحة . فما وجهُ هذه المعاقبة ؟ فتفكّرت ، فرأيتُ كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم ، لا يتصفّحون أدلةَ الوحدانية، ولا ينظرون في أوامر الله تعالى ونواهيه، بل يجرون ـ على عاداتهم ـ كالبهائم . فإن وافقَ الشّرعُ مرادَهم وإلا فَمُعَوّلُهُم على أغراضِهم. وبعد حصول الدِّينار، لا يبالون، أمن حلال كان أم من حرام . وإن سَهُلت عليهم الصلاةُ فعلوها ، وإن لم تسهل تركوها. وفيهم من يبارزُ بالذّنوب العظيمة، مع نوع معرفة النّاهي. وربما قَوِيَتْ معرفةُ عَالِمٍ منهم ، وتفاقمت ذنوبُه، فعلمتُ أن العقوباتِ ، وإن عَظُمت دونَ إجرامهم . فإذا وقعت عقوبةُ لتّمحّصِ ذَنبٍ صاحَ مُستغيثُهم : ترى هذا بأيِّ ذَنب ؟ ويَنسى ما قد كان، مما تتزلزل الأرض لبعضه. وقد يُهان الشّيخُ في كِبَره حتى ترحمَه القلوبُ ، ولا يدري أنّ ذلك لإهماله حقَّ الله تعالى في شبابه . (( فمتى رأيتَ معاقباً، فاعلم أنّه لذنوب )) .
ابن الجوزي صيد الخاطر 19 .20

وعدت ووفيت أيها الباحث المسافر في عوالم الكتب ، و ما أجمله و أمتعه من سفر !!!

هدية مقبولة ، و ليس أغلى من نظرة في جملة في صفحة تركت أثرا فكانت الفاصلة بين قبل فراءتها و بعد ..

دمت و بحر اطلاعك ، و جُزيت عنّا خيرا .

بارك الله في سعيك أيتها الأديبة وجزاك خيرا ، سررت وتشرّفت بهذا التّجاوب السّريع / ولتطيبي نفساً أختي هنا سيكون سيل من النّقولات المنوّعة إن شاء الله / نسأل الله الإخلاصَ في القول والعمل ...
دمت بامتياز

نحن أمام حديقة من المعرفة والثقافة التي تختصر لنا الكثير من العطور في قارورة الأديب .. ولكل من اسمه نصيب أيها الربيع الخصيب .
تقبل عاطر تحيتي ،