بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أيها الأحبة أن النصوص الأدبية بنوعيهما (نثراً وشعراً ) ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالوجدان، فمن المعروف أن البيان يتكلم عن الوجدان ، وأن القلم يسطر ما في المشاعر .
ويختلف البيان قوة وجزالة وتأثيراً من شخص لآخر، بحسب آفاقه العلمية، ومدى مشاركة الوجدان فيما يخطه البنان.
وكثير ممن نراهم من الكتاب الحديثيين، شعرا ونثرا ، نراهم يخاطبون المجتمع من ألسن عجماء ، وكأنهم يعيشون في زمن آخر ، وفي بيئة آخرى فيحتاج ما يعتقدونه بيانا إلى بيان ، وحل للرموز والإشكال.
لذا فالملاحظ أيها الأحبة، أن القارىء قد يستمتع بنصوص عنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة ، والمتنبي والأعشى ، ومصطفى صادق الرفاعي ، وغيرها أكثر مما يستمتع بالنصوص القصيرة .... الغامضة.
لماذ ؟
لأن نصوص أولئك توافق الوجدان ، حتى وإن كان الشخص لا يفهم بعض الكلمات نراه يترنمها بكل مشاركة وجدانية
أذكر ذات ليلة كنت أنا وأصدقاء لي في شاطىء البحر فإذا بشخص غير متعلم ومحدود الثقافة يقول
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلل
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي بصبح وما الأصباح منك بأمثل
قالها متأثرا بمنظر البحر مع الليل ، قالها وأنا متأكد تماما أنه لا يعرف الكثير من معاني الكلمات، لكنني في الوقت ذاته كنت راض تمام الرضا لأنه يشارك الوجدان .
فما رأيكم أخوتي؟؟